(8 مارس).. نازحات دارفور يشتكين من استمرار العنف والاغتصاب

امراة تصنع الطوب - دارفور المصدر: راديو دبنقا

يحتفل العالم سنوياً في الثامن من مارس باليوم العالمي للمرأة فيما تشهد أوضاع النساء في السودان خاصة في مناطق النزاع تدهوراً ملحوظاً من جميع النواحي .

ووثقت الأمم المتحدة 72 حادثاً لانتهاكات حقوق الانسان، خلال ثلاثة أشهر حتى 18 فبراير، طالت 316 شخصاً منهم 31 امرأة  و21 طفلاً.

وبلغ عدد ضحايا انتهاكات الحق في الحياة 135 شخصاً ، والسلامة البدنية 141 شخصاً ، وضحايا العنف الجنسي والجنساني بما في ذلك العنف الجنسي المتصل بالنزاع 17 ضحية، بجانب حالة تعذيب واحدة، واختفاء قسري واحدة .

وكشفت الناشطة الحقوقية سهام حسن لراديو دبنقا عن استمرار الانتهاكات في مواجهة النساء في دارفور على الرغم من توقيع اتفاق السلام.

وأشارت إلى وقوع حالات اغتصاب متكررة للنساء والفتيات أثناء خروجهن للاحتطاب  منبهة إلى وقوع أحداث متكررة بمعسكر زمزم مؤخراً مع تقييد معظم البلاغات ضد مجهولين.د

وطالبت سهام السلطات والأطراف الموقعة على السلام بتوفير الأمن،  وتوفير الظروف الملائمة من أجل عودة النازحين والنازحات إلى قراهم الأصلية .

ودعت منظمات حقوق الإنسان للنظر في أوضاع النساء النازحات اللائي يزاولن الأعمال الشاقة مثل الكمائن والزراعة  أو بيع الشاي ، موضحة إن معظم النساء فقدن أزواجهن في الحرب أو غرقاً في البحر المتوسط .

كما طالبت بتوفير العون القانوني للنساء اللاتي يتعرضن للانتهاكات ، ووصفت ما يجري في دارفور بالوضع الكارثي والمأساوي. وأوضحت إن النازحات لا يستطعن الخروج لمسافة تبعد كيلومترين من المعسكرات خوفاً من الاغتصاب والاعتداء.

تحذير من عواقب إعاقة العدالة :-

وقالت مريم آدم حسين، من شبكة المرأة النازحة بولاية غرب دارفور، إن النساء النازحات يعانين من العنف الجنسي والجسدي والمنزلي بجانب تعرض للاستغلال والتحرش.

واعتبرت في حديث  لراديو دبنقا إن بقاء النساء والفتيات في مراكز الإيواء بالجنينة من أكبر الانتهاكات التي تواجه المرأة مشيرة إلى حرمان الفتيات من التعليم وعدم توفر الخدمات الأساسية. وطالبت بالاسراع بتهيئة المناخ الملائم لعودة النازحين إلى معسكرات كريندنق.

وقالت إن النساء والفتيات وخاصة النازحات هن الأكثر تعرضاً لانتهاكات حقوق الانسان وتأثراً بالظروف الاجتماعية والاقتصادية . مبينة أن المرأة تضطر للعمل في مجال البناء والاختطاب والزراعة وتواجه جرائم الاغتصاب.

واتهمت السلطات بإعاقة الإجراءات القانونية لضحايا الاغتصاب وعدم تسليمهن اورنيك 8 لتقديم الخدمات الصحية خلال 72 ساعة .

وطالبت بتمكين ضحايا الاغتصاب من الوصول للعدالة ومحاكمة المجرمين وعدم الافلات من العقاب.

من جانبها طالبت قسمة محمد ممثلة المرأة بمعسكرات زالنجي بولاية وسط دارفور بوقف العنف ضد المرأة وخاصة النازحات .

