الزواج عبر الوسائط الاجتماعية.. بين الواقع والتحديات في المجتمع السوداني

الزواج عبر الوسائط الاجتماعية في السودان-صورة بالذكاء الاصطناعي
أمستردام – راديو دبنقا – 1 يوليو 2025م
في ظل الثورة الرقمية والتوسع الكبير في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، باتت هذه الوسائط تلعب دورًا متزايدًا في حياة الشباب السوداني، ليس فقط في التواصل أو الترفيه، بل حتى في مجالات حساسة مثل الزواج واختيار شريك الحياة. وقد شكل هذا التحول المجتمعي محور نقاش في برنامج “قضايا الشباب” عبر راديو دبنقا، حيث استضافت الحلقة الناشطة المدنية د. أضواء الحسيني إسماعيل للحديث عن هذه الظاهرة.
الأسباب والدوافع
تقول د. أضواء إن الضغوط الاجتماعية المتزايدة، لا سيما على الفتيات، تُعد من أبرز الأسباب التي تدفع الشباب إلى اللجوء للعلاقات عبر الوسائط. فالمجتمع غالبًا ما يفرض صورة نمطية للحياة المستقرة والزواج في عمر معين، مما يولِّد ضغوطًا نفسية قد تدفع البعض لاختصار الطريق عبر الوسائل الإلكترونية.
وترى أن الزواج الناجح لا يرتبط بالضرورة بطريقة التعارف، بل بصدق الأطراف وتوافقهم، مشيرةً إلى وجود نماذج لزيجات بدأت عبر الإنترنت وكانت مستقرة وناجحة. غير أن المخاطر تظل قائمة، خصوصًا في ظل سهولة التلاعب بالمعلومات والصور، مما يجعل التقييم الواقعي للطرف الآخر أمرًا صعبًا.
نظرة المجتمع السوداني
وفيما يتعلق بتقبل المجتمع السوداني لهذه الظاهرة، تؤكد د. أضواء أن المواقف تختلف باختلاف البيئة والثقافة، إلا أن الطابع المحافظ يظل سائدًا، لا سيما من جهة الأسر، حيث يُنظر غالبًا بعين الريبة إلى العلاقات التي تبدأ عبر الإنترنت.
المنظور الشرعي:
أما من الزاوية الشرعية، فتؤكد أن الأصل في الأمور هو الإباحة ما لم تتضمن ضررًا أو خداعًا. وتعتبر أن الوسائل الإلكترونية يمكن أن تكون مدخلًا لعلاقة مشروعة إذا أدارها الطرفان بوعي وصدق. لكنها تحذر في الوقت ذاته من الكذب والتضليل، فذلك يجعل الزواج في هذه الحالة غير أخلاقي، وربما محرمًا شرعًا.
الفرص والتحديات
في تقييمها للإيجابيات، تشير د. أضواء إلى أن الوسائط قرّبت بين أفراد قد لا تجمعهم بيئاتهم المباشرة، مما يفتح آفاقًا جديدة للتعارف والتلاقي الفكري. أما أبرز السلبيات، فهي إخفاء الجوانب الحقيقية للشخص، سواء في المظهر أو الشخصية، مما يؤدي لاحقًا إلى صدمة الواقع بعد الزواج.
رسالة مفتوحة إلى الشباب السوداني
وفي ختام حديثها، وجهت رسالة واضحة إلى الشباب:
“الزواج مشروع كبير يتطلب الوعي والنضج، وليس استجابة لضغوط المجتمع أو تقليدًا أعمى. علينا أن نعرف أنفسنا أولًا، لنعرف ما نحتاجه، ثم نختار شريكًا حقيقيًا يتوافق معنا، لا مجرد صورة مثالية خلف الشاشة.”