أول زيارة للأمم المتحدة إلى الخرطوم منذ اندلاع الحرب .. وتحذيرات من المجاعة

أوضاع الأطفال والنساء في معسكر كلمه بجنوب دارفور جراء سوء التغذية ..(راديو دبنقا)

أمستردام: 15مارس 2024: راديو دبنقا

نفذت الأمم المتحدة أول زيارة لها إلى ولاية الخرطوم الأسبوع الماضي، كاشفةعن أوضاع إنسانية صادمة،
محذرة من أن الحرب الوحشية في السودان تدفع البلاد نحو المجاعة.

وقالت جيل لولر، رئيس العمليات الميدانية والطوارئ في اليونيسف في السودان، في مؤتمر صحفي بجنيف، إنها  قادت فريقاً مكوناً من 12 موظفًا من موظفي اليونيسف في مهمة إلى أم درمان الاسبوع الماضي.

٣٠٠ عملية بتر أطراف

  وقالت إن مدير مستشفى النو بأمدرمان ابلغها بإجراء ٣٠٠ عملية بتر أطراف خلال الشهر الماضي فقط.وأشارت إلى اكتظاظ المستشفى بالمرضى، حيث يتقاسم اثنين، وأحيانًا ثلاثة مرضى،الأسرَّة. وأن معظم الموظفين، يعيشون عملياً في المستشفى، ولا يحصلون على رواتب منتظمة منذ أشهر، بجانب نقص الإمدادات والمعدات .

ظلام دامس

ونبهت إلى زيارتهم لمستشفى آخر، حيث يعاني الأطفال من سوء التغذية، ويعيشون في ظلام دامس بسبب انقطاع الكهرباء بجانب تعطل المولد الاحتياطي  قبل أسبوع تقريباً، مما أدى لعمل الكوادر الطبية في الظلام، والحفاظ على لقاحات سلسلة التبريد المهمة باستخدام عبوات الثلج. 

وضوع ضحايا اغتصاب

وأوضحت إنها علمت خلال الزيارة أن النساء والفتيات اللاتي تعرضن للاغتصاب في الأشهر الأولى من الحرب وضعن أطفالهن الآن، حيث قام العاملون بالمستشفى  ببناء حضانة بالقرب من جناح الولادة.

وأشارت إلى تضرر محطة المنارة لمعالجة المياه، التي تدعمها اليونيسف، جراء الحرب، وهي المحطة الوحيدة التي لا تزال تعمل من بين 13 محطة في منطقة الخرطوم، وتوفر المياه الصالحة للشرب لنحو 300 ألف شخص في أم درمان، وتعمل بطاقتها القصوى البالغة 75% فقط، ولكنها ستتوقف عن العمل خلال أسبوعين ما لم يتم توفير المزيد من الكلور لمعالجة المياه لهؤلاء السكان.

جوع وهدوء نسبي

وقالت إن الأوضاع كانت تشهد هدوءً نسبياً في مناطق زيارتهم، مع سماع أصوات إطلاق نار مدفعي على مسافة بعيدة، ولكن كان هناك وجود مسلح مكثف في الأسواق والشوارع وحتى في المستشفيات. وأضافت(  رأينا العديد من الشباب يحملون السلاح.  ليس من الواضح كم كان عمرهم، ولكن من الواضح أنهم كانوا صغاراً، ومن الواضح أنهم لم يكونوا في المدارس، التي تم إغلاقها منذ بداية الحرب).

وتابعت( إن الجوع منتشر على نطاق واسع، وهو الشاغل الأول الذي يعبر عنه الناس.هناك مواد غذائية في السوق، ولكن ببساطة لا يمكن لمعظم الأسر تحمل تكاليفها، ويرجع ذلك جزئياً إلى استمرار انقطاع الاتصالات  الذي يمنع الأسر من تلقي الأموال النقدية عبر الهاتف المحمول التي تشتد الحاجة إليها).

  وأكدت إنه من المتوقع أن يعاني نحو 3.7 مليون طفل من سوء التغذية الحاد هذا العام في السودان، بما في ذلك 730الف طفل يحتاجون إلى العلاج المنقذ للحياة.

واضافت( إن احتياجات الأطفال في الخرطوم وحدها هائلة.  ولكن هذا ينطبق أيضاً على دارفور، حيث كنت الشهر الماضي في مهمة عبر الحدود عبر تشاد.) وتابعت( إن حجم احتياجات الأطفال في جميع أنحاء البلاد مذهل بكل بساطة.  ويشهد السودان الآن أكبر أزمة نزوح في العالم.  ويوجد بعض الأطفال الأكثر ضعفاً في الأماكن التي يصعب الوصول إليها).

مطالب واضحة

وطالبت أطراف النزاع بتمكين وصول المساعدات الإنسانية بشكل سريع ومستدام ودون عوائق – سواء عبر خطوط النزاع داخل السودان أو عبر الحدود مع الدول المجاورة للسودان.  وأضافت(وقد وفرت تشاد شريان حياة بالغ الأهمية للمجتمعات المحلية في دارفور، ولا يزال الوصول عبر حدودها بالغ الأهمية، إلى جانب الوصول عبر جنوب السودان).

وقالت إنه يقع على عاتق أطراف النزاع واجب أخلاقي ومسؤولية قانونية لحماية الأطفال.  وشددت على ضرورة أن تتخذ الأطراف تدابير ملموسة لمنع وإنهاء قتل وتشويه الأطفال؛  تجنيد الأطفال واستخدامهم في الصراع؛  وجميع أشكال العنف الجنسي.

كما ناشدت المجتمع الدولي بتعبئة ضخمة للموارد بحلول نهاية شهر مارس حتى يتمكن الشركاء في المجال الإنساني من الحصول على الإمدادات والقدرات على الأرض، في الوقت المناسب، للحد من الكارثة الإنسانية الوشيكة .

تحذيرات من المجاعة

وجددت التأكيد بأن الحرب الوحشية في السودان تدفع البلاد نحو المجاعة، وما لم تكن هناك إرادة سياسية كافية واهتمام وموارد مخصصة للاستجابة الآن، فإننا نتطلع إلى خسارة كارثية محتملة في الأرواح.

وقالت أن 24 مليون طفل في جميع أنحاء السودان يحتاجون ويستحقون السلام.  وتابعت (إنهم بحاجة إلى وقف إطلاق النار.  إنهم بحاجة إلى حل سياسي دائم.  إنهم بحاجة إلى فرصة ليكونوا أطفالاً).