اول تطعيم للطفال بجنوب دارفور منذ اندلاع الحرب- خاص راديو دبنقا

اول تطعيم للطفال بجنوب دارفور منذ اندلاع الحرب- خاص راديو دبنقا

تقرير: عبد المنعم مادبو

بفرحة غامرة تحدثت الأم الثلاثينية عائشة اسحق لراديو دبنقا من مركز تطعيم الاطفال بمدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور بعد ان وجدت اخيراً فرصة لتطعيم ابنها الذي بلغ عمره تسعة اشهر وحصوله على اول جرعة لتحصينه من امراض الطفولة، بعد ان توقفت الحملات الروتينية لتطعيم الاطفال منذ اندلاع الحرب بين القوات المسلحة والدعـ.م السـ.ريع في ابريل العام الماضي.

شكرا للجميع

عائشة عبرت عن امتنانها لوزارة الصحة الاتحادية والولائية والمنظمات التي ساهمت في ايصال اللقاحات الخاصة بالتطعيم إلى ولاية جنوب دارفور في ظل الظروف الامنية والصعبة التي خلفتها الحـ.رب.

لا تقل فرحة الام ماجدة محمد الحسن عن ما ابدته عائشة حيث اعربت عن سعادتها بعودة التطعيم لأطفال جنوب دارفور وأن يجد طفلها ذو التسعة اشهر حقه من التطعيم، واضاف: “شعوري انا كأم ما قادرة اوصفه، لأني عانيت في الاشهر الماضية من الخوف على مستقبل طفلي، خاصة انه ضمن مجموعة من الامهات طعمن اطفالهن في الاشهر التي تلت اندلاع الحـ.رب، لكن اتضح لاحقاً ان تلك اللقاحات تالفة” وقالت “احساس صعب ان لا تجد الام فرصة لتطعيم طفلها من امراض الطفولة الفتاكة.”

انطلقت حملة التطعيم ضد امراض الطفولة لأول مرة في 8 محليات من جملة 21 محلية بولاية جنوب دارفور بعد توقف دام عام كامل بسبب اندلاع الحرب بين الجيش والدعم السريع في ابريل العام الماضي.

تدافع الامهاتتدافع الامهات للحصول 
 على جرعات تطعيم لاطفالهن

وشهدت مراكز التطعيم بمحليات “نيالا، ونيالا شمالاً، كاس” التي بدأت بها الحملة أمس الاربعاء تدافع اعداد كبيرة من الامهات لتطعيم أطفالهم الذين مضى على بعضهم اكثر من عشرة أشهر ولم تلقوا اي جرعات من التطعيم ضد امراض الطفولة.

وقال مدير الإدارة العامة للطوارئ الصحية ومكافحة الأوبئة بوزارة الصحة بالولاية حافظ محمد نور لراديو دبنقا “إن خدمات التحصين ضد امراض الطفولة ظلت متوقفة بالولاية منذ أكثر من عام بسبب عدم وصول اللقاحات”، وذكر انه بعد وصول كميات من اللقاحات في الايام الماضية بدأت امس الأربعاء الحملة في محليات نيالا ونيالا شمال وكاس وتنتقل اليوم الخميس إلى خمس محليات أخرى، مشيراً إلى ان هناك 13 محلية لم تشملها الحملة بسبب نقص الميزانيات وان الولاية لم تستطع توفير ميزانية قيام الحملة وترحيل اللقاحات إلى تلك المحليات، لكنه أوضح ان ادارة التحصين الموسع بالولاية رفعت مقترح ميزانية لوزارة الصحة الاتحادية بغرض توفير ميزانية لإيصال الحملة لبقية المحليات.

مشيراً إلى قيام هذه الحملة في المحليات الثمانية جاء بدعم من منظمات اطباء بلا حدود، وآلآيت الامريكية، والهيئة الطبية الدولية “IMC”

وأكد حافظ ان هذه الحملة ستساعد في تقليل معدلات امراض الطفولة التي ظهرت في الفترة الماضية بعدد من مناطق الولاية خاصة “الحصبة والسعال الديكي، اضافة إلى حالات اشتباه بالدفتيريا ” التي يمكن الوقاية منها عبر التطعيم، واضاف “غياب حملات خلال العام الماضي خلقا فجوة كبيرة ظهرت خلالها امراض الطفولة التي يمكن الوقاية منها عبر التطعيم.”

