وصول المساعدات الإنسانية لدارفور … بداية الغيث قطرة

توزيع المساعدات الإنسانية في الجنينة بولاية غرب دارفور المصدر: صفحة ولاية غرب دارفور

كمبالا: 4ابريل2024: راديو دبنقا

تقرير: عبد المنعم مادبو

أخيراً وصلت القوافل التي تحمل المساعدات الإنسانية إلى دارفور بعد ان توقفت بسبب سوء الأوضاع الأمنية التي خلفتها الحرب بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، واتهام الحكومة بعض الجهات بإدخال العتاد الحربي لقوات الدعم السريع في بعض المعابر التي تدخل بها قوافل الإغاثة، لكن الأمم المتحدة توصلت إلى تفاهمات مع الحكومة السودانية في مارس المنصرم سمحت بموجبها الأخيرة بدخول 60 شاحنة محملة بمواد الإغاثة إلى إقليم دارفور.

وبموجب تلك التفاهمات دشنت وكالات الأمم المتحدة الأسبوع الماضي إدخال الإغاثة والمساعدات الإنسانية إلى إقليم دارفور عبر معبري الطينة وأدري التشاديتين فوصلت عدة شاحنات إلى مدن الجنينة، زالنجي، نيالا والضعين قادمة عبر من معبر أدري التشادية، وهي تحمل 1364 طن من المواد الغذائية، بينما تتكدس 6 شاحنات منذ أيام في مدينة مليط من المفترض أن تصل إلى عاصمة شمال دارفور الفاشر.

بداية التوزيع

وبدأت المنظمات مباشرة في توزيع المساعدات إلى المحتاجين في مدينة الجنينة ومحلية سربا وهي المناطق الأكثر معاناة إنسانية، وشملت عمليات توزيع الإغاثة الوحدات الإدارية الثلاث لمحلية للمدينة الجنينة، اردمتا، وام دوين في أحياء النيل غرب، والنيل شرق، والوفاق، والجريف، الظهران، والرمان، والقوني، والروضة، والعامرية وهي تشمل زيت، أرز، عدس، وملح وأشارت غرفة طوارئ الجنينة إلى أن التوزيع استهدف فئات الأرامل، والعجزة، وكبار السن، والأسر المتعففة، والمطلقا وقال مقرر غرفة الطوارئ علاء الدين بابكر لراديو دبنقا إن جميع سكان ولاية غرب دارفور تضرروا من الحرب ويستحقون جميعاً الإغاثة، لذلك فان الكميات التي وصلت غير كافية لتغطية حاجة سكان الولاية للغذاء.

5% من الحاجة للمساعدات

وقال والي غرب دارفور التجاني الطاهر كرشوم إن الكميات التي وصلت إلى الجنينة لا تغطي 5% من حاجة سكان الولاية للمساعدات، لجهة إن حجم المجاعة كبير وان المساعدات الإنسانية توقفت عن الإقليم الذي يكتظ بمعسكرات النازحين منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني والدعم السريع قبل عام، إضافة إلى إجراءات المؤسسات الحكومية في بورتسودان وحاكم إقليم دارفور.

وقال كرشوم لراديو دبنقا إن توقف المساعدات عن الإقليم في الفترة الماضية اثر بشكل كبير على المواطنين وتسبب في حالات سوء تغذية كبيرة جداً، وأضاف “حسب تقارير المؤسسات الصحية بغرب دارفور فقد بدأ الأطفال وكبار السن يموتون جوعاً في بعض مناطق الولاية خلال الخمسة اشهر الماضية، وطالب كرشوم بالمزيد من الإغاثة لإنقاذ حياة المواطنين بدارفور.

