مفوضية اللاجئين تعلق العودة الطوعية من أوغندا وتعتبر السودان غير آمن
مسؤولة من المفوضية السامية للأمم المتحدة مع ممثلين للاجئين السودانيين خلال زيارة ميدانية لها إلى مخيم كيرياندونغو شمال أوغندا (ارشيف)
أمستردام: كمبالا/ 17 ديسمبر 2025: راديو دبنقا
أكدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في اوغندا (UNHCR) أن الأوضاع في السودان لا تزال غير آمنة، ولا تلبي الشروط والمعايير الدولية المطلوبة لدعم أو تنفيذ عمليات العودة الطوعية في الوقت الراهن.
وقال رئيس اللجنة العليا لمبادرة العودة الطوعية للسودانيين في أوغندا، المهندس ياسر محمد صالح، في مقابلة مع راديو دبنقا إن اجتماعاً عقد يوم ، الثلاثاء، في كمبالا ضم مدير مفوضية اللاجئين، والمنسق العام، ومسؤولة إعادة التوطين، حيث قدم وفد اللجنة شرحاً مفصلاً للأوضاع التي يعيشها اللاجئون السودانيون في أوغندا، ولرغبتهم الملحة في العودة إلى ديارهم.
وأوضح محمد صالح، لـ(دبنقا)، أن رد ممثلي المفوضية جاء مطولاً وشمل جميع النقاط التي أثارها الوفد، غير أنهم رفضوا تقديم أي دعم مباشر لترحيل اللاجئين السودانيين في المرحلة الحالية، مشيرين إلى أن القرار يستند إلى تقييم صادر من المفوضية السامية في جنيف، التي ترى أن السودان لا يزال غير آمن، وأن المفوضية لا تستطيع تحمل أي تبعات أو نتائج قد تترتب على عودة اللاجئين في الوقت الراهن.
وأضاف أن المفوضية طلبت مهلة حتى الربع الأول من العام المقبل لحسم هذا الملف بصورة نهائية، مع الإشارة إلى أن خيار إغلاق الملف سواء بصورة فردية أو جماعية يظل متاحاً وفق الإجراءات المعمول بها.
وعبر محمد صالح، عن أسف اللجنة العميق لهذه النتيجة، قائلاً إن اللجنة بذلت جهوداً كبيرة وصارعت من أجل تحقيق الحد الأدنى من المكاسب لصالح اللاجئين السودانيين، إلا أن مخرجات الاجتماع جاءت مخيبة للآمال، في ظل استمرار رفض المفوضية دعم العودة الطوعية في الوقت الحالي.
وبحسب ما نقلته لجنة العودة الطوعية للسودانيين بكمبالا في المجموعة المخصصة على تطبيق الواتساب، أن هذا تقييم المفوضية يستند إلى تقارير ميدانية وتقديرات داخلية تشير إلى استمرار التدهور الأمني والإنساني والاقتصادي في مناطق واسعة من البلاد، بما يشكل خطراً على سلامة وحياة المواطنين العائدين.
وقالت اللجنة إن ممثلي المفوضية أكدوا خلال الاجتماع أن حالة عدم الاستقرار الأمني، إلى جانب انهيار البنى التحتية والخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة والتعليم وسبل كسب العيش، تحول دون توفير بيئة آمنة ومستقرة تضمن عودة كريمة ومستدامة.
وأضافت بأن المفوضية شددت على التزامها بالمعايير الدولية المتعلقة بالعودة الطوعية، والتي تشترط توفر الحد الأدنى من الأمن والخدمات الأساسية وإمكانية إعادة الاندماج، وهو ما لا يتوفر حالياً في السودان وفقاً للتقييمات المعتمدة لديها.
وبناءً على هذا الموقف، أشارت المنسقية إلى أن المفوضية لن تدعم أو تسهّل عمليات العودة الطوعية للسودانيين المقيمين في كمبالا خلال هذه المرحلة، ما يستدعي، بحسب اللجنة، مواصلة الجهود مع الجهات الدولية والمحلية لضمان الحماية والدعم للاجئين في بلد اللجوء إلى حين تحسن الأوضاع داخل السودان.
ويأتي هذا التطور في وقت يتزايد فيه تطلع السودانيين للعودة إلى وطنهم، وسط واقع أمني وإنساني معقد ما يزال يفرض أولوية حماية الأرواح وضمان العودة الآمنة والكريمة قبل أي ترتيبات عملية.


and then