الخرطوم تحتفي بأبطال من راديو دبنقا

بعد غياب قسري لنحو 12 عاماً، نظم راديو دبنقا في يناير الماضي أول منشط في الخرطوم إحتفالاً بالذكرى الحادية عشرة لتأسيسه، كرّم خلاله عدداً من الذين ظلوا يتعاونون معه طيلة السنوات الماضية في تحدي سافر لمناخ التضييق على الحريات والكبت والقمع في عهد النظام البائد .

الصحفي عثمان هاشم

 

بعد غياب قسري لنحو 12 عاماً، نظم راديو دبنقا  في يناير الماضي أول منشط في الخرطوم إحتفالاً بالذكرى الحادية عشرة لتأسيسه، كرّم خلاله عدداً من الذين ظلوا يتعاونون معه طيلة السنوات الماضية  في تحدي سافر لمناخ التضييق على الحريات والكبت والقمع في عهد النظام البائد .
وبحسب التقارير الصادرة من المنظمات المعنية بحرية الصحافة والتعبير، فإن السودان ظل ضمن قائمة الدول التي تحتل مرتبة متأخرة في الحريات الصحفية وحرية والتعبيير ، حيث صنفت منظمة مراسلون بلاد حدود السودان في المرتبة 175  في مجال حرية الصحافة للعام 2019 م ، حيث ظل الصحفيون يتعرضون للاعتقال بدون محاكمة والاستدعاءات بواسطة جهازالأمن، فيما كانت الصحف تتعرض للرقابة القبلية، والمصادرة، والمنع من الإعلانات إلى جانب الخطوط الحمراء التي يضعها جهاز الأمن.
في ظل ذلك المناخ الذي كانت تخيّم عليه سحب التعتيم والإظلام الإعلامي، لم يكن أمام راديو دبنقا إلا البث من خارج البلاد حماية للصحافيين وضماناً لتغطية حرة ونزيهة  للقضايا التي تهم الشعب وكشفاً للحقائق وتعرية للفساد.

 

  

جعفر خضر جالسا والى جواره الشيخ مطر 

جعفر خضر يتسلم الشهادة التقديرية والى جواره الدكتورة احسان فقيري رئيسة لا لقهر النساء  والدكتور مضوي ابراهيم المدافع الباز  عن حقوق الانسان  والاستاذ محمد عبدالله الدومة  رئيس هيئة محامي دارفور 

 

تضييق أمني

 

بالرغم من سعي راديو دبنقا لحماية مصادره والمتعاونين معه عبر عدم الإشارة إلى اسمائهم ، إلا أنهم ظلوا يتعرضون للتضييق بواسطة جهاز امن النظام البائد .
ويقول جعفر خضر ،أحد المتعاونين مع راديو دبنقا من القضارف، الذين تم تكريمهم في إحتفال الخرطوم ، إن عدد من المواطنين الذين قدموا إفادات لراديو دبنقا في عهد النظام البائد تعرضوا للتضييق والإرهاب بواسطة الأجهزة الأمنية بسبب التعرف على اصواتهم من خلال الإذاعة . وعزا الإستهداف الأمني لتأثير راديو دبنقا الطاغي في الولاية .
وتعرض أحد الموظفين ب ، ع الذي ظل يقدم إفادات حول الوضع الصحي والوبائيات في ولاية القضارف للتضييق في وظيفته وحرمانه من بعض المستحقات .
كما تعرض أحد الناشطين في إحدى محلية بالقضارف للاستدعاء الأمني في عهد النظام البائد بسبب تقديم إفادة صوتية لراديو دبنقا .
وفي ولاية كسلا تعرض عدد من السياسيين والنقابيين والناشطين للاستدعاءات المتكررة بسبب تصريحات لراديو دبنقا .
ويقول وائل حسن الذي ظل بتعاون مع راديو دبنقا  من الولاية الشمالية فإن  جهاز الأمن كان في حالة تأهب لترصد اصوات المتحدثين في راديو دبنقا وملاحقتهم . وقال إن تخوف تخوف السلطات الأمنية من بث  المعلومات ونشرها عبر راديو دبنقا مثلت حافزاً آللمواطنين لمزيد من التواصل .
واوضح جعفر خضر ان الملاحقات الأمنية والتضييق لم تثن المواطنين من تقديم إفاداتهم لراديو دبنقا .

