توباك: ثورة ديسمبر باقية رغم الحرب وفكرة لا تموت ومتمسكون بمبادئها حتي النصر
توباك : وسائل التواصل الاجتماعي
امستردام : :19ديسمبر 2025م : راديو دبنقا
أحيت مجموعة من الأجسام الشبابية داخل السودان وخارجه، الجمعة ، الذكرى السابعة لثورة ديسمبر المجيدة، التي تصادف التاسع عشر من ديسمبر من كل عام وسط امال عريضة بوقف الحرب واستعادة الدولة المدنية الديمقراطية الكاملة للبلاد وتنفيذ حقيقي على الارض لشعاراتها في الحرية والسلام والعدالة .
وقال الناشط محمد آدم، المعروف بـ«توباك»، إن الذكرى السابعة لثورة ديسمبر السودانية تحل في ظل أوضاع بالغة التعقيد تعيشها البلاد، نتيجة الحرب والصراعات المستمرة، مؤكدًا في الوقت ذاته أن الجيل الذي قاد الثورة ما زال صامدًا ومتمسكًا بأهدافها وبمبادئها حتي النصر
وأوضح توباك، في مقابلة مع راديو دبنقا، أن الشباب الذين قادوا ثورة ديسمبر وُصِفوا في وقت سابق بالتشوه والضياع، إلا أنهم أثبتوا وعيهم وقدرتهم على التغيير عندما خرجوا إلى الشوارع سلمياً وأسقطوا النظام، واكد أن تضحيات الشهداء شكلت دافعًا لمواصلة النضال، لا سببًا للتراجع أو الانكسار.
وتوقف توباك – وهو من الشباب البارزين في انتفاضة ديسمبر – عند رمزية يوم التاسع عشر من ديسمبر، وقال انها تمثل محطة فارقة في تاريخ الثورة السودانية، حيث انطلقت شرارتها من مدينة الدمازين وامتدت إلى عطبرة، التي لعبت دورًا محوريًا في مسار الحراك الشعبي ضد الدكتاتورية.
وأشار إلى أن الذكرى السابعة تأتي بينما تنكوي البلاد بنار حرب مدمرة أودت بحياة الآلاف وشردت الملايين.
واوضح أن أطراف الصراع سعت إلى طمس ذاكرة الثورة، غير أن الثورة تظل فكرة لا تموت، وما زالت جذوتها حية في وجدان السودانيين رغم محاولات الإقصاء والعنف.
وأكد توباك تمسك الثوار بمطالب ثورة ديسمبر، وفي مقدمتها الحرية والسلام والعدالة، واستكمال عملية التحول المدني الديمقراطي، وبناء جيش قومي مهني واحد بعيد عن السياسة والاقتصاد، إلى جانب إعادة بناء الدولة على أسس سليمة سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا ودبلوماسيًا.
ودعا توباك في حديثه إلى توحيد صفوف القوى المدنية والشبابية والأجسام الثورية، والعمل المشترك لمواجهة التحديات الراهنة، معتبرًا أن وحدة القوى المؤمنة بالثورة تمثل المدخل الأساسي لإنقاذ البلاد وإنهاء الحرب.

نعمات كوكو : متمسكين بشعارات ثورة ديسمبر (حرية و سلام و عدالة)
في السياق هتفت الناشطة الحقوقية والباحثة في قضايا المرأة ورئيس مركز الجندر سابقا د. نعمات كوكو في مقابلة معى راديو دبنقا (المجد للشرفاء الذين ما زالوا ثابتين ومتمسكين بشعارات الثورة: الحرية والسلام والعدالة. رغم النكبة التي تعرض لها الشعب السوداني، والفاجعة التي أصابت أبناءه وبناته في ثورتهم، وطموحاتهم، وأهدافهم، وحتى في أرواحهم وأسرهم وممتلكاتهم.
واعتبرت أن ما جرى اليوم عند الساعة الواحدة ظهرًا في إحياء الذكرى في ميادين الثورة يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن الثورة ما زالت مستمرة وباقية، ما دامت هناك دولة تُسمى السودان.
ويأتي ذلك في ظل ظروف بالغة التعقيد تزداد يومًا بعد يوم، نتيجة المتغيرات التي طرأت على مواقع القوى الاجتماعية المختلفة، حيث برز التباين والاختلاف حسب المصالح الاجتماعية والطبقية منذ انطلاق الثورة وحتى اللحظة الراهنة. وقد انعكس ذلك على تغيّر الخريطة الاجتماعية والسياسية لهذه المصالح.
