وزير الصحة : ارتفاع كثافة الأيديس إلى 30% و تفشي حمى الضنك رغم حملات الرش

تنتج حمى الضنك عند الإصابة بعدوى فيروسية تنتقل بوساطة البعوض - المصدر منظمة الصحة العالمية
الخرطوم : كمبالا: 14 سبتمبر 2025: راديو دبنقا
كشف وزير الصحة الدكتور هيثم إبراهيم، عن تفشي غير مسبوق للبعوض الناقل لحمى الضنك والملاريا في السودان. وأكد أن كثافة بعوض الأيديس بلغت 30%، في وقت كانت نسبة 5% فقط كافية لإحداث انفجار وبائي.
وأوضح الوزير في مقابلة مع برنامج إعمار على قناة السودان مساء أمس السبت، أن هذا الارتفاع لم تشهده البلاد، مشيراً إلى أن الرش بالمبيدات لا يجدي كثيراً لأن البعوض ينشط نهاراً في البيوت المغلقة وتتكاثر يرقاته في العربات المكسرة والأنقاض، فيما يظل الرش بالطائرات مساهمته محدودة جداً.
وأشار إلى أن حمى الضنك، رغم أنها لا تسجل وفيات عالية، إلا أنها تسبب مراضة مرتفعة وتؤثر على الأسرة بأكملها، لافتاً إلى وجود أربعة أنواع منها في السودان. ودعا الوزير إلى إزالة الأنقاض والمشاركة المجتمعية، للحد من تكاثر البعوض، مع تكثيف الحملات في جميع المحاور، خصوصاً التفتيش المنزلي لليرقات.
11 مليار دولار خسائر القطاع الصحي
في ملف القطاع الصحي، أكد الوزير أن التقييم الفعلي لخسائر المؤسسات الصحية لم يبتعد كثيراً عن التقديرات السابقة التي بلغت 11 مليار دولار. وأوضح أن أغلب المباني الصحية تعرضت لدمار جزئي، بينما طال الدمار الكلي عدداً قليلاً منها، في حين كانت الأجهزة والمعدات الطبية الأعلى كلفة. كما تعرض القطاع لاعتداءات مباشرة على 500 مؤسسة صحية، وفقد أكثر من 120 كادراً صحياً أثناء تأدية واجبهم.
وأشار إلى أن تكلفة عودة المواطنين إلى ولاية الخرطوم ارتفعت من 400 مليون دولار إلى مليار و200 مليون دولار حالياً، موضحاً أن الخرطوم تعرضت لأضرار أكبر من غيرها من الولايات بسبب طول فترة تواجد قوات الدعم السريع فيها. وفي دارفور، أكد أن مؤسسات صحية كثيرة تعرضت للتدمير، رغم غياب التفاصيل الدقيقة.
ولفت الوزير إلى أن عمليات النهب للأدوية والإمدادات الطبية أدت إلى نقص يتراوح بين 300 و500 مليون دولار، وأن ثلاثة مصانع دواء فقط من أصل 26 ما رهن الخدمة في الخرطوم، فيما من المتوقع أن تدخل سبعة مصانع أخرى الخدمة بنهاية العام. وأضاف أن نسبة الوفرة الدوائية تحسنت لتصل إلى 75% وفق أحدث التقارير مقارنة بـ42% في 2023، رغم مديونية القطاع التي تصل إلى 70 مليون دولار.
وأكد الوزير أن منظمة الصحة العالمية أبدت رغبتها في توثيق تجربة السودان في صمود النظام الصحي خلال الحرب، مشيراً إلى أن الحرب فرضت نظاماً لا مركزياً ساهم في استمرار عمل القطاع رغم الظروف الصعبة. وأوضح أن وزارته وضعت حزمة تدابير للاستفادة من الكوادر الصحية المتوفرة في الولايات، مع تدريب الأخصائيين واستبقاء 1000 أخصائي بالولايات
كما أشار إلى مشاريع مستقبلية لزيادة إنتاج الأدوية والمستلزمات الطبية، تشمل إنشاء مصانع للشاش والقطن في النيل الأزرق، وأمصال العقارب في الشمالية، والمحاليل الوريدية في النيل الأبيض، مما سيعزز قدرة السودان على الاستغناء عن الاستيراد وتحسين وفرة الإمدادات الطبية