غموض يكتنف مصير ملتقى الحوار السوداني في أديس أبابا

الكتلة الديمقراطية وقوى وكتل أخرى تلتقى ممثل الاتحاد الافريقي في أديس أبابا-سبتمبر 2025-مصدر الصورة: الكتلة الديمقراطية
بورتسودان – 1 أكتوبر 2025-راديو دبنقا
لا يزال الغموض يحيط بمصير ملتقى الحوار السوداني الذي دعا إليه الاتحاد الأفريقي بالشراكة مع الإيقاد والجامعة العربية والأمم المتحدة، والمقرر عقده في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا خلال الفترة من 6 إلى 10 أكتوبر الجاري.
ففي الوقت الذي أعلنت فيه قوى الحراك الوطني وتحالف “العودة إلى منصة التأسيس” اعتذارها عن المشاركة، جدّدت الكتلة الديمقراطية موقفها المتحفظ، مشترطةً وضوح معايير اختيار الأطراف المشاركة قبل اتخاذ قرار نهائي بشأن حضورها. كما سبق أن أعلن تحالف “صمود” اعتذاره عن المشاركة. فيما انتقدت حكومة تأسيس عدم مشاورتها بشأن عقد الملتقى.
تحفظ
وقال الدكتور محمد زكريا، الناطق الرسمي باسم الكتلة الديمقراطية، إن الكتلة لا تزال متحفظة على المشاركة “إلى حين التأكد تماماً من الأطراف المشاركة ومعايير اختيارها”. وأضاف أن الكتلة اتفقت مع الاتحاد الأفريقي على تشكيل “نقطة اتصال” للتواصل واستجلاء طبيعة الأطراف المدعوة، مشيراً إلى أن تحديد الموقف النهائي مرهون بوضوح الأجندة والمعايير.
وأكد زكريا أن الوفد الذي زار أديس أبابا الأسبوع الماضي ضم ممثلين عن الكتلة الديمقراطية وقوى الحراك الوطني والتحالف السوداني للعدالة، إلى جانب قوى أخرى من منظمات المجتمع المدني والمؤتمر الشعبي وقوى نسوية وسياسية، موضحاً أن هذه المكونات تنسق مواقفها بشكل مشترك.
وأشار المتحدث إلى أن الدعوة الحالية تختلف عن سابقاتها، إذ جاءت هذه المرة برعاية أربع جهات: الاتحاد الأفريقي، الجامعة العربية، الأمم المتحدة، والإيقاد. وأوضح أن الاتحاد الافريقي أبلغهم أن انضمام هذه الأطراف إلى مسار الحوار جاء نتيجة مشاورات على هامش القمة العربية في بغداد، اتفق خلالها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وأمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، على توحيد الجهود الدولية بشأن الأزمة السودانية.
كما لفت إلى أن خطاب الدعوة الأخير وصف الاجتماعات بأنها “الجولة الأولى للحوار السوداني”، وهو ما أثار استغراب الكتلة التي شاركت في جولات سابقة في يوليو 2024 وفبراير 2025. ورد الاتحاد الأفريقي على هذا التساؤل بأن الاجتماعات المقبلة تمثل امتداداً لما تم التوافق عليه سابقاً.
طبيعة الجلسات
وحول طبيعة الجلسات، أوضح زكريا أن الكتلة استفسرت عما إذا كانت الاجتماعات ستُعقد في قاعة واحدة بمشاركة مباشرة بين جميع الأطراف أم في قاعتين منفصلتين، مؤكداً أن المشهد السياسي السوداني لا يزال منقسماً، وأن الجلوس المشترك في هذه المرحلة “مبكر”، على حد وصفه. مشيرا إلى أن ذلك الأمر ممكن في المراحل النهائية للحوار.
وشددت الكتلة على تمسكها بمبدأ الحوار كآلية أساسية لحل الأزمة السودانية، لكنها في الوقت نفسه أكدت أن الحوار يجب أن يكون سودانياً خالصاً، بأطراف متفق عليها، وبإجراءات واضحة من حيث المكان والزمان وآليات الإدارة.
تعدد وتداخل المبادرات
كما اعتبرت الكتلة أن أحد أسباب تعقيد الأزمة السودانية هو “تعدد وتداخل المبادرات الدولية”، داعيةً إلى توحيدها تحت مظلة الاتحاد الأفريقي باعتباره الجهة الأنسب لرعاية الحوار وفق مبدأ “حلول أفريقية للمشكلات الأفريقية”.
وأشارت إلى أن استضافة أديس أبابا للجولات التمهيدية لا تعني بالضرورة أن تُعقد الجولات النهائية هناك، مؤكدة أن مكان انعقاد الحوار يجب أن يقرره السودانيون أنفسهم.
وفيما يتعلق بالوساطة، شددت الكتلة الديمقراطية على ضرورة أن يقتصر دورها على التيسير والدعم الفني واللوجستي، بينما يكون القرار النهائي بيد الأطراف السودانية. كما اعتبرت أن لمصر والسعودية دوراً محورياً في دعم الحل، مرحّبةً بجهود الرياض التي قادت إلى “إعلان جدة” في مايو 2023، لكنها أبدت تحفظات قوية تجاه أي مشاركة من أطراف إقليمية “تدعم قوات الدعم السريع وتفاقم الأزمة”.