مقتل 15 شخصا في هجوم بمسيّرة على سوق في الفاشر

الفاشر:24 سبتمبر 2025:راديو دبنقا
كشفت مصادر طبية عن مقتل 15 شخصًا على الأقل وإصابة 12 آخرين في هجوم بمسيّرة شنّته قوات الدعم السريع على سوق مؤقت في الجهة الغربية من مدينة الفاشر أمس.
وشهدت المدينة اليوم الأربعاء استمرارًا للقصف المدفعي المكثف من قِبل قوات الدعم السريع على الأحياء، مع تحليق مكثف للمسيّرات في سماء المدينة.
في الأثناء، أفادت مصادر ميدانية بأن الجيش شنّ هجومًا بمسيّرات على تجمعات للدعم السريع في محيط معسكر زمزم.
وكانت قوات الدعم السريع قد شنّت أمس هجومًا على سلاح الإشارة وسلاح المهندسين، كما شنّت يوم الاثنين هجومًا على السلاح الطبي. وأعلنت القوات المسلحة والقوة المشتركة استمرار سيطرتهما على جميع المواقع العسكرية.
إدانة
أدانت بعثة الأمم المتحدة الدولية المستقلة لتقصّي الحقائق في السودان “بأشد العبارات” الهجوم بالمسيّرات، الذي يُزعم أن قوات الدعم السريع نفذته على مسجد الصافية والمنازل المجاورة له في الفاشر، شمال دارفور. ودعت البعثة جميع الأطراف إلى اتخاذ تدابير ملموسة لحماية المدنيين والمباني الدينية والثقافية.
وقد أسفر الهجوم على المسجد عن مقتل ما لا يقل عن 75 مصلّيًا أثناء أدائهم صلاة الفجر يوم الجمعة الماضي. وحذرت البعثة من أن المدنيين لا يزالون يواجهون خطرًا بالغًا مع استمرار حصار المنطقة.
وقال رئيس البعثة محمد شاندي عثمان إن قتل المدنيين، بمن فيهم الأطفال، “أثناء الصلاة في المسجد يظهر تجاهلًا صارخًا لأهم مبادئ القانون الدولي”، داعيًا إلى محاسبة المسؤولين.
ووصفت البعثة الهجوم بأنه الأكثر تدميرًا في سلسلة هجمات استهدفت مواقع دينية وثقافية، ونفذتها كل من قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية، مؤكدة أن هذه الهجمات قد ترقى إلى جرائم حرب، وفقًا لبيانها الصادر اليوم الأربعاء.
ملاذات وليست أهدافًا
وفي هذا السياق، قالت جوي نجوزي إيزيلو، الخبيرة في البعثة: “يجب أن تكون أماكن العبادة ملاذات وليست أهدافًا. هذا الهجوم يعمّق صدمة المجتمعات التي تعاني بالفعل من الجوع والنزوح والعنف الجنسي. لا يمكن للعالم أن يغضّ الطرف بينما يتعرض المدنيون للهجوم في أقدس أماكنهم”.
من جانبها، قالت الخبيرة في البعثة منى رشماوي إن “النسيج الديني والثقافي الغني والمتنوع في السودان يشكل جزءًا من تراثه المشترك”، مضيفة أن الهجمات المتعمدة على المصلين والمساجد والكنائس والمواقع الثقافية “تهدد بمحو الهوية والكرامة”.
نزوح مستمر
من جانبها، نشرت قوات الدعم السريع مقطع فيديو قالت فيه إنها تسهّل خروج المواطنين من الفاشر، في حين تتهمها جهات عديدة باستهداف المدنيين أثناء محاولتهم الخروج من المدينة.
وكشفت صور الأقمار الاصطناعية عن قيام قوات الدعم السريع بإحاطة مدينة الفاشر بحواجز ترابية وفتح ممرات محدودة.
تفاقم الجوع
من جهته، أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم، أن انعدام الأمن والحصار المفروض على مدينة الفاشر أدّيا إلى تفاقم الجوع وارتفاع الإصابات بين السكان العالقين داخل المدينة. وجدد مطالبة المنظمة بضمان وصول آمن وفوري ودون عوائق للمساعدات الإنسانية إلى الفاشر.
ومن جهة أخرى، دعا بيان مشترك بين مجلس التعاون الخليجي وبريطانيا إلى وقف فوري لإطلاق النار لأغراض إنسانية في مدينة الفاشر بالسودان.