الكوليرا تتمدد في دارفور وكردفان وجهود محلية ودولية للحد من انتشارها

أمستردام:6 أغسطس 2025:راديو دبنقا

تتواصل المخاوف في السودان من تفاقم الوضع الصحي بعد تسجيل تزايد ملحوظ في حالات الإصابة بالكوليرا في ولايات دارفور وكردفان، وسط جهود متواصلة لمكافحة الوباء عبر حملات تطعيم وأنشطة إصحاح بيئي.

تصاعد الإصابات والوفيات

كشفت وزارة الصحة الاتحادية عن تسجيل 2345 إصابة جديدة بالكوليرا خلال الأسبوع الماضي، بينها 21 وفاة، معظمها في محلية طويلة بشمال دارفور والضعين بشرق دارفور، إلى جانب حالات في جنوب ووسط دارفور. ووفق الإحصاءات الرسمية ارتفع العدد التراكمي للإصابات إلى 96,681 حالة، بينها 2408 وفيات في 129 محلية بجميع الولايات.

وبالتوازي، أظهر التقرير الوبائي تسجيل 151 إصابة بحمى الضنك (مع حالة وفاة واحدة) في ولايتي الخرطوم وكسلا، إضافة إلى 44 إصابة بالحصبة (بينها وفاة) في شمال دارفور والنيل الأبيض ونهر النيل. كما رُصدت إصابة واحدة بضربة شمس في البحر الأحمر، فيما سجلت الملاريا زيادة ملحوظة بعدد من الولايات، حيث تخطت بعض المحليات العتبة الوبائية.

انتشار مقلق في معسكرات النزوح وجبل مرة

بحسب منسقية النازحين واللاجئين، تجاوز العدد التراكمي للحالات في دارفور 4266 إصابة، بينها 212 وفاة، مع انتشار ملحوظ في طويلة وجبل مرة ومعسكرات كلمة وعطاش ودريج والسلام. وأكدت التقارير الطبية وجود مئات الحالات النشطة داخل مراكز العزل.

كما جرى تسجيل حالات في نيرتتي وزالنجي بولاية وسط دارفور.

وفي جنوب دارفور، أعلنت وزارة الصحة تسجيل 112 إصابة جديدة و5 وفيات أمس الثلاثاء، ليرتفع العدد الكلي إلى 1440 إصابة و74 وفاة منذ مايو الماضي.

وفي شمال كردفان كشفت وزارة الصحة عن دخول 45 حالة إصابة جديدة بالكوليرا إلى مركز العزل بالأبيض ليرتفع العدد الكلي للحالات في المركز إلى 116 حالة.كما جرى تسجيل أربعة حالات وفاة.

إجراءات في جبل مرة

أعلنت السلطة المدنية في مناطق سيطرة حركة تحرير السودان بقيادة عبدالواحد إغلاق سوق قولو بعد تفشي الكوليرا،كما وجهت قيادة الحركة بعدم تنظيم احتفالاتذكرى تأسيس الحركةبسبب تفشي الكوليرا.

حملات للتطعيم والإصحاح البيئي

أطلقت السلطات الصحية في جنوب دارفور حملة واسعة لإصحاح البيئة وتعقيم مصادر المياه في نيالا شمال، بدعم من المجلس النرويجي للاجئين. شملت الحملة 43 مصدرًا للمياه و27 تنكرًا و1040 فنطاسًا، إضافة إلى توزيع 800 حزمة صحية للنازحين بمعسكر بليل. كما قامت منظمات دولية بصيانة مراحيض في مراكز الإيواء، ضمن جهود تحسين خدمات الصرف الصحي.

وفي النيل الأبيض وسنار، اختُتمت أمس حملات التطعيم ضد الكوليرا، بينما قررت وزارة الصحة تمديد الحملة في محلية شيكان بشمال كردفان أسبوعًا إضافيًا، مستهدفة أكثر من 100 ألف شخص من القادمين من ولايات النزاع.

تحذيرات أممية من تفاقم الأزمة

حذر وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، من أن “الوقت ينفد مع تصاعد خطر المجاعة في الفاشر بولاية شمال دارفور”، مشيرًا إلى أن انتشار الكوليرا وسوء التغذية يفاقمان الوضع الإنساني المتدهور. وأكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن أكثر من 3600 إصابة بالكوليرا سُجلت في شمال دارفور وحدها منذ يونيو، محذرًا من أن ضعف الإبلاغ قد يخفي الحجم الحقيقي للتفشي.

وتشير المسوحات الأخيرة إلى ارتفاع معدلات سوء التغذية الحاد إلى مستويات “تفوق حدود الطوارئ” في شمال دارفور، حيث بلغت 34% في محلية مليط وحوالي 30% في الطويشة.

نداء عاجل للتمويل والوصول الإنساني

دعت الأمم المتحدة وشركاؤها الإنسانيون إلى توفير تمويل عاجل لتوسيع نطاق مراكز العلاج والاستقرار، وحثت جميع الأطراف في السودان على السماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، لتفادي كارثة صحية وإنسانية وشيكة.