حشود وقصف متبادل وإسقاط مسيّرات.. تصاعد المعارك في شمال كردفان

خطام مسيرة استراتيجية في الأبيض-16 سبتمبر 2025-وسائل التواصل

الأبيض – 16 سبتمبر 2025 – راديو دبنقا

تصاعدت حدة العمليات في عدد من محاور شمال كردفان اليوم الثلاثاء. وأعلن اللواء الركن الصديق الجيلي، قائد ثاني الفرقة الخامسة مشاة، العثور على حطام طائرة مسيّرة تم إسقاطها شرق مدينة الأبيض أمس. وأضاف: “استطاعت قوات الدفاع الجوي بالأبيض إسقاط مسيّرة استراتيجية كانت تستهدف الأفراد والمرافق في كردفان.”

كما نشر مساندون للجيش اليوم مقاطع فيديو قالوا إنها تُظهر إسقاط طائرة مسيّرة أخرى في الأبيض، وذلك لليوم الثاني على التوالي. في المقابل، نشرت قوات الدعم السريع مقاطع فيديو أعلنت فيها إسقاط طائرة مسيّرة من طراز “بيرقدار أقنجي” في محور غرب الأبيض، ولم يتسنَّ لراديو دبنقا التأكد من صحة تلك المعلومات من مصادر مستقلة.

حشود ومعارك برية

كشفت مصادر ميدانية عن معارك بين الجيش وقوات الدعم السريع بالقرب من مدينة جبرة الشيخ، على طريق الصادرات الذي يربط بين أم درمان والأبيض. كما أفادت المصادر بأن قوات الدعم السريع اقتحمت – بقوة تضم عشرات المركبات – قرى: جريجخ، معافي، أم دايوقا، وسراج بشمال بارا، وتمركزت في قرية أم دايوقا (25 كيلومتراً شمال بارا)، في محاولة لجمع أكبر قدر من قواتها استعداداً للهجوم على بارا.

من جانبها، أعلنت منظمة الهجرة الدولية نزوح 58 أسرة من قريتي جريجخ وأم دايوقا بمحلية بارا بسبب التوترات الأمنية.

وكانت قوات الدعم السريع قد أعلنت أمس سيطرتها على كازقيل والرياش بشمال كردفان، غير أن جنوداً في القوات المسلحة أكدوا أن الجيش ما زال يسيطر على تلك المناطق.

وشهدت مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان معارك عنيفة عطلة نهاية الأسبوع بين الجيش السوداني مدعوماً بحلفائه من جهة، وقوات الدعم السريع من جهة أخرى، في الأطراف الجنوبية الغربية للمدينة.

وأشار شهود عيان إلى استمرار حركة نزوح السكان من الأحياء الغربية نحو الأجزاء الشرقية من الأبيض، هرباً من المعارك والمخاطر الأمنية.

أعمال نهب

تشهد مدينة بارا بولاية شمال كردفان أوضاعاً مضطربة بعد سيطرة قوات الجيش والمجموعات المتحالفة معه على المدينة، حيث أفاد مواطنون بوقوع عمليات نهب وسلب واعتداءات استهدفت ممتلكات الأهالي.

وأكدت مصادر لراديو دبنقا أن بعض منسوبي القوات المقاتلة يقومون بمداهمة المنازل، سواء المأهولة أو الفارغة، والاستيلاء على الأثاث والأجهزة الكهربائية وأدوات الطبخ وغيرها من الممتلكات. في حين يتعرض مواطنون آخرون لعمليات ابتزاز تحت تهديد السلاح عبر اتهامهم بالانتماء للمليشيات أو التعاون معها.

ووفق المصادر، تُجمع المسروقات في مواقع محددة داخل المدينة، ثم تُرحَّل إلى مدينة الأبيض حيث تُعرض للبيع في أسواق معروفة مثل سوق طيبة جنوب وسوق طيبة شمال، وذلك على مرأى من القيادات العسكرية ودون تدخل لوقف هذه الممارسات.

وأشارت المصادر إلى أن هذه التطورات أثارت حالة من الغضب والاستياء وسط السكان في بارا والأبيض، الذين كانوا يأملون أن يضع دخول القوات النظامية حداً لمعاناتهم مع قوات الدعم السريع، غير أن ما جرى أعاد مشاهد الفوضى والاعتداءات على المدنيين.

ويأتي ذلك وسط مخاوف من تفاقم الأوضاع الإنسانية، في ظل غياب الحماية للمدنيين واستمرار الانتهاكات بحق ممتلكاتهم، بينما يلتزم أغلب المتضررين الصمت خشية التعرض للانتقام.

Welcome

Install
×