يونسيف: ارتفاع عدد المصابين بسوء التغذية في دارفور إلى 46 في المائة

أوضاع الأطفال والنساء في معسكر كلمه بجنوب دارفور جراء سوء التغذية .. أرشيف ـ مصدر الصورة ـ (راديو دبنقا)

بورتسودان، 13 يوليو 2025 – راديو دبنقا

 كشفت احصائيات جديدة صادرة عن اليونسيف اليونيسف عن زيادة بنسبة 46 بالمئة في عدد الأطفال الذين يتلقون العلاج من سوء التغذية الحاد الوخيم في ولايات دارفور الخمس في السودان بين كانون يناير مايو 2025، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024.

وقالت المنظمة إنه في شمال دارفور وحدها، تم إدخال أكثر من 40 ألف طفل للعلاج من سوء التغذية الحاد الوخيم خلال الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام — أي ضعف العدد مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

ارتفاع مقلق

وكشفت أحدث المسوحات التي أُجريت في خمس مناطق بدارفور في الفترة بين (أبريل –مايو 2025) عن ارتفاع مقلق للغاية في معدلات سوء التغذية بين الأطفال. في 9 من أصل 13 محلية، تجاوزت معدلات سوء التغذية الحاد مستويات الطوارئ التي حددتها منظمة الصحة العالمية. في محلية ياسين بولاية شرق دارفور، أظهر المسح الذي أُجري في بداية موسم الجفاف في مايو أن معدل سوء التغذية الحاد الشامل — الذي يشمل سوء التغذية الحاد الوخيم والحاد المعتدل — بلغ 28 بالمئة. وإذا ارتفع هذا المعدل إلى 30 بالمئة فسيصل إلى أحد العتبات الثلاثة التي تُستخدم لتحديد المجاعة. تشير هذه البيانات إلى كارثة متصاعدة تهدد الأطفال، ما لم يُتخذ إجراء عاجل في بلد تشهد عدة من مناطقه مجاعة أصلاً.

قال شيلدون ييت، ممثل اليونيسف في السودان “إن الأطفال في دارفور يتضورون جوعاً بسبب النزاع، ويُحرمون من المساعدات التي يمكن أن تنقذ حياتهم،”.” حتى قبل أن يبدأ موسم الجفاف بشكل كامل، فإن هذه الأرقام مرتفعة بشكل خطير ومن المرجح أن تزداد سوءًا ما لم يتم اتخاذ إجراءات إنسانية عاجلة. هذه لحظة حاسمة؛ حياة الأطفال تعتمد على ما إذا كان العالم سيختار التحرك أو غض الطرف.”

ارتفاع في كردفان والخرطوم والجزيرة

ووصفت المنظمة الوضع بأنه مقلق أيضًا في أجزاء أخرى من البلاد، حيث ارتفعت معدلات الإدخال لحالات سوء التغذية الحاد الوخيم إلى المراكز بأكثر من 70 بالمئة في شمال كردفان، و174 بالمئة  في ولاية الخرطوم، وبنسبة هائلة بلغت 683 بالمئة في ولاية الجزيرة. ويُعزى ارتفاع معدلات الإدخال في الجزيرة والخرطوم بشكل جزئي إلى تحسن الأوضاع الأمنية والإنسانية، مما سمح للأمهات بالوصول إلى المراكز الصحية للحصول على الدعم.

مع وصول السودان الآن إلى ذروة موسم الجفاف، فإن خطر الوفيات الجماعية للأطفال يتزايد بسرعة في المناطق التي تقترب بالفعل من عتبة المجاعة. ويؤدي تفشي الكوليرا وحالات الحصبة وانهيار الخدمات الصحية إلى تفاقم الأزمة، مما يعرض الأطفال الأكثر هشاشة لخطر أكبر.

مطالبات

ودعت اليونسيف بشكل عاجل كافة الأطراف لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية بشكل سريع وآمن ودون عوائق إلى السكان المتضررين في دارفور وكردفان. كما دعت المجتمع الدولي لتمويل الاستجابة الإنسانية بالكامل ويضمن عدم انقطاع سلاسل التوريد للأغذية العلاجية والإمدادات الطبية. وشددت على ضرورة تجديد الضغط الدبلوماسي على جميع الأطراف لوقف الأعمال العدائية للسماح بوصول المساعدات المنقذة للحياة إلى الأطفال.

وأكدت اليونيسف إنها تحتاج إلى 200 مليون دولار إضافية هذا العام للحفاظ على خدمات التغذية الأساسية وتوسيعها، بما في ذلك علاج سوء التغذية الحاد الوخيم وتوفير الغذاء العلاجي.

Welcome

Install
×