وذكر حافظ ان المراكز التي انطلقت فيها الحملة شهدت اقبالاً كبيراً، وسط فرحة كبيرة للأمهات بحصول اطفالهن على جرعات التطعيم، واشار إلى الجهود الكبيرة التي بذلت من ادارة التحصين الموسع بالولاية ووزارة الصحة الاتحادية والمنظمات العاملة في المجال الصحي لأجل ايصال اللقاحات إلى الولاية وبعض المحليات.

10 أنواع من اللقاحات

واوضح ان اللقاحات التي وصلت الولاية 10 انواع من اللقاحات الروتينية بما فيها لقاح كوفيد19، منوهاً إلى ان اللقاحات التي وصلت كانت تستهدف فئة الاطفال في عمر اقل من عام لكن نتيجة لغياب التطعيم لفترات طويلة تم ادخال الاطفال دون العامين لتشملهم الحملة، لذلك توقع ان تنفد اللقاحات في فترة وجيزة، وناشد في الوقت نفسه المنظمات الاممية والدولية ومنظمات المجتمع المدني السوداني والمهتمين بالشأن الصحي بأن يدعموا وصول مزيد من اللقاحات إلى ولاية جنوب دارفور حتى ينال جميع الاطفال حقهم في التطعيم ضد امراض الطفولة.

واشار مدير التحصين إلى انه بجانب التطعيم سيتم توزيع فيتامين “أ” واجراء عمليات الوزن للطفال الذين يعانون من سوء التغذية، بينما اوضحت ضابط تحصين بمحلية نيالا جنوب آمنة محمد مالك ان عدد المراكز بالمحلية بلغ 13 مركزاً ثابتاً يتم فيها اعطاء جرعات من لقاحات “الروتينية للأطفال من عمر يوم أقل من عامين، اضافة إلى لقاح الشلل العضلي، المكورات الرؤية، والحمى الصفراء للأطفال في عمر تسعة اشهر، وكذلك جرعة السحائي، وجرعة الحصبة للأعمار ما بين تسعة اشهر وسنة ونصف.

في الاثناء اشار مدير الاعلام والعلاقات العامة بوزارة الصحة الصحفي حسن حامد ان عمليات التحصين ضد الامراض توقفت بالولاية بعد ان فقدت وزارة الصحة كل مخزونها من اللقاحات التي كانت معدة لحملات التطعيم للربع الثاني من العام 2023م بسبب الحرب وعمليات التخريب التي طالت مخازن الادوية بالولاية.

تلف اللقاحات

وذكر حسن انه بعد اندلاع المعارك في مدينة نيالا تعرضت ادارة التحصين الموسع إلى الدمار والتخريب ما ادى إلى فقدان تلف كمية كبيرة من اللقاحات التي كانت في الادارة جراء تعرضها للأشعة ومياه الامطار اضافة إلى نهب كميات كبيرة من تلك اللقاحات، لذلك هناك الكثير من الاطفال لم يجدوا حظهم من التطعيم، مما جعلهم عرضه لأمراض الطفولة.

مشيرا إلى ان هناك من وصفهم بضعاف النفوس الذين استغلوا تلك الظروف وفتحوا مراكز يقومون فيها بتطعيم الاطفال بمقابل مالي بين 10 إلى 15 ألف جنيه للجرعة الواحدة، واكد ان اطفالا كثر تم تطعيمهم في تلك المراكز، وكانت نتيجة لانقطاع شبكات الاتصالات عن الولاية لم تتمكن سلطات التحصين من التوعية من خطورة هذه الامصال وارسال الرسائل التحذيرية للأسر.

وكشف حسن حامد عن ظهور اثار جانبية لعمليات التطعيم بتلك اللقاحات التالفة لأعداد من الاطفال مثل الاسهال والاستفراغ والحميات، واشار إلى انه بعد عودة شبكات الاتصالات بذلت وزارة الصحة جهدا مقدرا واستطاعت ان تحد من استخدامات تلك اللقاحات، وتم فتح بلاغات في بعض اصحاب المراكز الذين يمارسون عمليات تطعيم الاطفال بتلك اللقاحات وتمت مصادرة كل الكميات التي كانت بحوزتهم بواسطة لجنة شكلتها وزارة الصحة وتضم عددا من الجهات الحكومية.