واشنطن تدعو لهدنة بالسودان في العام الجديد
وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو Copyright: 2025 Agencia Press South
أمستردام :20 ديسمبر 2025 :راديو دبنقا
دعا وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إلى التوصل لهدنة إنسانية في السودان، وأشار إلى أن العام الجديد يمثل فرصة لذلك، وحضّ الدول على استخدام نفوذها لإحلال السلام.في الاثناء أدان أعضاء مجلس الأمن، بشدة، الهجمات الشنيعة والمتعمدة التي شنتها طائرات مسيّرة في 13/ ديسمبر 2025 على قاعدة الأمم المتحدة اللوجستية في كادوقلي، بولاية جنوب كردفان، والتي أسفرت عن مقتل ستة من حفظة السلام، من بنغلاديش، وإصابة تسعة آخرين
وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ، الجمعة، إن هدف واشنطن الفوري بشأن السودان هو وقف الأعمال القتالية قبل العام الجديد، مما يسمح للمنظمات الإنسانية بإيصال المساعدات.
وأضاف: “نعتقد أن العام الجديد والأعياد المقبلة تمثّل فرصة عظيمة لكلا الجانبين للاتفاق على ذلك، ونحن نبذل قصارى جهدنا في هذا الصدد”.
وقال روبيو إن دولا تُقدّم الأسلحة للأطراف المتحاربة، بما في ذلك شحن الأسلحة، خاصة لقوات الدعم السريع، وأشار إلى أنه أجرى محادثات “صحيحة ومناسبة” مع جميع أطراف الصراع، “لأنه دون دعمهم، لا يمكن لأي من الطرفين الاستمرار. ولهذا السبب انخرطنا مع الأطراف المعنية في كل هذا”.
وأردف: “نعتقد أن الأطراف الخارجية لديها النفوذ والتأثير على الأطراف الفاعلة على الأرض لتحقيق هذه الهدنة الإنسانية، ونركّز على ذلك بشدة”.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد ذكر الأسبوع الماضي أنه سيتدخل لوقف الحرب في السودان.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يشهد السودان حربا بين الجيش والدعم السريع، أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو 13 مليون شخص، وانتشار المجاعة على نطاق واسع.
وقال روبيو إن كلا الجانبين انتهكا التزاماتهما، وأعرب عن قلقه إزاء التقارير الجديدة التي تفيد بتعرّض قوافل مساعدات إنسانية لهجمات، مشيرا إلى أن “ما يحدث هناك مروع وفظيع”.
تهديد أفريقي
في سياق متصل، أكد مبعوث الاتحاد الأفريقي لدى السودان محمد بلعيش، الجمعة، أن الاعتداءات الممنهجة التي ترتكبها قوات الدعم السريع ضد المدنيين وقتل الأبرياء وتدمير البنى التحتية أفعال مدانة بأشد العبارات، وأن مرتكبيها لن يفلتوا من العقاب.
جاء ذلك في تصريحات للمبعوث الأفريقي عقب لقائه رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان بمدينة بورتسودان، حسب وكالة الأنباء السودانية.
وأشارت الوكالة إلى أن بلعيش سلّم البرهان رسالة خطية من رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي محمود علي يوسف.
وقال بلعيش إن اللقاء شكّل فرصة قيّمة للتشاور حول أنجع السبل للدفع بالجهود المبذولة وطنيا وإقليميا ودوليا لتأمين استقرار وأمن السودان، بوصفه بلدا محوريا في المنطقة وركيزة أساسية للمنظمة الأفريقية.
وشدد على الالتزام التام والثابت لرئاسة المفوضية ومجلس السلم والأمن الأفريقي بدعم سيادة السودان ووحدته، مؤكدا أنه لا مجال لوجود أي مؤسسة موازية على أرض السودان.
وجدد تأكيد أهمية الحل السياسي السلمي عبر حوار وطني شامل، وهو ما تسعى إليه من خلال آلية تضم الاتحاد الأفريقي، ومنظمة إيغاد، والأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، والاتحاد الأوروبي، وفق المصدر نفسه.

