انحسار الكوليرا في دارفور وبقية ارجاء البلاد وارتفاع في معدلات الإصابة بالملاريا

حالات إصابة بالكوليرا في طويلة بشمال دارفور -راديو دبنقا

نيالا – بورتسودان: 13 اكتوبر 2025:راديو دبنقا

أعلن الدكتور علاء نقد، وزير الصحة في حكومة تأسيس، عن تحقيق تقدم ملحوظ في السيطرة على وباء الكوليرا الذي اجتاح عددًا من ولايات دارفور خلال الأشهر الماضية، مؤكّدًا أن الجهود المشتركة بين العاملين في القطاع الصحي والمنظمات الدولية أسهمت في احتواء الوباء وتقليل الإصابات والوفيات بشكل كبير. من جانبه أعلن وزير الصحة الاتحادي الدكتور هيثم محمد ابراهيم استمرار ارتفاع معدلات للملاريا بعدد من المناطق مقابل انحسار لحمى الضنك بالخرطوم كذلك مرض الكوليرا بعد التدخلات الواسعة.

حملة تطعيم ناجحة

وأوضح الدكتور علاء نقد في مقابلة مع راديو دبنقا أن حملة التطعيم ضد الكوليرا التي انطلقت خلال الفترة من 21 إلى 29 سبتمبر في ولايات جنوب دارفور وشرق دارفور ووسط دارفور، حققت نجاحًا كبيرًا بنسبة تغطية تجاوزت 97%.

وأضاف أن الحملة شملت أكثر من مليون وتسعة عشر ألف شخص في محليات نيالا شمال ونيالا جنوب وبليل، مشيدًا بجهود فرق التحصين والرعاية الصحية والطوارئ وتعزيز الصحة، الذين عملوا بتنسيق عالٍ لضمان وصول اللقاحات إلى جميع المستهدفين.

تراجع الإصابات واستقرار الوضع الوبائي

وكشف الدكتور علاء نقد أن عدد الحالات المسجّلة منذ بداية الوباء في مايو الماضي بلغ 5721 حالة، فيما بلغت الوفيات 269 حالة حتى يوم 19 من الشهر الجاري.
وأشار إلى أن الإصابات اليومية انخفضت الآن إلى ما بين 4 و8 حالات فقط دون تسجيل أي وفيات جديدة، مؤكدًا أن هذا التحسّن يعود إلى التدخلات العلاجية الفاعلة عبر مراكز العلاج المتكامل، إلى جانب الجهود المستمرة في مجالات الإصحاح البيئي والمياه النظيفة.

تحديات

ورغم هذا التقدم، أقرّ وزير الصحة بوجود تحديات كبيرة تواجه القطاع الصحي، أبرزها ضعف التمويل اليومي وتشغيل المرافق الصحية، مشيرًا إلى أن الوزارة تعمل بخطى ثابتة وفق أولويات واضحة تشمل:مكافحة الأوبئة،صحة الأم والطفل،علاج الجرحى والمصابين،وتحسين الإمدادات الطبية والأدوية.

وقال الوزير إن “العافية درجات، والطريق الطويل يبدأ بخطوة”، مؤكدًا أن وزارة الصحة ماضية في إصلاح النظام الصحي تدريجيًا رغم الصعوبات.

وشدد الدكتور علاء نقد على أهمية الطب الوقائي، موضحًا أن الاهتمام بالوقاية يعني تقليل كلفة العلاج لاحقًا.
وأضاف: “الإصحاح البيئي والمياه والغذاء السليم هي الأساس في بناء صحة مستقرة. لذلك نعمل على معالجة جذور المشكلة، لا الاكتفاء بالعلاج فقط.”

وأعرب الوزير عن تقديره الكبير للعاملين في القطاع الصحي على جهودهم المستمرة، كما ثمّن عودة المنظمات الدولية ودورها في دعم الحملات الميدانية، مؤكدًا أن حضورها بعد فترة من الغياب “صنع فرقًا ملموسًا في الأداء الميداني”.

واكد الدكتور علاء نقد تصريحه بالتأكيد على أن “الصحة مسؤولية مشتركة بين الحكومة والمواطن”، داعيًا الجميع إلى التعاون والالتزام بالإرشادات الصحية لضمان بيئة آمنة ومستقرة.

ارتفاع معدلات الملاريا

من جانبه قال وزير الصحة الاتحادي دكتور هيثم محمد ابراهيم، ان الدمار الممنهج الذي طال المؤسسات الصحية من قبل قوات الدعم السريع وإعادة إعمار تلك المؤسسات يحتاج أموال كبيرة.

وأشار إلى أن الأمراض المنتشرة في العاصمة الخرطوم وعدد من الولايات من الملاريا وحمى الضنك والكوليرا نتاج طبيعي لدمار قوات الدعم السريع للبنى التحتية ومحطات المياه وتوقف الأعمال الصحية الروتينية لمدة عامين.

واكد الوزير خلال المؤتمر التنويري رقم 37 لوكالة السودان للأنباء حول المبادرة الوطنية للصحة إنهم قاموا بأعمال مباشرة لاحتواء الأوبئة من خلال المكافحة والكلورة وحملات التطعيم التي تمت بشكل موسع.

ونوه إلي استمرار ارتفاع معدلات للملاريا بعدد من المناطق مقابل انحسار لحمى الضنك بالخرطوم كذلك مرض الكوليرا بعد التدخلات الواسعة.

وأشار إلى استمرار الجهود لتوفير الأدوية، ولا توجد أزمة في المحاليل الوريدية حاليًا، لكن الحاجة ملحة إلى وحدات رش رذاذي إضافية، إذ لا يتوفر سوى 28 عربة رش فقط في ولاية الخرطوم، وهو عدد ضعيف مقارنة بحجم الانتشار.

وأكد وجود سمسرة وتسرب في الأدوية مؤكدا على ضرورة معالجة الأمر بالتنسيق مع الجهات الأمنية.

توفر الأدوية

وقال إن وزارة المالية تحملت العبء الاكبر في مسألة توفير الأدوية وأنها ظلت الداعم لتوفير المبيدات والآليات الخاصة بعمليات الرش ومكافحة تواقل الأمراض.

وأوضح الوزير هيثم أن ما هو متاح حاليًا لا يتعدى 27 مليار جنيه، في حين أن الاحتياجات الكلية تُقدّر بـ100 مليون دولار، مؤكدًا أن هذا المبلغ لا يغطي سوى ثلاثة أشهر من الإمداد الطبي العاجل.

وحول عودة المستشفيات بالخرطوم أوضح الوزير هناك 33 مسشفى عامل بالخرطوم متوقعا عودة 90٪؜ من مستشفيات الولاية بنهاية العام الجاري.

وبشأن اتفاقيات لدعم القطاع الصحي بالبلاد أكد وجود اتفاق مع البنك الأفريقي للتنمية لدعم الصحة بقيم 86 الف دولار العام المقبل بينما هناك تمويل من البنك الدولي.

وحول دعم منظمات الأمم المتحدة قال إنها موجودة وتقدم دعما معتبرا لكنه دون الحاجة لبلد مثل السودان يعاني من الحرب، متوقعا ان تضطلع هذه المنظمات بدور اكبر في الفترة المقبلة.

Welcome

Install
×