مقتل 40 شخصًا في معسكر أبو شوك بالفاشر في هجوم للدعم السريع

صور الأقمار الاصطناعية تثبت توغل الدعم السريع في ابوشوك

الفاشر – 12 أغسطس 2025 – راديو دبنقا

كشفت غرفة طوارئ معسكر أبو شوك بالفاشر عن مقتل 40 شخصًا وإصابة 19 آخرين جراء الهجمات التي شنتها قوات الدعم السريع بعد توغلها داخل أجزاء من المخيم في الناحية الشمالية من الفاشر. وقال مختبر البحوث الإنسانية في جامعة ييل الأمريكية إن نتائج تحليل صور الأقمار الاصطناعية تتوافق مع هذه التقارير.

وأوضحت الغرفة في بيان على صفحتها في فيسبوك أن القتل جرى نتيجة إطلاق الرصاص الطائش والتصفية المباشرة للمواطنين داخل منازلهم وفي الشوارع. وأضافت أن من بين الضحايا إمام مسجد سوق نيفاشا الشيخ محمد سليمان (62 عامًا)، والأستاذ الدومة محمد أحمد (70 عامًا)، ونشرت قائمة أولية بأسماء 14 ضحية بينهم 3 نساء.

وشنت قوات الدعم السريع أمس هجومًا عنيفًا على مدينة الفاشر من ثلاثة محاور بدأ من معسكر أبو شوك. وأعلنت القوات المسلحة والقوة المشتركة صد الهجوم وتكبيد قوات الدعم السريع خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، والاستيلاء على مركبات وعتاد حربي. من جانبها، أعلنت قوات الدعم السريع أنها حققت تقدمًا نحو مقر الفرقة السادسة مشاة واستولت على مركبات وعتاد حربي.

وأعلنت الفرقة السادسة مشاة التابعة للقوات المسلحة أنها تمكنت من قتل ثلاثة من القيادات الميدانية للدعم السريع، بينما نشر جنود في الجيش مقاطع فيديو تؤكد أسر عناصر من الدعم السريع.

تصريحات

قال مني أركو مناوي، حاكم إقليم دارفور، في تغريدة على منصة “إكس”، إن معلوماته تؤكد أن الدولة الراعية للدعم السريع – في إشارة إلى الإمارات – تشترط إسقاط الفاشر من أجل الحصول على اعتراف نسبي بحكومة تأسيس من بعض الدول، مشيرًا إلى مشاركة عبد الرحيم دقلو، النائب الأول لقائد الدعم السريع، في الهجوم.

من جانبه، قال جبريل إبراهيم، وزير المالية ورئيس حركة العدل والمساواة، إن القوات المسلحة والقوة المشتركة والمقاومة الشعبية تمكنت من تحقيق انتصار كبير في الفاشر. كما قال والي ولاية شمال دارفور، الحافظ بخيت محمد، إن المعركة رقم 227 التي شنتها قوات الدعم السريع على الفاشر أمس عبر ثلاثة محاور، واستمرت لأكثر من ست ساعات، أظهرت تفوقًا عسكريًا كبيرًا للقوات المسلحة السودانية والقوات المساندة لها.

تحليل صور الأقمار الاصطناعية

قال مختبر البحوث الإنسانية بكلية الصحة العامة في جامعة ييل إن صور الأقمار الاصطناعية الملتقطة في الساعة 10:39 صباحًا بالتوقيت المحلي أظهرت وجود أكثر من 40 مركبة خفيفة تابعة لقوات الدعم السريع في الأحياء الشمالية الغربية من معسكر أبو شوك، مع إغلاق طرق الهروب شمال مدينة الفاشر.

وأشار المختبر إلى توثيق مقاطع مصورة لعناصر من قوات الدعم السريع يطلقون النار على جرحى يحاولون الزحف للابتعاد، مع استخدام ألفاظ عنصرية بحق أسرى من القوة المشتركة. وأوضح أن من بين أكثر من 40 مركبة خفيفة مرئية في أنحاء المخيم، يمكن رؤية خمس مركبات على الأقل متجهة نحو الجنوب، أربع منها في صف على طريق رئيسي داخل المخيم.

وأكد المختبر أن نتائج الصور التي حللها تتوافق مع التقارير الميدانية المستقلة التي وردت خلال ساعات من وقوع المجزرة، لكنه لم يتمكن من التأكد من صحة تصريحات القوة المشتركة بصد الهجوم.

وكان معسكر أبو شوك يستضيف الآلاف من الناجين من الإبادة الجماعية في دارفور مطلع الألفية، وغادر 80% من سكانه بعد تصاعد الهجمات على الفاشر. كما أظهرت صور التُقطت في 9 أغسطس وضع عوائق من الإطارات على طريق الفاشر – كتم، وعلى مدخل يؤدي إلى مدينة مليط، في مؤشر على إحكام قوات الدعم السريع سيطرتها على هذه الممرات.

وجمعت مجموعة ييل لحقوق الإنسان صورًا إضافية تُظهر قوات الدعم السريع وهي تغلق منافذ الخروج التي يستخدمها المدنيون لمغادرة الفاشر، عبر وضع إطارات مثبتة على أبراج كهرباء في مواقع شمال الفاشر باتجاه مليط.

المركبات المستخدمة

أشار المحلل الاستراتيجي ريتش تيد إلى أن تحليل الصور أثبت استخدام مركبات “سبارتان 2-MAV” المدرعة، المصنعة من قبل مجموعة “ستريت” الإماراتية، في الهجوم الأخير على الفاشر، وأن القوات المسلحة السودانية والقوة المشتركة دمرت أو استولت على العديد منها.