عزيزة ووائل حسن  وكمال الصادق رئيس تحرير راديو دبنقا 

وائل حسن  يتسلم الشهادة التقديرية من الدكتور مضوي ابراهيم المدافع البارز عن حقوق الانسان  والى جواره الدكتورة احسان فقيري رئيسة لا لقهر النساء والاستاذ محمد عبدالله الدومة  رئيس هيئة محامي دارفور  

 

تكريم مستحق وسعي نحو التطوير

وأعرب جعفر خضر عن سعادته للحفل الذي اقيم في الخرطوم بمناسبة الذكرى الحادية عشرة  وتم فيه تكريم المتعاونين مشيراً إلى تبادل المتعاونين على هامش الاحتفال الآراء والأفكار حول دور راديو دبنقا في مناطقهم وكيفية تطويره ، واشار إلى طرح حزمة من المقترحات لتطوير الراديو مثل استحداث بث تلفزيون بجانب الإذاعة، واستخدام اللغات المحلية، وتأسيس مكتب للإذاعة داخل السودان .
وقال إن الاحتفال كان فرصة مناسبة للتعرف على عدد من المتعاونين مع الإذاعة من مختلف الولايات وتبادل الخبرات والآراء .
أما  الصحفي عثمان هاشم الذي ظل يتعاون مع راديو دبنقا من بورتسودان فاعتبر إن تكريم المتعاونين مع راديو دبنقا سانحة مهمة للتعرف على دور الراديو في مختلف أرجاء البلاد ، مبيناً أن الإذاعة دخلت كل بيت  في السودان من خلال تغطيتها الشاملة والمتنوعة وجسدت الوحدة الوطنية في أبهى صورها .
من جهته أعرب وائل حسن من الولاية الشمالية عن سعادته للقاء الأشخاص الذين كمان يسمع أسماءهم عبر الأثير ، واعتبر الاحتفال الذي اقيم في الخرطوم لفتة بارعة بجمع جميع المتعاونين في احتفالية واحدة،  ووصفه باللقاء المهم  متمنياً أن تنال الأفكار التي تم تدولها حظها من التطوير والتنفيذ .
أما الصحفي امين سنادة فقد  وصف الاحتفال والأنشطة المصاحبة له بالجيدة ، موضحاً إنه وفر فرصة للنلاقي وتداول الأفكار حول  تطوير الراديو ليصبح أكثر فائدة،  والاستفادة من تجارب المناطق المختلفة ، وقال إن الآراء المطروحة لامست جميع القضايا .

 

 

الصحفي بشري الانصاري وكمال الصادق رئيس تحرير راديو دبنقا 

الصحفي بشري الانصاري يتسلم الشهادة التقديرية من الدكتورة إحسان فقيري  والى جوارها الدكتور مضوي ابراهيم المدافع البارز عن حقوق الانسان والاستاذ محمد عبدالله الدومة رئيس هيئة محامي دارفور 

 

دور مشهود وتغطية شاملة 

 

وحول دور الإذاعة في ولاية القضارف قال جعفر خضر إن راديو دبنقا يحظى بنسبة استماع عالية عبر المذياع والبث الفضائي وذلك لتناوله القضايا التي تمس حياة المواطنين ومعاشهم مثل الزراعة والمياه والخبز فضلاً عن قضايا مهجري سدي عطبرة وسيتيت والمتضررين من الاعتداءات في الشريط الحدودي مع اثيوبيا .
وأشار إلى أن راديو دبنقا لعب دوراً كبيراً في التغيير الذي جرى في البلاد عبر انحيازه للمواطنين وقضاياهم .
أما الصحفي عثمان هاشم فقد رأى إن الراديو تمكن من عكس قضايا  الصحة والتعليم والمياه و جانب غياب التنمية والخدمات والوبائيات في البحر الأحمر بالإضافة إلى عمال الموانئ وقضايا الخصخصة والبيئة وغيرها .
وقال إن راديو دبنقا ظل يتجول في مختلف أرياف الولاية عكساً لهمومها وشئونها، موضحا أنه يحظى بإهتمام المواطنين والمسئولين في الولاية منوهاً لمطالباتهم المستمرة بزيادة ساعات البث .
من جهته قال الصحفي أمين سنادة من بورتسودان  إن راديو دبنقا من وسائل الإعلام التي قامت بمساهمات بارزة في ثورة ديسمبر ، ولفت انتباه المجتمع للانتهاكات مثل القتل خارج القانون داخل الحراسات ، فضلاً عن قضايا الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر  ومعاش الناس .
من جانبه رأى الناشط وائل حسن من الولاية الشمالية إن راديو دبنقا من خلال تغطيته الشاملة والمتنوعة أكد أنه ليس حكراً على منطقة وأشار إلى إتاحة مساحة واسعة لتغطية قضايا وأحداث شمال السودان . وقال أن الراديو لعب دوراً متميزاً في تغطية قضايا التعدين ومناهضة السدود في الشمالية .
وختاماً اتفق جميع المتعاونين على استمرار رسالة راديو دبنقا وتطويرها رأسياً وافقياً للإسهام في الفترة الانتقالية .

 

الصحفي والكاتب امين سنادة وكمال الصادق رئيس تحرير راديو دبنقا