أعضاء مجلس الأمن يتهمون مسلحين سودانيين بالهجوم على قوات حفظ السلام في افريقيا الوسطى

عناصر قوات حفظ السلام في افريقيا الوسطى -يونيو 2025-صفحة بعثة الامم المتحدة بافريقيا الوسطى على فيسبوك
أمستردام – 24 يونيو 2025 – راديو دبنقا
اتهم أعضاء مجلس الأمن عناصر مسلحة يُشتبه في أنها سودانية بشن هجوم، يوم 20 يونيو الجاري، على بعثة الأمم المتحدة المتكاملة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية إفريقيا الوسطى (مينوسكا).
وأعرب أعضاء مجلس الأمن، في بيان اطّلع عليه راديو دبنقا، عن قلقهم إزاء تأثير الأزمة في السودان على الوضع الإنساني والأمني، لا سيما في المناطق الحدودية، بما في ذلك توغلات قوات الدعم السريع في أراضي جمهورية إفريقيا الوسطى وتعاونها مع الجماعات المسلحة المحلية.
وأدان أعضاء مجلس الأمن بأشد العبارات الهجوم الذي وقع في قرية “أم سيسيا 1″، الواقعة على بُعد 34 كيلومترًا شمال شرق بيراو، بمحافظة فاكاجا، في 20 يونيو، والذي أسفر عن مقتل أحد عناصر قوات حفظ السلام من زامبيا. وأوضح البيان أن قوات حفظ السلام تعرضت للهجوم أثناء قيامها بدورية لحماية المدنيين.
جريمة حرب
وأكد أعضاء مجلس الأمن مجددًا أن الهجمات ضد قوات حفظ السلام قد تُشكل جرائم حرب، وشددوا على أن التورط في التخطيط أو التوجيه أو الرعاية أو تنفيذ الهجمات ضد قوات البعثة يُعد أساسًا لفرض عقوبات بموجب قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وذكّر البيان جميع الأطراف بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي، ودعا حكومة جمهورية إفريقيا الوسطى إلى التحقيق السريع في هذا الهجوم، بدعم من بعثة الأمم المتحدة المتكاملة متعددة الأبعاد، وتعزيز المساءلة عن مثل هذه الأعمال من خلال تقديم مرتكبيها إلى العدالة، وإبقاء الدولة المساهمة بقوات على علم بالتقدم المحرز، وذلك بما يتماشى مع قراري مجلس الأمن 2518 (2020) و2589 (2021).
تزايد الهجمات
وأعرب أعضاء مجلس الأمن عن قلقهم العميق إزاء تزايد عدد الهجمات ضد قوات حفظ السلام في جمهورية إفريقيا الوسطى، مشيرين إلى أن هذا هو الهجوم المميت الثالث ضد دوريات البعثة منذ بداية عام 2025.
ففي مارس الماضي، قُتل جندي كيني من البعثة في محافظة هوت مبومو.
وفي فبراير، تُوفي جندي تونسي من قوات حفظ السلام في شمال البلاد.
وفي بداية الأسبوع الجاري، أُصيب اثنان من قوات حفظ السلام النيبالية بجروح إثر هجوم في جنوب غرب البلاد.
وقد قُتل نحو 150 من عناصر قوات حفظ السلام في جمهورية إفريقيا الوسطى منذ بدء مهمة الأمم المتحدة هناك في عام 2014.
شبكات عابرة للحدود
كما أعرب الأعضاء عن قلقهم بشكل خاص إزاء التقارير التي تُفيد بوجود شبكات تهريب غير مشروعة عابرة للحدود الوطنية، تواصل تمويل وتزويد الجماعات المسلحة في جمهورية إفريقيا الوسطى، وشددوا على ضرورة إجراء مزيد من التحقيقات في هذا التهديد ومكافحته.
وأعرب أعضاء مجلس الأمن عن أعمق تعازيهم ومواساتهم لأسرة جندي حفظ السلام الذي قُتل، وكذلك لدولة زامبيا، كما أعربوا عن تعازيهم للأمم المتحدة.
زيارة مدير مخابرات افريقيا الوسطى إلى السودان
وفي نهاية مايو الماضي، تلقى رئيس مجلس السيادة السوداني، القائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رسالة شفوية من رئيس جمهورية إفريقيا الوسطى، فوستين أركانج تواديرا.
جاء ذلك خلال لقائه بوفد الجهاز الأفرو-أوسطي برئاسة الفريق أول هنري وانزين، مدير جهاز المخابرات في إفريقيا الوسطى ومستشار الرئيس، وذلك بحضور مدير جهاز المخابرات العامة السوداني، الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل.
وتناول اللقاء مسار العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون المشترك بين البلدين، إلى جانب القضايا ذات الاهتمام المشترك.
و ساعد تقدم جيش افريقيا الوسطى وحلفائه من رواندا والمرتزقة من مجموعة فاغنر شبه العسكرية الروسية في تحسين الأمن.
حميدتي يتهم الجيش
وخلال الأسبوع الجاري، اتهم قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، القوات المسلحة بالسعي إلى تخريب علاقاته مع دول الجوار. وقال، خلال مخاطبته حشدًا من جنوده، إن القوات المسلحة شرعت في تنفيذ مخطط لزعزعة الأمن والاستقرار في إفريقيا الوسطى قبيل اندلاع الحرب، في محاولة لتحميل المسؤولية لقوات الدعم السريع، مؤكدًا أنهم تمكنوا من القبض على القوة وقائدها “شكرت الله”.