السودان في اجتماعات الأمم المتحدة: لقاء جديد للرباعية ودعوات لوقف فوري للحرب

اجتماع للرباعية الدولية في نيويورك على هامش اجتماعات الدورة ال 80 للجمعية العامة للأمم المتحدة بمشاركة وزراء خارجية الولايةات المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر والإمارات وبحضور مستشار الرئيس الأمريكي لشءوون افريقيا 24 سبتمبر 2025-حساب مسعد بولس على منصة إكيس
نيويورك – 24 سبتمبر 2025 – راديو دبنقا
حازت الحرب في السودان اهتمامًا كبيرًا خلال اجتماعات الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث تطرّق عدد من قادة العالم إلى الأوضاع في البلاد، وأبدوا اهتمامهم بوقف الحرب، بينما تنعقد على هامش الاجتماعات لقاءات بشأن السودان.
وعقدت الرباعية الدولية، المكوّنة من الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر والإمارات، اجتماعًا أمس بحضور مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون أفريقيا، مسعد بولس. وقال بولس في تغريدة على منصة إكس:
“أكدت أميركا والسعودية والإمارات ومصر مجددًا أهمية إنهاء النزاع في السودان واستعادة السلام، وتلبية الاحتياجات الإنسانية للشعب السوداني. لقد طال أمد هذه الحرب بما فيه الكفاية، والرئيس الأميركي يريد السلام”.
وأكد بولس أن أميركا تعمل ضمن إطار الرباعية مع شركائها السعودية والإمارات ومصر، مشيرًا إلى البيان المشترك الذي صدر في 12 سبتمبر لإعداد خارطة طريق للسلام، وإلى اجتماع إداري عُقد “لمتابعة ما تم البدء به والتأكد من بدء التنفيذ، خصوصًا على الصعيد الإنساني”.
وقال مستشار ترمب للشؤون الأفريقية، مسعد بولس، إن السودان يشهد “أكبر كارثة إنسانية في العالم… لا شيء يقارن بما يحدث هناك أو بما حدث خلال العامين والنصف الماضيين. ومع ذلك لا أحد يتحدث عن ذلك. ما يحدث اليوم في مدينة الفاشر وحدها يُعدّ واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية”.
كما عقد بولس اجتماعات منفصلة مع وزير الخارجية السعودية ووزير الدولة بالخارجية الإماراتي تطرق فيها إلى الأوضاع في السودان وليبيا.
وكانت الرباعية قد أصدرت بيانًا في 12 سبتمبر دعت فيه إلى هدنة لمدة ثلاثة أشهر، يليها وقف للحرب وعملية سياسية لمدة تسعة أشهر، يتبعها تكوين حكومة مدنية. كما أكدت ضرورة إيقاف الدعم الخارجي للحرب، والضغط على الجيش والدعم السريع للوصول إلى اتفاق، بجانب عدم السماح للمتطرفين المرتبطين بجماعة الإخوان المسلمين بلعب دور في تحديد مستقبل السودان.
ولقي بيان الرباعية تأييدًا واسعًا من الدول والمنظمات الإقليمية، إلى جانب تأييد محلي ملحوظ، فيما أعلنت وزارة الخارجية السودانية في بيان رفضها “التدخل في الشأن السوداني” و”المساواة بين الجيش والدعم السريع”.
اهتمام من قادة العالم
وخلال اجتماعات الجمعية العامة، أعرب الرئيس الكيني ويليام روتو عن قلقه العميق إزاء تصاعد الأزمة الإنسانية في السودان، وقال خلال خطابه أمس أمام الجمعية: “المدنيون عالقون في مرمى نيران حرب لا طائل منها”.
وأعرب عن دعمه للجهود الدبلوماسية التي تبذلها الرباعية الدولية (مصر، السعودية، الإمارات، والولايات المتحدة)، مؤكدًا:”لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري، والحوار السياسي فقط هو الحل الأمثل للمضي قدمًا”.
ودعا جميع الأطراف، بما في ذلك قوات الدعم السريع والجهات الفاعلة الخارجية، إلى احترام سيادة السودان وسلامة أراضيه، مشددًا على أن “كينيا تؤكد دعمها الثابت لسودان موحّد لصالح جميع شعبه”.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قد قال إن المدنيين في السودان يواجهون القتل والتجويع، فيما تواجه النساء والفتيات عنفًا لا يوصف. ودعا الأطراف، بمن فيهم أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى إنهاء الدعم العسكري الخارجي الذي يفتك بالسودانيين، والضغط من أجل حماية المدنيين. وأضاف: “إن السودانيين يستحقون السلام والكرامة والأمل”.
من جانبه، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤوليته المشتركة في وقف نزيف الدماء وإرساء السلام، مؤكدًا أن تركيا ستواصل جهودها في هذا الصدد.
وفي السياق ذاته، دعا أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، خلال كلمته أمام الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، جميع الأطراف السودانية إلى الدخول في حوار شامل يضمن تحقيق الاستقرار وصون سيادة السودان. وأكد الشيخ تميم أن الحوار بين السودانيين هو السبيل الأمثل لتجاوز الأزمة المستمرة منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، مشددًا على ضرورة توحيد الجهود الإقليمية والدولية لدعم السودان في مساره نحو السلام.
كما طالب رئيس سيراليون بوقف فوري لإطلاق النار.
بيان بريطاني
سلّط بيان صحفي أصدرته الحكومة البريطانية قبيل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة الضوء على أولويات المملكة المتحدة.
قالت وزيرة الخارجية إيفيت كوبر:”في هذه اللحظة التي يشهد فيها العالم حالة من عدم الاستقرار والصراع الشديدين، لم تكن دبلوماسية المملكة المتحدة وقيادتها أكثر أهمية مما هي عليه الآن. يعاني المدنيون الأبرياء في غزة وأوكرانيا والسودان. وتواجه دول العالم مستويات عالية من الهجرة، بما في ذلك النازحين والمتاجر بهم. والتغير المناخي ليس مجرد تهديد مستقبلي لبقائنا، بل هو مصدر فوضى ومعاناة في جميع قارات العالم اليوم”.
وذكر البيان أن كوبر ستُسلّط الضوء أيضًا على ضرورة اتخاذ إجراءات موجَّهة لدعم دول المصدر المرتبطة بمستويات عالية من الهجرة. وأضاف أنها ستسعى خلال المؤتمر الوزاري حول السودان إلى “دفع جهود السلام بقوة أكبر، وتعزيز الجهود المبذولة لمساعدة الفارين من العنف المروّع في المنطقة، بما في ذلك استثمار 36 مليون جنيه إسترليني لدعم اللاجئين السودانيين في شرق تشاد”.
وجاء في البيان:”لن تساعد هذه المساعدات فقط أولئك الذين يعيشون في أكبر أزمة إنسانية في العالم، بل ستساعد الناس أيضًا على البقاء داخل منطقتهم المباشرة، مما يعني أنهم قادرون بشكل أفضل على العودة عندما تسمح الظروف بذلك”.
وأضاف نائب رئيس الوزراء ديفيد لامي:”إنه لشرف لي أن أقود وفد المملكة المتحدة في الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام… في عصر الحروب التي حدّدت قرنًا من الزمان في أوكرانيا وغزة والسودان، نؤكد من جديد التزامنا بالأمم المتحدة وقيم ميثاقها”.
من جهة أخرى، عقد رئيس الوزراء الدكتور كامل اجتماعًا مع الرئيس الجيبوتي ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي ورئيس أنغولا، دعا فيه إلى رفع تعليق عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي.