أطفال سودانيون في شوارع طرابلس يواجهون التشرد والاستغلال

لاجئون سودانيون في الكفرة بليبيا فروا بسبب الحرب الدائرة

لاجئون سودانيون في الكفرة بليبيا فروا بسبب الحرب الدائرة-يوليو 2025-المفوضية السامية لشئون اللاجئين

طرابلس – 31 يوليو 2025م – راديو دبنقا
يتزايد القلق من تنامي ظاهرة تشرد الأطفال السودانيين في العاصمة الليبية طرابلس، في ظل الأوضاع المعيشية المتردية وتزايد أعداد اللاجئين الفارين من الحرب المستمرة في السودان منذ أبريل 2023. ويواجه المئات من هؤلاء الأطفال – الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و16 عامًا – خطر الاستغلال والتجنيد من قبل شبكات الاتجار بالبشر والمخدرات والأعضاء، وسط غياب الحماية القانونية والاجتماعية الكافية.

قنبلة اجتماعية موقوته


وقالت فدوى سيف الدين عوض الله، أمينة المرأة بالجالية السودانية غرب طرابلس والناشطة في قضايا اللاجئين، إن العديد من هؤلاء الأطفال يعملون في مهن هامشية، أو يتسولون في الأسواق والشوارع، وغالبًا ما يكونون برفقة نساء في ظروف قاسية تهدد حياتهم ومستقبلهم. واعتبرت فدوى أن هذا الوضع يُعد “قنبلة اجتماعية وإنسانية موقوتة”، خاصة في ظل اعتبار التسول واستغلال الأطفال جرائم يعاقب عليها القانون الليبي. وأكدت أن الجالية السودانية بالتعاون مع منظمة اليونيسف والسفارة السودانية تبذل جهودًا لاحتواء الظاهرة عبر برامج لدمج الأطفال فاقدي السند في أسر سودانية مستقرة، تتلقى دعمًا ماليًا شهريًا من اليونيسف، كإجراء عاجل للحد من التشرد وتقليل احتمالات الاستغلال.

أزمة التعليم وتزايد الفاقد التربوي


وفيما يتصل بالتعليم، أشارت فدوى إلى أن المدارس الليبية كانت قد استوعبت أعدادًا من التلاميذ السودانيين مع بدايات موجة اللجوء، إلا أن الارتفاع الكبير في أعداد التلاميذ اللاجئين دفع إلى إنشاء مدارس سودانية بديلة، أبرزها “مدرسة الأخوة السودانية الليبية” التي تم توسعتها بإنشاء مدرسة رديفة، إلى جانب ثلاث مدارس في مناطق الكريمية والقربولي وإنجيلة.

لكن وعود بعض المنظمات الإنسانية بتقديم التعليم المجاني لم تتحقق، ما اضطر إدارات المدارس إلى فرض رسوم دراسية تتراوح بين 170 إلى 180 دولارًا لتغطية التكاليف التشغيلية، وهو ما أدى إلى خروج أعداد كبيرة من الأطفال من النظام التعليمي، وفاقم من ظاهرة “الفاقد التربوي” في أوساط اللاجئين السودانيين.

ضغوط معيشية وضياع للكفاءات


وتحدثت فدوى عن الأوضاع الاقتصادية القاسية التي أجبرت العديد من السودانيين على العمل في مهن لا تتناسب مع مؤهلاتهم، في ظل قلة فرص العمل وضعف الموارد. واضطر عدد كبير من الأسر إلى السكن في مساكن جماعية مكتظة تُشبه المعسكرات، مما زاد من معدلات الجريمة والملاحقات القانونية المتعلقة بالإقامة والعمل غير النظامي.

وأشارت كذلك إلى أن تدهور الخدمات الصحية وعدم قدرة كثير من الأسر على تحمل تكاليف العلاج فاقم معاناتهم، وسط غياب شبه تام لخدمات الرعاية الطبية المجانية أو المدعومة.

دعوة للإعلام والمنظمات وتحفيز للتكافل


وفي ختام حديثها، عبّرت فدوى عن أسفها للتجاهل الإعلامي لقضية اللاجئين السودانيين في ليبيا، قائلة: “اللاجئ السوداني ليس طرفًا في الحرب، ومن حقه على بلاده وعلى المجتمع الدولي أن يحظى بالاهتمام والرعاية”.
وطالبت وسائل الإعلام السودانية والعربية بإيلاء مزيد من الاهتمام لأوضاع اللاجئين، كما حمّلت المنظمات التي تنصّلت من تعهداتها مسؤولية تفاقم الأزمة.
وناشدت الأسر السودانية المستقرة في ليبيا أن تواصل احتضان الأطفال فاقدي السند، مثمنة الدور الإنساني النبيل الذي تبادر به بعض العائلات، ومؤكدة أن “هذه المواقف ستبقى محفورة في ذاكرة الأمة السودانية”.

Welcome

Install
×