وأشار ت في حديث لراديو دبنقا إلى مزاولة المرأة للأعمال الشاقة وخاصة البناء وصناعة الطوب يدوياً بجانب دورها في العمل المنزلي وتربية الأنباء وطالبت بالمساواة بين الرجال والنساء.

ونبهت إلى معاناة النساء من الاغتصاب والتهجير القسري مطالبة  بتحسين الظروف الانسانية والأمنية والتعويض المادي والمعنوي والنفسي بجانب التوعية بحقوقها وواجباتها في المجتمع وتوفير التعليم ومشاركتها في صنع القرار .

مطالبات بالامن والسلام :-

وفي ذات السياق كشفت زهرة أحمد ممثلة المرأة بمعسكرات مكجر بولاية وسط دارفور عن معاناة النازحات جراء ايقاف المساعدات، وأوضحت إنهن يعملن في مجالات البناء والحطب والفحم ويتعرضن للعنف الجنسي والجسدي  والاعتداءات.

وبيّنت إن النساء يعانين من الآثار النفسية  للإبادة الجماعية في وادي صالح  مطالبة المجتمع الدولي  بالضغط على الحكومة لتسليم البشير وبقية المطلوبين للمحكمة الجنائية  خلال هذا العام .

من جهتها طالبت  عواطف عبدالرحمن من  شبكة المرأة النازحة بجنوب دارفور بتطبيق قرارات الأمم المتحدة بشأن المرأة حتى تنعم بالأمن والاستقرار.

وقالت لراديو دبنقا إن المرأة تتعرض للقتل بالذخيرة الحية وكان آخرها مقتل النازحة خديجة وإصابة نازحة أخرى داخل منزلها بمعسكر السلام، وأشارت إلى معاناة النازحين من إبطاء العدالة مما يضطرهم لترحيل الشهود مرات عديدة.

وطالب بتوفير مناشط اقتصادية للنساء في المعسكرات، وتوزيع المساعدات الغذائية وإقامة ورش لتوعية الرجال بحقوق النساء.

وشددت على  مشاركة النساء في السلطة والشرطة والأمن والتحري في ظل تزايد العنف والافلات من العقاب.

اعمال شاقة :-

قالت حنان محمد من معسكر كلمه بولاية جنوب دارفور إن النساء يتعرضن للاغتصاب والعنف الجنسي والاعتداء الجسدي والنهب .

وأوضحت لراديو دبنقا إنهن يعانين في فتح البلاغات بعد رحيل اليوناميد. وقالت إن المرأة تضطر لمزاولة الاعمال الشاقة مع المماطلة في سداد الأجور .وأشارت لعدم توفر ابسط الخدمات في المعسكرات  

من جهة اخرى اكدت نازحات بمعسكر قريضة بجنوب دارفور استمرار العنف والإنتهاكات ضد المراة النازحة وطالبن بإقامة ورش للتوعية ومشاريع لخدمة المراة من أجل التغلب على الظروف الإقتصادية بجانب إنشاء دار خاصة بالمرأة لمناقشة قضاياهن الخاصة.

 وقالت أمونة قمر الدين ممثلة المراة بمعسكر قريضة جنوب دارفور، في مقابلة مع راديو دبنقا، إن النساء يتعرضن باستمرار لاعتداءات تتمثل في الضرب والاغتصاب عندما يخرجن خارج المعسكر. وطالبت بإقامة ورش للتوعية بحقوق وقضايا المرأة بجانب مشاريع إقتصادية خاصة بالنساء حتي يعتمدن عليها لمجابهة الظروف الإقتصادية الصعبة وتجنباً لخروج النساء إلى الخلاء لجلب الحطب حتي لا يتعرضن للإغتصاب.

 واشارت الي ان النساء يعانين اثناء الحمل والولادة ،وناشدت الجهات الرسمية والمنظمات بالتدخل لتخفيف المعاناة عن كاهل النساء، وطالبت بتطبيق إتفاق جوبا للسلام للمساهمة في تخفيف المعاناة عن كاهل المرأة.