مجلس الأمن يدين الهجمات على قاعدة أممية في كادوقلي
في نيويورك أدان أعضاء مجلس الأمن، بشدة، الهجمات الشنيعة والمتعمدة التي شنتها طائرات مسيّرة في 13/ ديسمبر 2025 على قاعدة الأمم المتحدة اللوجستية في كادوقلي، بولاية جنوب كردفان، والتي أسفرت عن مقتل ستة من حفظة السلام، من بنغلاديش، وإصابة تسعة آخرين.
وأعرب أعضاء مجلس الأمن – في بيان أصدروه اليوم الجمعة – عن قلقهم البالغ إزاء هذا الهجوم المتعمد على قاعدة يونيسفا وعلى حفظة السلام.
وقالوا إن هذا الهجوم يمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي، ويُشكل تهديدا خطيرا للسلم والأمن الدوليين.
واستنكر أعضاء مجلس الأمن، بأشد العبارات، استهداف حفظة السلام الأممين، وجميع الهجمات والاستفزازات ضد يونيسفا، ودعوا إلى محاسبة المسؤولين عن هذه الهجمات دون تأخير.
كما أكدوا مجددا أن الاعتداءات على قوات حفظ السلام قد تُشكل جرائم حرب بموجب القانون الدولي، وذكّروا جميع الأطراف بالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني.
ودعوا الأمم المتحدة إلى الإسراع في التحقيق في هذه الاعتداءات بدعم من قوة يونيسفا، وإطلاع الدولة المساهمة بقوات على التقدم المُحرز بما يتوافق مع قراري مجلس الأمن 2518 (2020) و2589 (2021).
ودعا أعضاء مجلس الأمن السلطات المضيفة إلى اتخاذ كافة الخطوات المناسبة لدعم سلامة وأمن جميع مباني الأمم المتحدة وموظفيها وقوات حفظ السلام، وحثوا السودان وجنوب السودان على تقديم الدعم الكامل لقوة يونيسفا وعملياتها.
وشددوا على ضرورة تعزيز التعاون بين السودان وجنوب السودان، لما له من أهمية بالغة في تحقيق السلام والأمن والاستقرار في أبيي.
وأشار أعضاء مجلس الأمن إلى التفعيل الفوري لإجراءات إدارة الأزمات الخاصة بقوة يونيسفا، ورحبوا بالمساعدة التي قدمتها القوات المسلحة السودانية في علاج الجرحى، فضلا عن الجهود المبذولة لإجلاء المصابين وإعادة جثامين جنود حفظ السلام المتوفين إلى أوطانهم.
وأكد أعضاء مجلس الأمن مجددا ثقتهم الكاملة في الشجاعة والمهنية التي أظهرها حفظة السلام، ودعمهم الثابت لقوة يونيسفا والدول المساهمة بقوات التي يخاطر حفظة السلام التابعون لها بحياتهم من أجل توفير السلام والأمن في أبيي.
يونيسفا تُخلي قاعدتها في كادوقلي
على صعيد ذي صلة، أعلنت قوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة لأبيي (يونيسفا) أنها ستخلي قاعدتها اللوجستية في كادوقلي، في أعقاب “الهجوم الشنيع”.
وقالت البعثة في بيان: “يأتي هذا القرار، الذي تم إبلاغه للسلطات المختصة، بعد تقييم شامل للوضع الأمني السائد في كادوقلي، والذي أعاق قدرة الأمم المتحدة على العمل في المنطقة”.
تأسست يونيسفا عام 2011 في أبيي، المنطقة المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان. وتشمل ولايتها مراقبة عملية إعادة انتشار القوات من المنطقة والتحقق منها، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، وحماية المدنيين.
وفي الشهر الماضي، أبلغت مارثا بوبي، الأمينة العامة المساعدة للأمم المتحدة لشؤون أفريقيا، مجلس الأمن بأن التقدم على المسار السياسي كان بطيئا منذ بدء حرب السودان عام 2023، وأن الاستقرار السياسي في جنوب السودان كان بطيئا أيضا. وقالت أيضا إن البيئة العملياتية في كادوقلي “أصبحت غير قابلة للاستمرار”، وإن القتال يُعرّض قوات حفظ السلام للخطر.
وأكدت قوة يونيسفا التزامها بتنفيذ ولاية آلية التحقق والرصد الحدودية المشتركة، مشيرة إلى أنها تتابع عن كثب التطورات على أرض الواقع، و”ستعيد النظر في استئناف أنشطتها في كادوقلي حالما يسمح الوضع بذلك”.


and then