مجلس الأمن يستمع إلى إحاطات من لعمامرة وتورك حول السودان

مجلس الأمن - مصدر الصورة: موقع الأمم المتحدة

ويدرس إصدار بيان حول حكومة “تأسيس”

أمستردام: 4 أغسطس 2025 – راديو دبنقا

يعقد أعضاء مجلس الأمن بعد ظهر اليوم (4 أغسطس) بتوقيت نيويورك، والساعة التاسعة مساءً بتوقيت السودان، مشاورات مغلقة بشأن الأوضاع في السودان.

ووفقًا لموقع “تقرير مجلس الأمن”، فقد طلبت الدنمارك والمملكة المتحدة (صاحبة القلم في الملف) عقد هذه الجلسة للاطلاع على آخر المستجدات الإنسانية والسياسية في البلاد، لا سيما في ضوء التصعيد الأخير للعنف في ولاية شمال دارفور ومنطقة كردفان. ومن المتوقع أن يقدم كل من المبعوث الشخصي للأمين العام إلى السودان، رمطان لعمامرة، والمفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، إحاطة خلال الجلسة.

اعتراض روسي

أشار التقرير إلى أنه قبيل الاجتماع، اعترضت روسيا على تقديم مسؤول من مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إحاطة بشأن السودان، بحجة أن المفوضية تفتقر إلى التفويض اللازم لإحاطة المجلس بهذه القضية. غير أن الدنمارك والمملكة المتحدة ردّتا على هذه الحجة، مشيرتين إلى الحضور القوي للمفوضية في بورتسودان وقدرتها على الوصول إلى الشبكات الوطنية وأطراف النزاع. كما أكدتا على ضرورة تمكين المجلس من الاستفادة من جميع المعلومات ذات الصلة في عمله، واستشهدتا بسوابق لإحاطات قدمها مسؤولو المفوضية في قضايا أخرى.

بيان حول حكومة “تأسيس”

يتفاوض أعضاء مجلس الأمن حاليًا على مسودة بيان صحفي أعدّته دول مجموعة A3+ (الجزائر، سيراليون، الصومال، وغيانا) والمملكة المتحدة، ردًا على إعلان تحالف “تأسيس” بقيادة قوات الدعم السريع عن إنشاء سلطة حاكمة موازية. وكان باب التعليقات على مسودة البيان مفتوحًا حتى صباح اليوم. وحتى كتابة هذا التقرير، كان الأعضاء بانتظار نسخة منقحة من النص.

وضع أمني خطير

من المتوقع أن يقدم لعمامرة خلال جلسة اليوم لمحة عامة عن الوضع الأمني الخطير في البلاد، في ظل تصاعد العنف بلا هوادة. ففي الأشهر الأخيرة، شهدت ولايتا شمال دارفور وكردفان تصعيدًا مقلقًا أثار مخاوف بشأن انتهاكات واسعة النطاق للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان.

وقد أصبحت منطقة كردفان بؤرة توتر رئيسية في الصراع، نظرًا لأهميتها الاستراتيجية كمفترق طرق يربط السودان من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب. وتُعد السيطرة عليها أمرًا بالغ الأهمية في رسم موازين القوى بالحرب الأهلية السودانية.

وفي بيان صدر بتاريخ 17 يوليو، ذكرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أنها تحققت من مقتل ما لا يقل عن 60 مدنيًا على يد قوات الدعم السريع في محلية بارا بشمال كردفان منذ 10 يوليو. بينما أفادت منظمات المجتمع المدني بأعداد أكبر، وصلت في بعض التقديرات إلى نحو 300 قتيل.

تطورات سياسية

من المتوقع أيضًا أن يستعرض المجلس التطورات السياسية الأخيرة في السودان. فقد فرغ كامل الطيب إدريس، الذي عيّنه عبد الفتاح البرهان قائد القوات المسلحة ورئيس مجلس السيادة الانتقالي رئيسًا للوزراء، من تعيين حكومة مكونة من 22 وزيرًا.

وفي المقابل، أعلن تحالف “تأسيس” بقيادة قوات الدعم السريع – وهو تحالف يضم جماعات مسلحة وسياسية متحالفة، بينها الحركة الشعبية لتحرير السودان–شمال بقيادة عبد العزيز الحلو – في أواخر يوليو عن تشكيل حكومة موازية. ويشمل الهيكل الجديد مجلسًا رئاسيًا من 15 عضوًا برئاسة قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، فيما يشغل الحلو منصب نائب الرئيس، ومحمد حسن التعايشي منصب رئيس الوزراء.

تنسيق الجهود

قدّم لعمامرة في 27 يونيو الماضي إحاطة لأعضاء المجلس خلال مشاورات مغلقة، استعرض فيها المبادرات الإقليمية والدولية لحل الأزمة السودانية، مشددًا على الحاجة المُلِحّة إلى نهج موحد ومنسق يتضمن إجراءات عاجلة وملموسة.

وفي اجتماع ثلاثي عُقد في بغداد في مايو، اتفق قادة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية على مواصلة التواصل المنتظم لتعزيز تنسيق جهود السلام في السودان. وفي الأسبوع الماضي، زار الممثل الخاص لرئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي في السودان، محمد بلعيش، مدينة بورتسودان، حيث التقى بكبار المسؤولين السودانيين، بمن فيهم البرهان وإدريس.

Welcome

Install
×