120 مليون رأس من الماشية بالبلاد، بحسب إحصاءات بنك السودان لعام 2016 - (ارشيف)

أمستردام : 5 ديسمبر 2025: راديو دبنقا

أكد الخبير بالمنظمات الدولية د. صلاح الأمين أن قطاع الثروة الحيوانية من أكثر القطاعات تأثراً بالحرب وأرجع ذلك إلى أن المناطق التقليدية التي تنتج الثروة الحيوانية الجيدة في السودان هي مناطق الحرب في كردفان ودارفور.

وقال الأمين في حديثه لـ”راديو دبنقا” إن المنطقتين “دارفور وكردفان” تنتجان سلاسة جيدة منوها إلى أنها الثروة المطلوبة في دول العالم، وعزا ذلك لاعتمادها للعلف الطبيعي في غذائها، كما أن القوة البشرية التي كانت تساعد في انتاج الثروة الحيوانية والتي قال بأنها كانت قوة مدربة، مشيراً إلى أنهم منذ طفولتهم لديهم معرفة جيدة بالرعي لكن معظمهم أصبحوا الآن جنود يحاربون وصاروا جزءاً من الصراع الدائر الآن وخرجوا من السلسلة الانتاجية.
ونفى وجود إحصائيات بعدد الحيوانات التي نفقت خلال الحرب لكنه توقع أن تكون النسبة عالية جداً، وقال إنها نفقت بشكل مباشر جراء تعرضها لاطلاق نار في الحرب أو الإهمال أو التلوث البيئي الذي حدث نتيجة للمعارك.

140 مليون رأس

وذكر الخبير في المنظمات الدولية أن آخر تعداد رسمي للثروة الحيوانية بشكل شامل في كل السودان كان في العام 1976 ــ 1977م، مشيرا إلى أنه استخدمت فيه تقنيات خاصة بإحصاء الثروة الحيوانية مثل الحصر الشامل وأخذ العينات أو التصوير الجوي من أجل تجميع البيانات، مضيفاً بأن هذا الإحصاء المعتمد عليه إلى اليوم والذي يوضح أن حجم الثروة الحيوانية في السودان يبلغ 140 مليون رأس. مبيناً بأن هنالك إحصاء آخر تم إجراؤه في العام 1992 لكنه كان جزئياً فقط في ولاية الخرطوم ولم يشمل كل السودان.

وأوضح أن هنالك ما يعرف بـ”التجارة العشوائية” أو “التصدير العشوائي” للثروة الحيوانية، مشيراً إلى عدم وجود ضوابط بالذات في مناطق الصراع، وقال في كل دول العالم يحرم تصدير الإناث، منوهاً إلى أن كثير من السلالات السودانية المسجلة حتى في اليونسكو يتم تهريبها إلى الخارج.

وأشار إلى أن هنالك أيضاً، شكل من أشكال التجارة العشوائية على حدود السودان مع دول الجوار، دون ضوابط خاصة وأن الحدود كلها في حالة حروبات، مضيفاً بأن هذه واحدة من الإشكاليات والتي ستظهر نتائجها في القريب العاجل، محذراً من أن السودان سيفقد سلالات تاريخية كاملة.

وأعاد التذكير بأن مراكز البحوث الزراعية والحيوانية والمركز الرئيسي لإبحاث الثروة الحيوانية في سوبا، إضافة إلى مصانع اللقاحات الضخمة التي كانت تنتج “الباكسينس” في السودان وكانت تحت إشراف الثروة الحيوانية ومراكز البحوث في الجامعات، جميعها قد طالها التخريب والدمار بسبب الحرب.

خطط طموحة في ظل الحرب:

ووصف الخطط التي أعلنت عنها وزارة الثروة الحيوانية بتأهيل 40 مشروع استثماري في قطاع الثروة الحيوانية والسمكية بأنها مشاريع طموحة، لكن في ظل الحرب لن تحقق النتائج المتوقعة وعزا ذلك لخروج مناطق الثروة الحيوانية في السودان من الدورة الانتاجية.

وكان وزير الثروة الحيوانية والسمكية بروفيسور أحمد التيجانى المنصورى قد أعلن عن تنفيذ (40) مشروعاً استثمارياً خلال الخمسة سنوات القادمة ضمن الخطة الاستراتيجية للحكومة.

وقال المنصوري إن من المشروعات إنشاء مصنع للقاحات البيطرية ووحدة مختصة لتوفير احتياجات مدينة الإنتاج الحيوانى، وتوطين الصناعات بحانب الاستفادة من ساحل البحر الاحمر في الاستزراع السمكي خاصة وأن مساحة السودان أكثر من 700 كيلو متراً وان المستغلة بنسبة 3% فقط، مشيراً إلى أنه سيتم تمليك الأهالى مشروعات لادخالهم فى المنظومة الإنتاجية.

وعزا الخبير في المنظمات الدولية د. صلاح الأمين عدم استغلال السودان للثروة السمكية في البحر الأحمر إلى عدة أسباب، من بينها عدم الاستقرار السياسي، الذي يرتبط بجذب الاستثمار والمستثمرين، إضافة إلى الحروب والصراعات والنزاعات الداخلية في السودان والتي أثرت على الاستقرار والتنمية.

وأشار إلى أن المنطقة نفسها تاريخياً كانت واحدة من المناطق الأكثر تهميشاً في السودان، بجانب التأثيرات البيئية الأخرى، معتبراً أن الدولة المركزية حين تكون ضعيفة أو غير مهتمة تكون هنالك تحديات بيئية تعجز عن مواجهتها ومعالجتها مثل التلوث البيئي والمتغيرات المناخية والتي تؤثر على جودة الشواطئ والبيئة البحرية التي تجعل المستثمرين يحجمون عن الاستثمار في البلاد.

وأضاف الأمين بأن هنالك مشاكل تتعلق بالتسويق ونقص الترويج للمنطقة وجذب السياح والمستثمرين، كما أن الصراعات الدولية الموجودة في البحر الأحمر تسببت في عدم تمكن السودان من الاستثمار في جزء كبير من شواطئ البحر الأحمر، مشيراً إلى أن الاستثمار سواء كان في الثروة السمكية وأو الحيوانية مرتبط بالاستقرار السياسي، وذلك بإيقاف الحرب ومعالجة المشاكل بشكل كلي لايمكن الاستفادة من الاستثمار في الثروات الموجودة في السودان بشكل جيد.

وأعاد التذكير بأن المنطقة شهدت حروبات كبيرة في نهاية القرن الماضي وبداية الالفية فيما عرف بالحرب في شرق السودان، مشيراً إلى أن كل تلك الأسباب كافية لعدم استغلال السودان لمساحته البالغة 700 كلم من شواطئه المطلة على البحر الأحمر والاستثمار في الثروة السمكية.

Welcome

Install
×