مبني الأكاديمية العليا للدراسات الاستراتيجية والأمني (صفحة الاكاديمة على الفيس)

الخرطوم :12 اغسطس 2025 :راديو دبنقا

تصدر أخبار السودان خلال الأيام الماضية قرار أصدره الفريق إبراهيم جابر، عضو مجلس السيادة – رئيس اللجنة العليا لتهيئة البيئة المناسبة لعودة السودانيين إلى العاصمة الخرطوم – بوقف أعمال صيانة المرافق الحكومية والمنشآت في العاصمة، ونقل مقار الوزارات إلى أكاديمية الأمن في منطقة سوبا، بهدف إعادة توجيه المبالغ المالية المخصصة لأعمال الصيانة نحو إعادة تأهيل وتشغيل خدمات الكهرباء والمياه في الخرطوم، في إطار الجهود الرامية لتسهيل عودة المواطنين إلى العاصمة.

الأكاديمية الفخمة

أثار الخبر اهتمام الكثيرين حول مقر أكاديمية الأمن (الاسم الرسمي: الأكاديمية العليا للدراسات الاستراتيجية والأمنية) في منطقة سوبا، على الضفة الغربية لنهر النيل الأزرق، على بُعد حوالي عشرين كيلومتراً جنوب الخرطوم.

وتساءل الكثيرون حول قدرة هذه الأكاديمية على استضافة الوزارات الحكومية، التي كانت تحتل مساحة كبيرة جداً في منطقة وسط الخرطوم، لا يمكن مقارنتها بالمساحة التي تحتلها الأكاديمية المذكورة على النيل الأزرق خلف مستشفى سوبا الجامعي.

لا يدل على مبنى الأكاديمية، الذي يبعد حوالي كيلومتر واحد غرب شارع مدني – الخرطوم، سوى لافتة صغيرة لا تثير الانتباه على الطريق العام. لكن أكاديمية الأمن، التي تحجبها عن أنظار المارة في الشارع الرئيسي أشجار كثيفة، تتمتع بمبانٍ كبيرة وواسعة وفخمة جداً بالمعايير السودانية، ولا تحلم بمثلها أي مؤسسة أكاديمية تقليدية في السودان.

تمتد الأكاديمية التابعة لجهاز الأمن والمخابرات السوداني، والتي افتُتحت في يناير 2017، على مساحة قدرها 97 ألف متر مربع، وتضم ثمانية عشر مبنى متعدد الطبقات والاستخدامات؛ خمسة عشر منها قاعات محاضرات ومؤتمرات بمختلف الأحجام، مزودة بأجهزة ومعدات متطورة، إضافة إلى مكتبة كبيرة جيدة التجهيز، معامل كمبيوتر، صفوف دراسية، سكن طلابي، فندق جيد لكبار الزوار، مطعم فاخر، ملاعب لكرة القدم والطائرة، مضمار لألعاب القوى، صالات للمناشط الرياضية، مسجد يسع مئات المصلين، وثلاثة مبانٍ إدارية وأمنية.

ولا تتوفر معلومات دقيقة حول تكلفة المبنى، الذي شيدته شركة صينية في عهد الرئيس المخلوع عمر البشير.

وقال مصدر مطلع على مباني الأكاديمية لراديو دبنقا: “إنك تكاد تشعر أنك لست في السودان عند الطواف في مقر الأكاديمية ومرافقها وحدائقها وملاعبها الخضراء وطرقها الداخلية المصقولة، الغريبة على أحياء منطقة سوبا القريبة منها.”

قرار صائب وحكيم

وقال مهندس مختص في التخطيط العمراني (فضل حجب اسمه) لراديو دبنقا إن قرار التمهل في صيانة المباني الحكومية في الخرطوم يبدو معقولاً ومقبولاً بالرغم من الضغوط الاقتصادية والسياسية والرمزية التي يشكلها وجود الحكومة في بورتسودان.

وأضاف أن الدمار الواسع الذي لحق بالمباني الحكومية والبنية التحتية وكل المرافق العامة والخاصة في العاصمة القومية نتيجة للحرب، يتطلب معالجة كلية مدروسة ومخططة جيداً، وأن شروع كل مؤسسة في صيانة وإصلاح مبانيها بطريقتها الخاصة سيكون إهداراً غير عقلاني لموارد طائلة.

وأشار إلى أن خطة منح الأولوية وتوفير الموارد الشحيحة لإصلاح وإعادة تعمير قطاعي الكهرباء والمياه خيار صائب وحكيم، لأنها أساس ضروري لعودة المواطنين إلى منازلهم واستعادة الحياة للعاصمة الخرطوم.

واستبعد المهندس أن تسع مباني الأكاديمية أو تصلح لاستضافة الوزارات الحكومية التي يتردد إليها عشرات الآلاف من المواطنين يومياً لمختلف الأسباب، بحكم بُعدها – النسبي – عن مركز وأحياء العاصمة المثلثة، ومحدودية سعتها بالمقارنة مع احتياجات الوزارات المعروفة، إضافة إلى صعوبة الوصول إليها.

استضاف المبنى، منذ إنشائه، العديد من الأنشطة والمؤتمرات المحلية والدولية، كما استضاف بعض أنشطة الحكومة الانتقالية التي ترأسها د. عبد الله حمدوك. ومن المفارقات الغريبة أن أحد مباني الأكاديمية قد استُخدم معتقلاً لوزراء ذات الحكومة عقب الانقلاب العسكري الذي قاده الفريق عبد الفتاح البرهان ضد حكومة حمدوك في 25 أكتوبر 2021.

اكتب لنا رأيك: هل تصلح هذه الأكاديمية مقراً للحكومة؟

https://earth.google.com/web/search/%d8%a7%d9%83%d8%a7%d8%af%d9%8a%d9%85%d9%8a%d8%a9+%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%85%d9%86/@15.5132564,32.6306857,384.71697903a,1013.60465575d,35y,0h,0t,0r/data=CooBGlwSVgolMHgxNjhlOTc1NDVmNmQzMTMzOjB4MzU3YmViNjE0MzczZWMwOBlV7xWCwQYvQCFYXeIjvVBAQCob2KfZg9in2K_ZitmF2YrYqSDYp9mE2KfZhdmGGAIgASImCiQJVRIwsuxcL0ARCkPrejDmLkAZ3XOrTUBoQEAhUr8uaQwoQEBCAggBOgMKATBCAggASg0I____________ARAA?authuser=0

Welcome

Install
×