وزير الخارجية السابق عمر قمر الدين: وقف الحرب صعب لكنه ليس مستحيلا

وزير الخارجية السابق عمر قمر الدين - ارشيف

أمستردام : 1 ديسمبر 2023 :راديو دبنقا

قال وزير الخارجية السوداني السابق عمر قمر الدين إنه من الصعب جدا اليوم أن تجد من ينادي باستمرار الحرب سوى قلة قليلة في طرفي النزاع (الجيش والدعم السريع).واعرب في مقابلة مع راديو دبنقا مساء الخميس (حول وقف الحرب والتوثيق الانتهاكات ) ينشر الحزء الاول منها الخاص بوقف الحرب بوم الاثنين اعرب عن اعتقاده بأن غالبية السودانيين اليوم يدعون إلى وقف الحرب، مشيرا إلى ما تخبر عنه وسائل التواصل الاجتماعي في هذا الصدد من تعليقات السودانيين. وتابع قمر الدين قائلا “وهذا أمر ضروري (وقف الحرب) لأنه لا يمكن تحقيق شيء من دونه”. وقال قمر الدين إنه لا بد من توحيد جهود المدنيين لوقف الحرب التي يشهدها السودان منذ ما يقرب من ثمانية أشهر. واعرب عن اعتقاده بأن هذه المهمة (توحيد جهود المدنيين) ممكنة وليست مستحيلة.

وتابع قائلا إن “ما تم في أديس أبابا ونيروبي وأماكن أخرى هي محاولات جيدة جدا وبدايات هامة، لكن يجب طرح رؤية محددة لكيفية وقف الحرب، وماذا يتم بعد وقف الحرب”. وأضاف أنه “في ظل استمرار الحرب ومعاناة المواطنين تعاني البلاد وينهار الاقتصاد.” وأشار بصورة خاصة إلى استمرار تشرد المواطنين ونزوحهم.

واعرب عن اعتقاده بصعوبة وقف الحرب في ظل تعنت طرفي الصراع، لكنها ستدرك قائلا إن المتحاربين من الجهتين قد اصابهما التعب من مواصلة القتال. وتابع قائلا إن التوصل إلى وقف لإطلاق النار يمكن أن يكون مرحلة أولى، مضيفا أن الأمر يمكن أن يكون “ممرحلا” حسب تعبيره، بحيث يتوقف القتال لأسبوع مثلا ثم لأسبوعين بعدها وهكذا.

وأضاف أن هناك تعقيدات كثيرة تعترض وقف الحرب، مشيرا إلى وجود قوات الدعم السريع في المدن ومواصلتها الحرب في مختلف الجبهات.

وأشار قمر الدين إلى تدخل القيادات الأهلية في مدينة الفاشر وما وصفها بالتفاهمات بين حركات الكفاح المسلح والدعم السريع من جهة وبينها وبين الجيش من جهة أخرى، معتبرا ذلك “نموذجا يمكن أن يوقف التهديد المباشر للفاشر”.

واعرب عن اعتقاده بأن هذا النموذج “يمكن أن يستمر فيما بعد لتهدئة الأوضاع في دارفور وفي كردفان إلى أن نصل إلى تهدئة الأوضاع في الخرطوم”.

وتابع قائلا “إذا كان الناس جادين في منبر جدة، فليعملوا على وقف إطلاق النار أولا”. واعرب عن اعتقاده بأن “وقف الحرب يبدأ بوقف إطلاق النار”.

وقال إن وقف إطلاق النار “يجب أن يكون بإشراف دولي وحسب القواعد المعمول بها في كل العالم”، أي أن يبدأ بمدة قصيرة ثم يمدد لفترات اطول لبناء الثقة بين الأطراف المتحاربة”.

واعرب عن اعتقاده بأنه يجب أن يكون هناك تحذير شديد للطرف الذي سيخرق وقف إطلاق النار بأنه سيدفع ثمن ذلك.

وتابع قائلا إن المرحلة الأساسية والأولى هي الاتفاق على وقف لإطلاق النار وبقاء الجنود في أماكنهم حتى يوضع جدول لسحب القوات من داخل المدن.

وأضاف “هذه هي المرحلة الأساسية والأولى، ومن غيرها لا يمكن ان تقف الحرب”. وطالب قمر الدين المدنيين أن “يرفعوا أصواتهم لإدانة هذه المآسي وهذا العنف وأن يتحدوا فيما بينهم لتكوين رأي محدد بشأن كيفية إعادة الحكم للمدنيين، وهذه مرحلة ثانية”.

واضاف أن هناك مرحلة أخرى هامة هي تكامل جهود السودانيين في الخارج للضغط على الدول التي يقيمون فيها لكي تشجع على وقف إطلاق النار ومنبر جدة.

وتابع قائلا “كلما اسرعنا في تنفيذ هذه الخطوات وكلما توجه السودانيون لمساعدة القوى المدنية لاستلام السلطة، كلما قصر زمن المعاناة والنزوح والانتهاكات والقتل والتفرقة الجارية حاليا”.

ولفت إلى أن الحرب في قطاع غزة والحرب في أوكرانيا تحظيان بتركيز التغطية في وسائل الإعلام العالمية.

وتابع قائلا إن هناك مهام يجب القيام بها عقب وقف الحرب مثل إعادة النازحين إلى مناطقهم. وقال قمر الدين إن ما دمرته الحرب خلال الشهور الثمانية الماضية يحتاج إلى سنوات قادمة لإصلاحه.

وأشار إلى أن على السودانيين أن يدركوا ما تتطلبه إعادة الإعمار بعد الحرب من وقت طويل وصبر شديد، مضيفا “عليهم أن لا يستعجلوا النتائج وأن يخرجوا من خانة التخوين والهجوم على بعضهم البعض”.

واضاف قمر الدين أن التخوين لا يؤدي إلى شيء سوى استمرار الوضع الكارثي في السودان.