الثورة باقية مابقي السودان:
وأشارت إلى أن الخارطة الاجتماعية والسياسية قد تغيرت تبعاً لهذه المصالح ولكن يصبح السؤال الأساسي عن لماذا استمرار هذه الحرب.. وقالت: “لأن هناك في تقديري التدخل الإقليمي والعالمي وتوازنات القوى الخارجية أصبحت أكبر من توازنات القوى الداخلية”.
واعتبرت أن القوى الداخلية سواء كانت مستقطبة مع الحركة الإسلامية وقياداتها العسكرية أو الحركة السياسية المستقطبة من قبل “الدعم السريع”، لا تناقض أساسي بينهم ولكن اختلاف المصالح والاستحواذ على السلطة للتحكم في مزيد من الموارد هو الذي أدى لقيام هذه الحرب.
ورأت المدافعة عن حقوق المرأة نعمات كوكو أن “شدة هذه الحرب” وكل المبذول فيها من دعم مادي وفني وتقني وعسكري، بالتأكيد هو ليس بقدرة جيش السودان ولا بقدرة الدعم السريع، إنما تدخلت القوى الخارجية سواء كانت إقليمية أو دولية لإعادة تشكيل المشهد السوداني.
وأضافت: خاصة، وأن شعارات الثورة المتعلقة بالحرية والسلام والعدالة وقامت بها المجموعات الشبابية والنسائية، وتمثل الرمح الأساسي في التغيير قد أخافت من وصفتهم بالطغمة الإقليمية والدولية من حول السودان ووجدت وكلائها على أتم الإستعداد لتنفيذ أجندتها في تقويض هذه الثورة.
القوة الإقليمية والدولية:
واعتبرت القيادية النسوية د.نعمات كوكو أن موازين القوة ما زالت في صالح القوة الإقليمية والدولية طالما أن هناك قوى اجتماعية سياسية سودانية، أصبح هاجسها الأساسي أن تعقد مؤتمراتها وتعلن شعاراتها والمبادئ الأساسية لحكم السودان من داخل عواصم هذه الدول سواء كانت دول أوروبية أو إفريقية.
وقالت: إن التنقل أصبح بين عواصم الدول من أجل التوقيع على إعلان مبادئ لوقف الحرب واستعادة مسار الثورة، دون مشورة القوى الأساسية التي توجد داخل السودان وهي مشتتة في معسكرات النزوح واللجوء.
ولفتت إلى أن هنالك غرف الطوارئ وكل لجان المقاومة ما زالت موجودة “التكاية الشعبية” التي قام بها الشعب السوداني للحفاظ على النسيج الاجتماعي، هذه القوى ما زالت موجودة ولم يتم تشاورها حتى في آخر إعلان مبادئ أعلن في العاصمة الكينية نيروبي.
وحذرت من أن الوضع السياسي الراهن ينذر وأنذر من قبل في أنه ما زال التفكير الفوقي أو النخبوي، كما يسميه بعض الكتاب والصحفيين، يسيطر على المشهد السياسي، ولن تنعدل هذه الخريطة السياسية الاجتماعية ما لم يقتنع الجميع بأن القرار قرار الشعب السوداني، خاصة القوى الموجودة داخل السودان والتي ما زالت ممسكة بجمر القضية.
وأكدت أن الدليل على ذلك الإعلان على رفع شعار الثورة الساعة الواحدة ظهراً اليوم على “منصات التواصل الاجتماعي” معتبر أن هذه الخطوة عبارة عن مواكب تؤكد أن الثورة باقية وأن المجد للشهداء والشرفاء الذين ما زالوا يدافعون عن هذه شعاراتها التي أصبحت متجذرة في المجتمع السوداني.
وشددت بأنه مهما تكالبت القوى الخارجية وتغيرت موازين القوى ومهما ما اتخذ من قرارات خارج إرادة الشعب السوداني، لكن ستظل هذه الثورة معلماً بارزاً في تاريخ السودان وفي تاريخ الحركات الديمقراطية والقوى المقاومة للهيمنة العالمية و”الليبرالية والنيوليبرالية”.



and then