هل سترجح المسيّرات الإيرانية كفة الجيش.. كما فعلت في التيغراي وما دورها في معارك أم درمان الأخيرة؟

صورة لمهاجر-6 من منبر الدفاع الأفريقي

صورة لمهاجر-6 من منبر الدفاع الأفريقي

الثلاثاء : 20 فبراير 2024 (راديو دبنقا)

تقرير: عبد المنعم شيخ إدريس| واشنطن

هل سترجح المسيّرات الإيران كفة الجيش.. ؟ يدور هذا السؤال في ذهن المراقبين العسكريين لتزامن تقدم الجيش على الدعم السريع في محور أم درمان، مع إستلام القوات المسلحة مسيّرات إيرانية الصنع من نوع مهاجر-6، فهل يؤدي الحصول على هذا النوع من الأسلحة إلى إحراز نصر كبير كما حدث مع الجيش الإثيوبي في حربه ضد جبهة تحرير شعب التيغراي التي وقعت إتفاق سلام أشبه بإلاستسلام قبل نحو عام ونص العام؟

هل سترجح المسيّرات الإيران كفة الجيش..؟

أكد تقرير نشره منبر الدفاع الأفريقي المتخصص في الشؤون العسكرية إستلام للجيش مسيّرات مهاجر-6

وقال الموقع إن خبرائه العسكريين تمكنوا من التعرف على نوع المسيرّات التي يستخدمها الجيش السوداني من خلال الصور التي نشرها الدعم السريع على الإنترنت لمسيرّات أسقطها خلال العمليات العسكرية.

.وأضاف الموقع أن صور الأقمار الإصطناعية التي نشرتها شركة «بلانيت لابز» يناير الماضي  تُظهر مسيَّرات مهاجر-6 ومركبة للتحكم الأرضي على المدرج في «قاعدة وادي سيدنا الجوية» على على بعد نحو 22 كيلومتراً من العاصمة الخرطوم.

المقدم/م محمد نور أبو خلف

وهذا هو الموعد تقريباً الذي أعلن فيه الجيش السوداني بداية مرحلة جديدة من عملياته العسكرية وأدت إلى إحراز تقدم في منطقة سلاح المهندسين في الأسبوع الأول من شهر فبراير الحالي، وفي حواره مع راديو دبنقا قال المقدم/م محمد نور أبو خلف، الأمين العام للقيادة المركزية العليا للضباط وضباط الصف المتقاعدين، وهو ضابط سابق بسلاح المظلات، أعرب عن إعتقاده بأن معركة المهندسين قد استخدم فيها الجيش السوداني مسيرات مهاجر-6 الإيرانية، وأضاف أن القوات المسلحة السودانية قد استخدمتها في الضربات الإستباقية التي فتحت الطريق للقوات القادمة من وادي سيدنا، لكنه أشار إلى أن الجيش لم يبق في المنطقة بعد السيطرة عليها:

الإعتماد على الطيران

وتطابقت وجهتا نظر الخبراء الذين استند إليهم منبر الدفاع الأفريقي ووجهة نظر المقدم / م أبو خلف في أن استخدام مسّيرات مهاجر-6 الإيرانية تؤكد أن الجيش السوداني لا يزال يعوِّل على الهجمات الجوية والأسلحة الثقيلة ضد قوات الدعم السريع، وقال أبو خلف لراديو دبنقا إن إدرة المعركة منذ البداية تؤكد أن الجيش السوداني يحاول الإعتماد على الهجمات الجوية لإفتقاره للمشاة بسبب ما حل بالجيش السوداني من “فساد” وذلك ما جعله يعتمد على قوات الدعم السريع كمشاة:

وحول وجود قوات العمل الخاص والمستَنفرين وغيرهم كمشاة للجيش السوداني قال  المقدم/ م أبو خلف لراديو دبنقا إنهم يفتقرون إلى التدريب والمقدرات الكافية لخوض حرب المدن، وأضاف أنهم ليسوا قادرين حتى الآن على السيطرة على مناطق والحفاظ عليها، ما جعل الجيش السوداني في موقف دفاع في معظم العمليات العسكرية:

واستعرض المقدم / م أبو خلف مقدرات مهاجر-6 القتالية، وقال راديو دبنقا إن هذه المسيّرات الإيرانية لديها قدرات هجومية وإستطلاعية في الوقت نفسه، ويمكنها حمل عددا من الصواريخ، ولديها دقة شديدة في التصويب، وأشار إلى أن تلك الميزات ليست موجودة لدى المقاتلات الجوية الأخرى مثل الميج وغيرها ما أدى إلى وقوع أخطاء أسفرت عن مقتل عدد من المدنيين:

ولكن ما هي قدرة قوات الدعم السريع على إستهداف مسيّرات مهاجر-6 وهل لديها المضادات الكافية، خصوصاً مع إنتشار صور لمسيّرات أسقطتها قوات الدعم السريع؟

أجاب المقدم / م أبو خلف على السؤال بأن قوات الدعم السريع لديها المضادات المناسبة لمهاجر-6، وقال إن “التاتشرات” التي تستخدمها قوات الدعم السريع فيها مدافع تستخدمها في عملياتها الأرضية لكنها هل أصلاً مضادات للطيران، وأضاف أن بعض هذه الأسلحة جاءتها من الخارج وبعضها الآخر أستولت عليها من مصانع الجيش السوداني:

تجربة الجيش الإثيوبي

وكانت مواقع غربية من بينها موقع “بيلنجكات” قد نشرت تقارير حول إستخدام الجيش الإثيوبي مسيّرات إيرانية وغيرها في حربها في أقليم التيغراي. وقد تمكن الجيش الإثيوبي من الحاق هزيمة بمقاتلي التيغراي أدت إلى توقيعهم إتفاقاً في بريتوريا بجنوب أفريقيا يشبه اتفاق الإستسلام

فـ هل سترجح المسيّرات الإيران كفة الجيش كما رجحت كفة الجيش الإثيوبي في التيغراي؟

الإجابة هي لا حسب المقدم / أبو خلف، ويبرر ذلك في حديثه لراديو دبنقا بأن الجيش الإثيوبي كانت لديه الأعداد الكافية من المشاة للحفاظ على التقدم لمحرز عبر المسيرات، وأشار أبو خلف أيضاً إلى ارتفاع تكلفة إستخدام المسيّرات التي قال إنها ستكفل للجيش بعض التقدم لكنها لن تحسم المعركة حسب قوله:

الجدير بالذكر أن لقوات الدعم السريع أيضاً مسيراتها الخاصة، وقال منبر الدفاع الأفريقي إنها تستخدمها في المراقبة بجانب بعض المهام الأخرى، بجانب إمتلاكه صواريخ أرض جو قادرة على إسقاط المسيَّرات والطائرات الأخرى، حسب الموقع.