وانتقد موقف الحكومة الذي حددت بموجبه معابر معينة لإيصال المساعدات إلى الإقليم ليس من بينها معبر ادري، وقال نحن بالنسبة لنا في غرب دارفور الطريق الأفضل هو طريق “أدري- الجنينة” حيث أن مسافته 28 كيلو مترا فقط وهو طريق تم تأهيله بواسطة منظمة “المجلس النرويجي الكنسي” قبل اشهر، تقطعه الشاحنات بنصف ساعة ما يعني أن المساعدات يمكن أن تصل في ساعة أو ساعتين إلى غرب ووسط دارفور وتنقذ طفلا جائعا في هاتين الولايتين ومناطقها المختلفة.

وقال كرشوم ان تأخير وصول المساعدات الى الاقليم اثر بشكل كبير على حياة المواطنين، وتسبب في حالات سوء تغذية وبدأ الاطفال وكبار السن يموتون جوعاً في بعض مناطق الولاية خلال الخمسة اشهر الماضية حسب تقارير وزارة الصحة بالولاية

قرار لتنسيق المساعدات

في جنوب دارفور اصدر الوالي بشير مرسال المتواجد في مدينة بورتسودان قراراً شكل بموجبه لجنة طوارئ إنسانية برئاسة المدير التنفيذي لبلدية نيالا بغرض التنسيق لإدخال المساعدات الإنسانية إلى الولاية وتوزيعها على معسكرات النازحين والمستحقين وفقاً لأسس وضوابط الجهات المانحة للإشراف على وقال نائب مفوض العون الإنساني بجنوب دارفور يحي الدقيل لراديو دبنقا ان القوافل الاغاثية التي وصلت تحمل بشكل اساسي البسكويت العلاجي للتصدي لحالات سوء التغذية التي تفشت في اجزاء واسعة من الولاية وأدت إلى وفاة اعداد كبيرة من الاطفال، واكد ان كميات الإغاثة التي وصلت إلى نيالا عبارة عن ثلاث شاحنات احداهن محملة بالبسكويت العلاجي وشاحنتان محملتان بمواد اصحاح البيئة، وابان ان البسكويت العلاجي بدأ توزيعه اليوم الخميس عبر وزارة الصحة في مراكز التغذية البالغ عددها 93 مركزاً بمحليات الولاية بالتنسيق مع المنظمات العاملة في المجال الصحي، بينما يتم توزيع مواد إصحاح البيئة عبر شركاء منظمة “يونسيف” للنازحين والمتأثرين بالحرب والمجتمع المستضيف، بينما يبدأ توزيع المواد الخاصة بالإصحاح البيئي بداية الأسبوع المقبل.

وأضاف “في تقديرنا هذه المواد إنها بداية الغيث وبداية الغيث قطرة، ومتوقع وصول قوافل أخرى وبكمية أكبر حتى تسهم في معالجة الفجوة الغذائية للمتأثرين وان البسكويت العلاجي سيسهم في حل مشكلة سوء التغذية لكثير من الأطفال في مراكز التغذية العلاجية”

شكاوى النازحين

بعد مرور أكثر من أسبوع على دخول تلك المساعدات إلى جنوب دارفور لا زال النازحون في المعسكرات يجأرون بالشكوى من معاناتهم مع الجوع ويطالبون بالإسراع في إيصالها للنازحين، ودعا شيخ معسكر عطاش شمالي نيالا عبد الرازق حسن جالس- في حديث لراديو دبنقا- مفوضية العون الإنساني والمنظمات الإنسانية بضرورة الإسراع لتوزيع المساعدات لإنقاذ حياة النازحين من الجوع والأمراض، وقال “الآن أمراض سوء التغذية تفتك بالأطفال والمسنين في المعسكرات.

فيما دعا رئيس لجنة الخدمات بمعسكر سكلي جنوبي نيالا الشيخ عبد الله محمدين المنظمات الإنسانية لإيصال الإغاثة إلى المعسكر، وقال لراديو دبنقا إن النازحين يفتقدون الغذاء والدواء ولم تصلهم مساعدات منذ أعوام في ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائية وعدم وجود فرص عمل توفر سبل كسب العيش.