مع الجمهور: وقف القتال لحماية النفط يشعل نقاشاً واسعاً حول موقع المدنيين في حرب السودان

مع الجمهور

أمستردام: كمبالا/ الإثنين 29 سبتمبر 2025: راديو دبنقا

فتح سؤال طرحته صفحات راديو دبنقا على منصات التواصل الاجتماعي نقاشاً واسعاً بين المتابعين حول موقع المدنيين في معادلة الحرب الدائرة في السودان، وذلك على خلفية إحاطة أممية أشارت إلى توقف القتال في حقل هجليج حفاظاً على عائدات النفط، مقابل استمرار العنف في مناطق مأهولة بالسكان.

وأعاد السؤال تسليط الضوء على المفارقة بين حماية المصالح الاقتصادية وتجاهل الكلفة الإنسانية، ما دفع المتابعين إلى التعبير عن آرائهم ومواقفهم تجاه أولويات أطراف النزاع ومسؤوليتها عن معاناة المدنيين.
وجاء نص السؤال: «في إحاطته أمام مجلس الأمن، قال خالد خياري مساعد الأمين العام إن طرفي الحرب في السودان أوقفا القتال بحقل هجليج لحماية عائدات النفط، لكنهما لم يفعلا الشيء نفسه لحماية المدنيين. برأيكم، ماذا يكشف ذلك عن موقع المدنيين في حسابات أطراف النزاع مقارنة بالمصالح الاقتصادية؟».

ونشر السؤال يوم الثلاثاء السادسة مساء وأظهرت نتائج التفاعل على صفحة دبنقا بالفيسبوك حتى اليوم الاثنين الساعة الثالثة والنصف بتوقيت السودان، وصول المنشور إلى أكثر من 61 ألف مشاهدة، مع 132 تفاعلاً، و22 تعليقاً، و15 مشاركة، إلى جانب تسجيل 72 متابعة جديدة.

المصالح قبل الأرواح


وذهب عدد من المتابعين إلى أن ما جرى في حقل هجليج يقدّم دليلاً واضحاً على أن الحرب الدائرة في السودان هي حرب سلطة وثروة، لا حرباً لحماية المدنيين. وكتب أيوب داؤد أبونجلاء أن هذا الواقع يؤكد أن الصراع قائم على الهيمنة على السلطة والثروة، بينما يتحول المواطن إلى كبش فداء بين طرفي الحرب.

وعبر موسى عبدالرحمن عن رؤية قاتمة، معتبراً أن الإنسان بات بلا قيمة أو وزن لدى الأطراف المتحاربة. وكتب محمد إبراهيم النصيري أن التصريح الأممي يسعى إلى تعرية المليشيا وكشف زيف ادعائها صون العهود، مضيفاً أن القادة يدركون طبيعة من يقاتلون، على حد تعبيره.

وكتب أبودجانة بخاري أن الدم السوداني أصبح أرخص من البترول، بينما رأى مووحي الشرقاوي أن النفط بات أغلى من أرواح البشر. واعتبر حسن علي الضبيع أن المواطن هو من دفع ثمن هذه الحرب، فيما وصف طارق خير الصراع بأنه يستحق أن يُسمّى حرب الجنرالين، في إشارة إلى طبيعة الصراع وغياب الاعتبار لمعاناة المدنيين.
واتفق معاوية حمدان عبدالكريم مع هذا الطرح، قائلاً إن المواطن السوداني لا يساوي شيئاً في نظر أطراف النزاع.
قراءات مختلفة
وفي المقابل، قدمت عائشة السيد قراءة مختلفة، معتبرة أن حماية حقل هجليج ترتبط بحقوق دولة جنوب السودان، مشيرة إلى أن اتفاقية نيفاشا نصت على ترتيبات خاصة لحماية الحقل عبر قوات مشتركة.
كما رأت ست النفر أن انسحاب الجيش من مناطق مثل الفاشر وبابنوسة جاء تجنباً لضرب المواطنين، في إشارة إلى محاولة الحد من الأضرار التي تلحق بالمدنيين.

ويعكس مجمل تفاعلات الجمهور حالة إحباط واسعة من استمرار الحرب، وسط قناعة متزايدة بأن المصالح الاقتصادية والعسكرية تتقدم على حماية المدنيين، في وقت يدفع فيه المواطن السوداني الكلفة الإنسانية الأعلى للنزاع المستمر.

Welcome

Install
×