مختبر أمريكي: قوات الدعم السريع تخطط لهجوم واسع بالمسيرات من نيالا

صور يالأقمار الاصطناعية من مطار نيالا تظهر طائرات مسيرة مجهزةللهجوم- تقرير مختبر البحوث الإنسانية بجامعة ييل


أمستردام – 29 سبتمبر 2025 – راديو دبنقا

قال مختبر الأبحاث الإنسانية في جامعة ييل الأمريكية إن قوات الدعم السريع تُجهِّز لهجوم واسع النطاق باستخدام طائرات مُسيّرة من نيالا ابتداءً من اليوم الإثنين.

وأوضح المختبر، في تحليل لصور الأقمار الصناعية الملتقطة بتاريخ 29 سبتمبر 2025، أنه رصد ما لا يقل عن 43 طائرة مُسيّرة بالقرب من مطار نيالا الخاضع لسيطرة قوات الدعم السريع. وأشار إلى أن هذه الطائرات لم تكن ظاهرة في صور الأقمار الصناعية السابقة الملتقطة في 26 سبتمبر 2025.

وأكد المختبر أن ما لا يقل عن 23 طائرة بدون طيار ظهرت في الصور الأخيرة تتوافق مع الطائرات ذات الأجنحة الدلتا التي تم تحديدها سابقًا في صور الأقمار الصناعية بتاريخ 6 مايو 2025. أما الطائرات العشرون المتبقية فتبلغ أبعادها نحو 1.5 متر × 2 متر. كما رصد المختبر 36 قاذفة صواريخ في صور 29 سبتمبر 2025، بزيادة قدرها 20 قاذفة عن الصور الملتقطة في 26 سبتمبر، والتي وثقت 16 قاذفة فقط.

23 طائرة بدون طيار طويلة المدى

تبلغ أبعاد الطائرات الـ23 ذات الأجنحة الدلتا شمال مطار نيالا، الخاضع لسيطرة قوات الدعم السريع، نحو 2.5 متر لامتداد جناحيها، وحوالي 2.8–3 أمتار من المقدمة إلى الذيل. هذه القياسات تقريبية نظرًا لدقة الصور وحجم الأجسام. وتتطابق مواصفات هذه الطائرات مع تلك التي رُصدت في الموقع نفسه خارج نيالا بتاريخ 6 مايو 2025.

تتميز هذه الطائرات بمعايير تشغيلية مشابهة للذخائر المتسكعة من طراز “شاهد-136″، بما في ذلك “صن فلاور-200 (كوبتيك)” و”زد تي-180 (تكنولوجيا الطيران الذكي شيان بينغو)”. عادةً ما يتراوح مدى تشغيل الطائرات من طراز “شاهد” بين 1500 و2500 كيلومتر؛ إذ يبلغ المدى المُعلن لـ”صن فلاور-200″ بين 2000 و2500 كيلومتر، بينما يبلغ المدى المُعلن لـ”زد تي-180″ نحو 1800 كيلومتر.

وغالبًا ما يُطلق على هذه الطائرات “ذخائر متسكعة” أو “طائرات انتحارية” لأنها غير مخصصة لإعادة الاستخدام، ويتم تدميرها عند الاصطدام بالهدف أو بعد إسقاط ذخائر يتراوح وزنها بين 20 و50 كجم. بعض هذه الطائرات مجهزة بكاميرات للتصوير الفوتوغرافي والفيديو.

دعم خارجي

نقلت شبكة “سكاي نيوز” عن ضابط استخبارات في قوات الدعم السريع، في تقرير نُشر بتاريخ 26 سبتمبر 2025، قوله إن الإمارات العربية المتحدة هي الداعم الرئيسي للقوات، مشيرًا إلى أن “العديد من الطائرات التي تهبط في نيالا [جنوب دارفور] يُقال إنها تحمل أسلحة من الإمارات، وجزئيًا عبر مطار أم جرس في تشاد”.

وكان تقرير صدر في يوليو 2025 قد زعم أن شركة “إيدج جروب”، التابعة لـ”أبوظبي للاستثمارات في الأنظمة الذاتية (أداسي)”، وقّعت اتفاقية عام 2024 لترخيص إنتاج طائرة “صن فلاور-200” مع شركة “كوبتيك” الصينية. كما ذكرت مجلة “دير شبيغل” أن شركة “شيان بينغو” الصينية لتكنولوجيا الطيران كانت تجري مفاوضات مع الجيش الروسي لإنتاج طائرات من طراز ZT-180 بكميات كبيرة، لكن الشركة نفت أي اتصال تجاري مع روسيا. ولا تُعرف حتى الآن القائمة الكاملة للأجهزة المستخدمة في تشغيل هذه الذخائر سواء لـ”صن فلاور-200″ أو ZT-180.

20 طائرة بالقرب من منصات الإطلاق

كما حدد مختبر ييل 20 طائرة بدون طيار أخرى، بأبعاد تقريبية تبلغ 1.5 متر عرضًا و2 متر طولًا، ظهرت معظمها بجوار منصات الإطلاق.

خطر على المدنيين

وقال المختبر إن وجود هذا العدد من الطائرات في الموقع يُعد مؤشرًا على هجوم وشيك، مؤكدًا أنها تمثل خطرًا كبيرًا على المدنيين والبنية التحتية الحيوية ووصول المساعدات الإنسانية.

ورجّح التقرير أن يكون مدى الطائرات بعيدة المدى ذات الأجنحة الدلتا بين 1500 و2000 كيلومتر، ما يعني أن كامل الأراضي السودانية تقع ضمن نطاقها من موقعها في نيالا.

وأشار المختبر إلى أن الطائرات لم تُوثق في هذا الموقع سوى يوم 6 مايو 2025، قبل أن يُرصد وجودها مجددًا في 12 سبتمبر 2025. وتتوافق حادثة 6 مايو مع الهجمات التي شنتها قوات الدعم السريع على بورتسودان بين 3 و7 مايو باستخدام طائرات مُسيّرة أُطلقت من مسافة تقارب 1600 كيلومتر من نيالا.

كما أوضح أن عدد منصات الإطلاق قرب مطار نيالا ظل عند 16 منصة حتى 26 سبتمبر 2025، قبل أن تُضاف 20 منصة جديدة بين 26 و29 سبتمبر.

وخلص التقرير إلى أن قوات الدعم السريع نفذت منذ 3 مايو وحتى الآن هجمات متكررة بطائرات مُسيّرة انتحارية استهدفت مواقع ممتدة من الفاشر إلى بورتسودان. ومؤخرًا، قصفت طائرة مُسيّرة تابعة للقوات مسجدًا في الفاشر، ما أسفر عن مقتل أكثر من 75 شخصًا.

Welcome

Install
×