جاءت بعد غياب طويل واختفاء وشائعات عن مصيره.. زيارات حميدتي الإفريقية ماذا قدمت له وللدعم السريع؟
امستردام – الأربعاء 10 يناير 2024 – راديو دبنقا
تقرير: عمر عبد العزيز
شملت زيارات حميدتي منذ بداية العام الحالي ست دول أفريقية، بينها أربع من دول منظمة الإيغاد التي تقود جهود الوساطة بين قوات الجيش والدعم السريع.
واثارت تلك الزيارات والاستقبال الرسمي الذي تلقاه حميدتي خلالها الكثير من الاتساؤلات والانتقادات عن دلالات هذا الاستقبال والحفاوة، خاصة من قبل الحكومة السودانية والجيش وانصارهما.
واعتبر وزير الخارجية السوداني السابق السفير إبراهيم طه أيوب في مقابلة مع راديو دبنقا يوم الاربعاء أن تلك الاستقبالات لم يقصد بها الاحتفاء بحميدتي، بل المقصود بها إساءة للبرهان وجماعته، حسب وصفه.
وتابع قائلا أن هذا التصرف من قبل تلك الدول الافريقية جاء بسبب محاولة القائد العام للجيش السوداني عبد الفتاح البرهان الالتفاف على ما اتفق عليه مع الأفارقة.
لكن بعض المراقبين والكتاب لم يتوقفوا كثيرا عند الاستقبال الرسمي والبروتوكول الذي صاحب الزيارة بقدر ما تساءلوا عن الفائدة الحقيقية التي حصل عليها حميدتي وربما الوعود التي يمكن أن يكون قد حصل عليها في الجلسات المغلقة، والتي لا يظهر الكثير منها ولا يكشف عنه لأجهزة الإعلام.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي الأستاذ محمد الأسباط أن (حميدتي) حقق اختراقات وقفزات دبلوماسية هامة، حسب وصفه، عبر زياراته الأخيرة المتتالية إلى عدد من الدول الأفريقية.
وأضاف في مقابلة مع راديو دبنقا أن هذه الاختراقات تحسب لصالح حميدتي ويمكن أن يستثمرها.
لكن السفير إبراهيم طه ايوب يرى أن الأمر ربما لم يتعد هدف الكيد للبرهان ليس إلا.
وقال أيوب لدبنقا إن مما يبدو له في المشهد ربما تكون تلك الدول قد استقبلت حميدتي هذه الاستقبالات الرسمية “كيدا في البرهان”.
واعتبر أن تلك الاستقبالات لم تكن صحيحة من ناحية بروتكولية، مشيرا إلى أنه حتى لو نظر للأمر باعتبار أن حميدتي هو نائب رئيس مجلس السيادة، فإن هناك تساؤلات عن الاعتراف بهذا المجلس أصلا في القارة الأفريقية.
وكانت العلاقات بين الحكومة السودانية وعدد من دول الإيغاد قد توترت منذ اندلاع الحرب بين قوات الجيش والدعم السريع.
ووصل الأمر ذروته عندما دعا عضو مجلس السيادة الفريق ياسر العطا الرئيس الكيني أن يأتي بجيشه للسودان، وذلك ردا على دعوة كينية لنشر قوات افريقية في السودان في إطار الجهود الإقليمية لوقف إطلاق النار.
وبصرف النظر عن الاعتراضات الكثيرة والمتكررة من قبل الحكومة السودانية لمساعي منظمة الإيغاد لوقف الحرب في السودان، يرى محللون أن من الأفضل التركيز على منبر جدة والجهود السعودية الأمريكية في هذا الملف.
ويتفق وزير الخارجية السابق السفير إبراهيم طه أيوب مع هذا الرأي، معتبرا أن لدى السعودية والولايات المتحدة مقدرة أكبر للضغط على طرفي الصراع في السودان.
واعرب عن اعتقاده أن منظمة الإيغاد لم ولن تحقق تقدما في ملف وقف الحرب في السودان.
واعتبر أيوب إن منظمة الإيغاد ليست الجهة التي يفترض أن تمسك بهذا الملف، لأن الدول المكونة لها مختلفة فيما بينها.
وإضافة إلى امتلاك السعودية والولايات المتحدة لكروت ضغط على الطرفين المتحاربين في السودان اكثر من دول الإيغاد، يرى ايوب أن الرياض وجدة اكثر حرصا على أمن السودان واستقراره من دول الإيغاد، التي قال إن بعضها ربما يكون غير راغب في استقرار السودان.
وتابع قائلا إن الإيغاد ليست لديها صلاحيات ولا آليات لمحاسبة من يرفض الالتزام بأي اتفاق يأتي من جانبهم، مشيرا إلى أن كلا من السعودية والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لديهم “بعض القوة” لكي يفرضوا ما يريدون حسب وصفه.
وبصرف النظر عن المنبر الذي يمكن أن يحقق نتائج ملموسة وفاعلة لحل الأزمة السودانية ووقف الحرب، سواء كان منبر جدة أو الإيغاد، فإن دور دول الجوار ومنظمة الإيغاد يظل عاملا هاما في استقرار السودان، حسب بعض المراقبين.