عثمان فضل الله: البلاغات لقطع الطريق أمام أي حوار بين تقدم وقيادة الجيش

الدكتور عبدالله حمدوك في اجتماعات الهيئة القيادية لتنسيقية القوى المدنية تقدم - ابريل 2024

اعتبر الأستاذ عثمان فضل الله، الكاتب والصحفي، أن التصعيد ضد قوى الحرية والتغيير و (تقدم) كان متوقعا باعتبار أن الأوضاع في السودان الآن باتت تحت سيطرة الإخوان المسلمين. وقال في حديث لراديو دبنقا إن الحرب بالنسبة للإسلاميين هي في الأساس ضد الحرية والتغيير و (تقدم) وضد قوى الثورة بشكل أساسي وظلوا يضغطون منذ بداية الحرب لفتح بلاغات ضد قوى الحرية والتغيير والقوى السياسية الأخرى، والآن بعد أن استتب لهم الأمر بشكل نهائي كان متوقعا أن يمضوا قدما في هذا الاتجاه. وأضاف عثمان فضل الله إن هناك حالة من عدم الثقة بين الإسلاميين وقيادة القوات المسلحة، ولذلك كان لابد من قطع الطريق أمام أي محاولة للتفاوض معها أو الجلوس معها باعتبارها قوى مجرمة وبالتالي كان متوقعا اتخاذ خطوات خصوصا وأنه في اجتماع قيادة (تقدم) في أديس ابابا جرى الحديث عن موافقة القائد العام على لقاء دكتور عبد الله حمدوك.

ممارسة إنقاذيه بامتياز
وأشار عثمان فضل الله إلى أن خطوة فتح البلاغات في مواجهة قيادات (تقدم) جاءت استباقا لاحتمالات انعقاد مثل هذا اللقاء، وأن مثل هذا النوع من الإجراءات أصبحت معتادة في السياسة السودانية منذ 30 يونيو 1989 حيث تم فتح بلاغات في مواجهة معظم القيادات السياسية المعارضة للإنقاذ، بل أن بعضهم صدرت ضده أحكام بالإعدام.
وأشار الأستاذ عثمان فضل الله في حديثه لراديو دبنقا إلى أن نائب رئيس مجلس السيادة الحالي، مالك عقار، كان قد حكم عليه بالإعدام في بلاغ مماثل في العام 2014. ووصف مثل هكذا إجراء بأنه متوقع ينم عن تخبط وعن عدم ثقة بين الإخوان المسلمين وقيادة الجيش ولذلك لم يكن مثيرا للدهشة.

لا مانع من الاتفاق مع الدعم السريع
وحول عدم فتح بلاغات حتى الآن في قيادات قوات الدعم السريع التي تخوض حربا مفتوحة ضد الجيش السوداني، شدد الأستاذ عثمان فضل الله في حديثه لراديو دبنقا على أن الحرب لم تكن في أي لحظة ضد الدعم السريع وأن هذا الأخير لم يكن على الإطلاق هدفا أساسيا للإسلاميين. ولم يستبعد أن يتم الاتفاق مع الدعم السريع اليوم قبل الغد إذا تخلى عن قضية الثورة وتبنيه للشعارات الثورية وقد قيل هذا الكلام بصراحة في ندوة أقيمت في عطبرة قبل أيام ونظمها الإسلاميون تحت شعارات المقاومة الشعبية وبحماية عسكرية عالية وبحضور حكومي لافت. وتم الحديث في هذه الندوة بوضوح شديد عن أن المشكلة ليست الدعم السريع، بل القوى السياسية.

شيطنة القوى السياسية
وأوضح الأستاذ عثمان فضل الله أن كل عمل الإسلاميين موجه حاليا لشيطنة القوى السياسية، وتوقع أنه في حال لم تمض الأمور كما يشتهي الإسلاميون أن ندخل في مرحلة الاغتيالات والتفجيرات ضد القوى السياسية لأن حربهم التي أشعلوها هدفها القوى السياسية. وبالتالي فإن هدفهم الرئيسي حاليا هو القضاء على القوى السياسية وفي مقدمتها القوى المنضوية تحت راية (تقدم) التي تشكل بالنسبة لهم الخطر الأكبر في المرحلة الحالية.