إحجام مزارعي القضارف عن بيع محاصيلهم في البورصة بسبب تدني الأسعار

القضارف- 26/11/2025- راديو دبنقا
تقرير: سليمان سري

افتتح والي القضارف المكلف الفريق الركن محمد أحمد حسن، أمس الأربعاء الموسم التسويقي ببورصة أسواق المحاصيل بالقضارف للعام (2025-2026). وسط إحجام المزارعين عن بيع محاصيلهم بسبب تدني الأسعار.

وحيا والي القضارف خلال مخاطبته إفتتاح الموسم التسويقى المزارعين وشركاء الانتاج، مؤكداً حرص الحكومة على تأمين موسم الحصاد والاهتمام بالصناعات التحويلية، معربا عن أمله في أن تكون الأسعار مجزية للمنتجين هذا الموسم لضمان استمرارية الإنتاج.

وشدد والى القضارف على ضرورة استكمال كافة معاملات البيع داخل سوق المحصول لحفظ حقوق المنتج والتاجر بجانب اتباع الشفافية، موجهاً الاجهزة الامنية بمنع عمليات تداول المحاصيل خارج الاسواق والمساهمة في مكافحة التهريب، وقال ان الرسوم المفروضة يتم عكسها فى شكل مشروعات تنموية وخدمية.

يوم حزين على المزارعين

من جهته قال مساعد الأمين العام لمزارعي الزراعة المطرية بمحلية الرهد بولاية القضارف أحمد إمام العوض لـ”راديو دبنقا”، إن افتتاح الموسم التسويقي للمحاصيل “البورصة” جاء وسط  انزعاج وحالة من الإحباط  الشديد وسط المزارعين بسبب تدني الأسعار  مقارنة بالعام الماضي.

وعبر العوض عن أسفه إلى أن هذا اليوم كان حزيناً للمزارعين بسبب تدني الأسعار مع ارتفاع سعر الدولار لهذا الموسم، مقارنة بانخفاض سعر الدولار في العام الماضي، مشيراً إلى شح الانتاجية بالنسبة لمحصول السمسم والمحاصيل الأخرى بينما كانت الأسعار متدنية حيث وصل سعر قنطار السمسم ما بين 135-145 جنيه.

وقال إنَّ المزارعين أحجموا عن بيع محاصيلهم نتيجة لتلك العوامل إضافة إلى الضرائب التي انهالت عليهم، فضلاً عن الرسوم الولائية التي بلغت 20400 جنيه، مشيراً إلى أن قيمة زكاة جوال السمسم الواحد بلغت 32 جنيه.

ولفت العوض إلى أن  إدخال جوال السمسم الواحد في أسواق المحاصيل للدلالة أو البورصة يتطلب دفع مبلغ 52400 جنيه، موضحاً بأن هنالك تدني كبير جداً في أسعار المحاصيل معتبراً أن ذلك يعد مهدداً كبيراً للموسم الزراعي، وتوقع في ذات الوقت أن يدخل المزارعون في إعسار كبير بسبب عدم ماعليهم من مديونيات في السوق أوتجاه البنوك ولم يستبعد أن يواجهوا عقوبة السجن نتيجة لذلك.

زيادة الواردات وتدني الأسعار

وقال كبير مساعدي الأمين العام لتجمع مزارعي الرهد إنَّ هنالك زيادة في الواردات من المحاصيل لكن الأسعار مدنية، مشيراً إلى أن المزارعين رفضو البيع بهذه الأسعار تحسباً للدخول في خسائر مادية، مناشداً كل من وزراء المالية والتجارة والصناعة بضرورة التحرك العاجل لإيجاد مستثمرين لشراء هذا المحصول النقدي.

أوضح أحمد إمام العوض بأن بقية المحاصيل الأخرى الزهراء واللب “حب  التسالي” في طريقها إلى سوق المحاصيل خلال الأيام القادمة، وبرغم توفر كميات كبيرة من الذرة يبلغ قدرها نحو 2 مليون و 700 ألف جوال في المخازن معظمها تتبع للبنك الزراعي والشركات الأخرى، لكن مع هذه الوفرة وبالتزامن مع بداية موسم الإنتاج سيكون هناك تدني كبير جداً لمحصول الذرة وذلك لعدم فتح أبواب الصادر.

وقال إنَّ المزارعون يطالبون الدولة وحكومة ولاية القضارف بفتح أبواب الصادر وتدخل المخزون الاستراتيجي لشراء المحاصيل من المزارعين لمواجهة تحديات الموسم.

وأوضح أن ما يجري الآن في ولاية القضارف أو الولايات الزراعية الآخرى مثل سنار والنيل الأبيض والنيل الأزرق، جميعها تشهد تدني كبير في أسعار المحاصيل لعدم وجود شركات المصدرين، مشيراً إلى أن هذا يعد مؤشر خطير قد ينذر بفشل الموسم الزراعي، معتبراً أن هذا الموسم سيكون حاسماً حال تدخلت الدولة  وأصبح هنالك تحسين في  أسعار المحاصيل، مؤكدا بأن المزارعين بعد تجاوز هذه الأزمة سيكونوا على استعداد لإنتاج كل المحاصيل المطلوبة في السوق العالمي.

وحذر مساعد الأمين العام للزراعة المطرية أحمد العوض من أن المزارعين سيضطرون لبيع مشاريعهم الزراعية وأملاكهم لكي  يسددوا ماعليهم من التزامات، مناشداً المسؤولين في الدولة وحكومة الولاية على رأسهم والي القضارف أن يستعجلوا في معالجة هذه الأزمة، حتى لو يستدعي الأمر تكليف مسؤولين للسفر خارج البلاد لتسويق هذه المحاصيل. مشيراً إلى أن سعر الدولار اليوم بلغ 3700 وقنطار السمسم بلغ جنيه 130 بينما كان سعر الدولار العام الماضي 1400 جنيه وقنطار السمسم 152 معتبراً أن الفارق كبير جداً.