قوات الدعم السريع تعلن إحكام سيطرتها على الفاشر وسط اتهامات بارتكاب انتهاكات واسعة

قوات من الدعم السريع بعد سيطرتها على مقر الفرقة السادسة بالفاشر- 26 اكتوبر 2025-راديو دبنقا

قوات من الدعم السريع بعد سيطرتها على مقر الفرقة السادسة بالفاشر- 26 اكتوبر 2025-راديو دبنقا

الفاشر – 27 أكتوبر 2025 – راديو دبنقا

أعلنت قوات الدعم السريع إحكام سيطرتها على مدينة الفاشر، وسط اتهامات بارتكاب انتهاكات واسعة، وانقطاعٍ تامٍ لشبكات الإنترنت الفضائي في المدينة.

وأوضحت القوات، في بيانٍ لها، أنها واصلت عمليات التمشيط والتنظيف الكامل لمدينة الفاشر، والقضاء على آخر الجيوب المسلحة أثناء محاولتهم الفرار خارج المدينة، مشيرةً إلى نشر فرق عسكرية لحماية المدنيين وتأمين الشوارع والأماكن العامة.

كما أعلنت قوات الدعم السريع التزامها بتوفير ممرات آمنة للمدنيين الراغبين في الخروج من الفاشر.

ودعا عبد الرحيم دقلو، نائب قائد قوات الدعم السريع، خلال مخاطبته الجنود في الفاشر، إلى عدم التعرض للمدنيين وحماية الممتلكات، محذرًا ما وصفهم بـ”الشفشافة” من محاولة الوصول إلى الفاشر من بقية المدن، متوعدًا بالتعامل معهم بالسلاح.

تنظيف المدينة

من جانبه، قال الناطق الرسمي باسم تحالف تأسيس ووزير الصحة في حكومة تأسيس إن المرحلة القادمة ستشهد تنظيف المدينة من الألغام ومخلفات الحرب وإعادة الخدمات الأساسية، بالتنسيق مع وزارة الصحة بحكومة السلام.

وأشار، في حديثٍ لـ”راديو دبنقا”، إلى أن التحالف وجّه نداءً عاجلاً للمنظمات الإنسانية والإغاثية للتوجّه إلى مدينة الفاشر، مؤكدًا استعداد قواته لتأمين فرق العمل والمساعدات الإنسانية وضمان وصولها إلى المحتاجين.

استمرار المعارك

من جانبها، قالت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر إن المعارك لا تزال مشتعلة في الجزء الغربي من المدينة، مضيفةً أن القوات المتبقية داخل الفاشر وعددًا كبيرًا من المدنيين يعيشون منذ ثلاثة أيام بدون طعام أو دعم لوجستي أو جوي.

وأوضحت التنسيقية أن المدنيين يتعرضون لأشد أنواع العنف والتطهير العرقي أثناء محاولتهم الخروج من المدينة.

ووصف مجلس غرف طوارئ شمال دارفور ما يجري في الفاشر بأنه إبادة جماعية، مشيرًا إلى فقدان التواصل مع العشرات من المتطوعين.

من جانبه، قال مني أركو مناوي، حاكم إقليم دارفور، إن سقوط الفاشر لا يعني التفريط في مستقبل دارفور، مطالبًا بحماية المدنيين والتحقيق في الانتهاكات.

قتلى بين القيادات

أعلنت مصادر عديدة مقتل عددٍ من قيادات القوات المسلحة والقوة المشتركة خلال سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر.

وأشارت المصادر إلى مقتل الناطق باسم القوة المشتركة أحمد حسين مصطفى، والمراسلة الحربية للفرقة السادسة آسيا قبلة، كما أفادت بمقتل البرلمانية السابقة سهام حسن والأستاذ الجامعي وخطيب المسجد الدكتور الفاضل سليمان أتيم.

واحتجزت قوات الدعم السريع الصحفي معمر إبراهيم أثناء خروجه من الفاشر، فيما حملت نقابة الصحفيين قوات الدعم المسؤولية عن سلامته، مطالبةً بإطلاق سراحه فورًا.

اتهامات بارتكاب مجازر

حملت اللجنة الوطنية لفك الحصار عن الفاشر المجتمع الدولي المسؤولية الكاملة في حال تكرار ما جرى في الجنينة وزمزم بمدينة الفاشر.

واتهمت اللجنة قوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات وتصفية واعتقالات وقتل ممنهج استهدف قيادات ورموز المدينة، ووصفت ما يجري بأنه مجازر بشرية وإبادة جماعية وسط انقطاع شبكات الاتصالات.

توثيق جرائم مروّعة

من جانبها، اتهمت مجموعة محامي الطوارئ قوات الدعم السريع بارتكاب جريمة مروّعة جديدة بمدينة الفاشر، حيث أظهرت مقاطع فيديو موثقة قيام عناصر تابعة لها بتنفيذ عمليات تصفية جماعية بحق مدنيين وأسرى من الجيش والمجموعات المتحالفة معه، تم قتلهم بدمٍ بارد في مشاهد صادمة ومتكررة داخل المدينة.

وأوضحت المجموعة أن آلاف المدنيين اضطروا للنزوح من المدينة هربًا من القتال، غير أن قوات الدعم السريع لاحقت الفارين وقامت بتصفيتهم ميدانيًا بدوافع انتقامية، بزعم انتمائهم للجيش أو للقوات المشتركة.

كما وثّقت المقاطع قيام عناصر الدعم السريع بتصفية أسرى حرب بعد أن ألقوا أسلحتهم واستسلموا، في انتهاكٍ جسيمٍ لأحكام القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف التي تحظر قتل الأسرى أو إساءة معاملتهم.

وقالت المجموعة إن قوات الدعم السريع تتغاضى عمدًا عن تصرفات عناصرها المعروفة التي تمارس عمليات التصفية الجماعية بحق المدنيين والأسرى، في سلوكٍ ممنهجٍ يرقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

ووصفت ما جرى بأنه جرائم ممنهجة بحق المدنيين والأسرى، وحمّلت قيادة الدعم السريع المسؤولية القانونية الكاملة عنها، داعيةً الآلية الأممية المعنية بالسودان والمنظمات الحقوقية الدولية والإقليمية إلى التحرك العاجل للتحقيق في هذه الانتهاكات وتقديم المسؤولين عنها للمساءلة الجنائية.

Welcome

Install
×