مجلس السلم الأفريقي يرهن إنهاء أزمة السودان بعملية سياسية شاملة

اجتماع مجلس السلم والأمن الافريقي

اجتماع مجلس السلم والأمن الافريقي-4 أغسطس 2025-حساب المجلس على منصة إكس

أمستردام: 4 أغسطس 2025 – راديو دبنقا

أكد مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي أن عملية سياسية شاملة بقيادة سودانية هي وحدها القادرة على إنهاء الأزمة، مشدداً على أنه بدونها سيظل المدنيون الضحايا الرئيسيين.

ورحب المجلس، في اجتماعه رقم 1293 اليوم، بتعيين الدكتور كامل إدريس رئيساً للوزراء، مؤكداً التزام الاتحاد الأفريقي بسيادة السودان وسلامة أراضيه ووحدته وسلامه.

وأدان المجلس تحركات ما وصفها بـ القوات شبه العسكرية – في إشارة إلى قوات الدعم السريع – إضافة إلى التدخلات الخارجية وما يُسمى بـ الحكومة الموازية، في إشارة إلى الحكومة التي أعلن عنها “تحالف السودان التأسيسي” في نيالا الأسبوع الماضي. ودعا الاتحاد الأفريقي، خلال الاجتماع الذي ترأسه السفير الجزائري محمد خالد رئيس المجلس لشهر أغسطس 2025، إلى وقف فوري للأعمال العدائية.

وكان مجلس السلم والأمن الافريقي أدان واستنكر بشدة في اجتماعه الأسبوع الماضي تشكيل حكومة تأسيس بنيالا داعيا جميع الدول بعدم الاعتراف بها أو التعاون مع مكوناتها ، وأعلن إنه لا يعترف بسوى مجلس السيادة والحكومة الانتقالية.

كما أكد المجلس على ضرورة حماية المدنيين ومحاسبة مرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان.

قضايا مطروحة على الطاولة

تناول الاجتماع، الذي ينعقد في ظل تصاعد العمليات العسكرية في دارفور وكردفان، جملة من القضايا أبرزه  :تهدئة الاشتباكات المتصاعدة في دارفور وكردفان.،تعزيز المساعدات الإنسانية،الحفاظ على سيادة السودان وسلامة أراضيه ووحدته ، وتعزيز الحوار والتنسيق لتوحيد جهود السلام.

إحاطات

ناقش الاجتماع مستجدات الوضع الميداني التي قدمها:الدكتور محمد بن شمباس، رئيس اللجنة رفيعة المستوى المعنية بالسودان، ممثل الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيقاد)، الدكتور هانيد نورو، ممثل برنامج الأغذية العالمي.

آليات لدعم السلام

كان الاتحاد الأفريقي قد شكّل ثلاث آليات لدعم جهود السلام في السودان وهي :الآلية الموسعة التي تهدف لتعزيز التوافق الدولي والدعم المشترك، اللجنة رفيعة المستوى والتي تهدف لوضع خارطة طريق الاتحاد الأفريقي، ولجنة مجلس السلم والأمن المخصصة للتواصل المباشر مع الأطراف المتحاربة من أجل تأمين وقف إطلاق النار وضمان وصول المساعدات الإنسانية.

تصريحات ومواقف

أكد حسب النبي محمود، رئيس حركة تحرير السودان الديمقراطية وعضو تحالف تأسيس، في مقابلة مع راديو دبنقا أن اجتماع مجلس السلم والأمن الأفريقي لن يؤدي إلى رفع الحظر عن السودان في ظل استمرار سيطرة عبد الفتاح البرهان، واصفاً وشدد على ضرورة محاسبته وتسليم السلطة للشعب السوداني كشرط أساسي لعودة السودان إلى الاتحاد الأفريقي.

وأشار إلى أن هناك دولاً إقليمية تستفيد من استمرار الحرب، خاصة في ملفي الذهب والمياه، لكنه أكد أن الاتحاد الأفريقي يضم قادة داعمين لمطالب الشعب السوداني.

قراءة تحليلية

اعتبر محللون أن الاجتماع شكّل رسالة قوية من الاتحاد الأفريقي برفض أي محاولات لتقسيم السودان أو تدويل أزمته خارج الإطار الإقليمي. غير أن التحدي الحقيقي يكمن في مدى استعداد الأطراف المتحاربة للاستجابة لهذه الدعوات، خصوصاً في ظل استمرار معارك السيطرة على المدن واتهامات متبادلة بارتكاب انتهاكات جسيمة ضد المدنيين.

ويرى مراقبون أن ترحيب المجلس بتعيين كامل إدريس قد يشكّل نافذة جديدة نحو الشرعية السياسية، لكنه قد يواجه عراقيل كبيرة إذا لم يرافقه توافق داخلي بين القوى المدنية والمسلحة، إضافة إلى دعم إقليمي ودولي يضمن استدامة أي تسوية.

Welcome

Install
×