هيئة شئون الأنصار: الحرب أدت لانقسام مجتمعي حاد وستفتح الباب لداعش

عدد محدود من المصلين في صلاة العيد بمسجد ودنوباوي بأمدرمان الذي يتبع لهيئة شئون الأنصار -المصدر صفحة الهيئة على فيسبوك

أمستردام: 10 ابريل 2024: راديو دبنقا

حذرت هيئة شئون الأنصار من أن تؤدي هذه الحرب، في حال استمرارها، إلى فتح الباب لدخول الدواعش إلى السودان، مبينة إنها ستجعل من السودان ساحة لحرب إقليمية وربما دولية، مشيرة إلى نذر التدخل في البحر الأحمر مما ينذر بحرب لا تبقي ولا تذر.

قالت الهيئة، في خطبة عيد الفطر الموحدة، إن الحرب الدائرة في السودان إلى ظهور ممارسات في التمثيل بالجثث، وحزِّ الرؤوس، وسلخ جلود الموتى، كأنهم بهائم.

وكان جنود يتبعون للقوات المسلحة ظهروا في مقاطع فيديو وسائل التواصل الاجتماعي في وقت سابق حزوا فيها رؤوس عدد من المواطنين، كما نشر مقطع فيديو آخر لجنود في الجيش يسلخون جلد أحد القتلى ويبقرون بطنه. وأعلنت القوات المسلحة الشروع في التحقيق في الحادث ولكنها لم تعلن عن نتائجه.

وأكدت الهيئة إن الحرب الدائرة متجردة من أي شرعية وطنية أو دينية أو أخلاقية، وجددت نداءها لقيادة القوات المسلحة وقيادة الدعم السريع بإيقاف هذه الحرب فورا مبينة إنها حرب لا منتصر فيها، وإن الخاسر فيها هو الوطن والإنسان السوداني.

صورة: على اليمين خطبة العيد في مسجد ود نوباوي بأمدرمان – على اليشار خطبة العيد في منطقة الهدى بالجزيرة

انقسام في المجتمع

وأشارت الهيئة إلى أن الحرب أدت إلى انقسام حاد في المجتمع ما بين مؤيد للجيش ومؤيد للدعم السريع، بجانب انتشار خطاب الكراهية في وسائل التواصل الاجتماعي إلى درجة القطيعة بين أفراد الأسرة الواحدة، واعتبرتها ظاهرة غير مسبوقة في تاريخ السودان، مع تفشي ظاهرة الإشاعات والتخوين والقتل على الهوية.

وتصاعدت وتيرة الاشتباكات القبلية في ظل الحرب كما وظف الطرفان سلاح التحشيد القبلي خلال القتال الجاري

قتل ودمار

وأدانت الهيئة قتل عشرات الآلاف من الأبرياء المدنيين السودانيين، وتشريد الملايين، جراء الحرب، كما استنكرت الانتهاكات الفظيعة، ومنع وصول الإغاثة والمساعدات الإنسانية؛ واستباحة الجزيرة والجنينة وولاية الجزيرة، وبعض مناطق النيل الأبيض.

بحسب احصائيات موثوقة فإن الحرب التي توشك ان تنهي عامها الأول أدت لمقتل 13 الف، ونزوح ولجوء 8,5 مليون، كما يعاني النازحون والمواطنون في مختلف المناطق بسبب عرقلة وصول المساعدات.

وأكدت إن الحرب أدت لفقدان المواطنين ممتلكاتهم كما دمرت الكثير من مرافق الدولة، والمصانع، وشركات القطاع الخاص والعام، ونهبها، وحرقها، بجانب تدمير البنية التحتية من الطرق والكباري وكثير من المرافق العامة الخدمية والصحية والتعليمية.

صورة: خطبة العيد بمسجد الأنصار في النهود بغرب كردفان

آثار كارثية

ولفتت هيئة شئون الأنصار في خطبة العيد الموحدة إلى اختفاء مؤسسات الدولة تماما وتخليها عن أداء مهامها الخدمية، والغياب التام لتأمين المدنيين، فصار المواطن هو المسئول عن حماية نفسه إن ملك أدوات الحماية، وسط اتهامات من طرفي الحرب إنه موال للطرف الآخر. وأدانت اعتقال عدد النشطاء وأعضاء الهيئة بواسطة استخبارات الجيش.

وقالت إن من آثار الحرب تعطيل الدراسة لمدة عام كامل في كل المراحل التعليمية، مما يؤثر على مستقبل أبناء السودان خاصة الذين هم في المرحلة الابتدائية والمراحل النهائية مما ينذر باتساع قاعدة الفاقد التربوي والمشردين.

وتكتظ المدارس في المناطق الآمنة بالنازحين من مناطق الحرب مما أدى لعدم استئناف الدراسة في معظم ولايات البلاد رغم القرارات الصادرة في هذا الشأن.

 وأشارت الهيئة إلى تدمير ممنهج للوثائق والمستندات، ونهب الآثار والمتاحف، وتدمير المكتبات والمؤسسات الثقافية، والتحف النادرة، وتخريب وحرق للدور التي تختزن ذاكرة الأمة السودانية.

صورة: صلاة العيد في مسجد الأنصار بالجبلين في النيل الأيض

حسرة في كل بيت

قالت هيئة شئون الأنصار أن الحرب أدخلت الحسرة في كل بيت من بيوت السودان وأضافت: ولولا أن العيد شعيرة إسلامية لما احتفلنا به هذا العام.

وجددت تأكيدها أن هذه الحرب فتنة بين أبناء الوطن الواحد وستقضي على الأخضر واليابس، وطالبت بإيقافها وحل الخلاف بالوسائل السلمية، مبينة إن عدم إيقافها ستترتب عليه آثارٌ كارثية على الإنسان وعلى البلاد.

واتهمت من وصفتهم بدعاة الحرب بالاندفاع في تشجيعها وإذكاء نارها وتخوين كل من يدعو لإيقافها.

ولم يتم انتخاب إمام للأنصار بعد بوفاة السيد الصادق المهدي بينما يشغل الدكتور عبد المحمود أبو منصب الأمين العام للهيئة.