رمضان في الحرب .. أجواء مختلفة في نيالا

إفطار رمضان بمدينة نيالا بولاية جنوب دارفور - المصدر الفيسبوك

تقرير: محمد سليمان

لعل الحرب الدائرة منذ 15 أبريل قد أدت إلى إحداث تغييرات غائرة متعددة في السودان من النواحي الاقتصادية والاجتماعية وغيرها، وبات المجتمع يتعمد على اقتصاد الطوارئ نسبة للضائقة الاقتصادية التي يعيشها السودان في ظلال الحرب الراهنة. جاء رمضان، ومن المعروف أن السودانيين لهم تقاليد راسخة للاحتفال بقدوم شهر رمضان. هذا العام قد اختفت العديد من مظاهر الاحتفال برمضان إلا ما ندر، وعلى الرغم من كل إفرازات الحرب إلا أن المجتمع يحاول أن يصنع بعض الاجواء التي تعبر عن الحفاوة بشهر رمضان حتي يعيشوا أجواء المناسبة بتواصله الاجتماعي فهو شهر فضيل.

رمضان يأتي مختلفا

يقول الناشط المدني بمدينة نيالا بولاية جنوب دارفور أبو ذر ابراهيم أن الأيام والسنوات والأوضاع تختلف، ويستمر الإنسان في حياته، لكن رمضان يأتي دائماً محفوفا بالرحمة والبركة والخيرات التي تنزل على الناس.
ويضيف في حديثه لراديو دبنقا صحيح أن هنالك المعاناة والشدة والهموم التي تواجه المواطنين لكن الناس يتناولون إفطار رمضان بخصوصيته المعروفة.

تجاوز الكثير من الالتزامات

ويتابع أبوذر عموماً رمضان هذا العام يختلف عن رمضان العام الماضي بأنه لا توجد الكثير من الاستعدادات التي كان المواطن يقوم بها سابقا، مثل شراء المستلزمات الخاصة برمضان من مفروشات وأطعمة وتحضير العصائر وغيرها. ويضيف الآن رمضان أصبح خفيفا من ناحية شراء المواد الغذائية والأواني المنزلية وكثير من المستلزمات الأخرى التي تجاوزها الناس لكنهم يتعاملون مع رمضان على أنه شهر كريم وفاضل مقدس ويتناولون ويستخدمون ما هو متاح.

التمسك بعادات رمضان

ويشير إلى أن الناس في مختلف أحياء نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور وبالرغم من إفرازات الحرب وتدهور الوضع الاقتصادي ما زالوا متمسكين بعادة الخروج بإفطارهم إلى الشوارع والساحات وإقامة الإفطارات الجماعية، وكل شخص يحمل ما لديه ويخرج ليشارك جارة أو عابر سبيل ما يتوفر لخ من زاد. يتعايش الناس دوماً ويحاولون أن يخلقوا الأجواء التي تتماشي مع الشهر الفضيل بالتواصل والتكاتف والتراحم.

دعاء وابتهالات

ويدعو أبو ذر في ختام حديثه إلى وقف الحرب، ويتابع ندعو الله الكريم في هذا الشهر الفضيل أن يوقف هذه الحرب التي أدت إلى تدمير البلاد وإزهاق أرواح الالاف من الشعب السوداني، بجانب ملايين النازحين واللاجئين والمشردين، وأن يعود علينا رمضان القادم ونحن في أحسن حال.