هدوء حذر في كرينك بعد مجزرة الأحد الدامية .. وسقوط أكثر من 160 قتيلا بغرب دارفور

شهدت منطقة كرينك بولاية غرب دارفور هدوءاً حذراً، يوم الاثنين بعد هجوم دامٍ، راح ضحيته أكثر من 160 قتيلاً و أكثر من 110 جريحاً صباح الأحد .

 

شهدت منطقة كرينك بولاية غرب دارفور هدوءاً حذراً، يوم الاثنين بعد هجوم دامٍ، راح ضحيته أكثر من 160 قتيلاً و أكثر من 110 جريحاً  صباح الأحد .

وقال المواطن أحمد محمد لراديو دبنقا إن قائمة القتلى خلال الهجوم الذي استمر لست ساعات، واستخدمت فيه الأسلحة الثقيلة،  شملت 6 من المعلمين وعدد من أفراد الشرطة والموظفين بجانب عدد من المصلين في المسجد .

وأوضح إن من بين القتلى 17طفل منهم 4 اشقاء وأكثر من 27 امراة، وأشار إلى عدم تمكن المواطنين من نقل الجرحى إلى الجنينة بسبب سيطرة المليشيات على الطرق وحصارها المدينة منبهاً إلى ضعف الخدمات الصحية في المدينة .

وأوضح إن آلاف المواطنين الذين فروا إلى الحامية يعيشون أوضاع مأساوية تحت أشعة الشمس الحارقة في نهار رمضان ، وقال إن المواد الغذائية التي بحوزتهم شارفت على النفاد.

مطالبة بمحاسبة القوات المشتركة التي فرت من القوات المهاجمة في كرينك:-

وقال السلطان ، سعد بحر الدين،  سلطان دار مساليت إن القوات المشتركة فرت من أرض المعركة في كرينك يوم الأحد وانسحبت من مواجهة المجموعات المهاجمة بعد ثلاثة دقائق من بدء الهجوم .

واعتبر السلطان سعد، في مقابلة مع برنامج السودان اليوم في راديو دبنقا، انسحاب القوات جريمة لا تغتفر مطالباً بمحاسبة القوات المنسحبة وقياداتها .

وأشار إلى استباحة كرينك بصورة تامة وسقوط 168 شهيداً و98 جريحاً ، وحرق عدد كبير من المنازل ونهب الممتلكات ونبه إلى العثور على أربعة جثث من المجموعات المهاجمة .

وقال إن القوات المهاجمة قدمت من مختلف أرجاء دارفور مبيناً إن الولاية تشهد سيولة امنية مشيراً إلى غياب الدولة في جميع ارجاء البلاد .

واتهم السلطان سعد بحر الدين أفراد من بعض الأجهزة الأمنية بالتواطؤ في الهجوم على كرينك بولاية غرب دارفور .

وحمّل في بيان الدولة وأجهزتها الأمنية مسئولية ما يجري في الولاية مطالباً بالمحاسبة الفورية للمسئولين وضرورة التحرك العاجل. وطالب السلطات بفرض هيبة الدولة  وحماية المواطنين وفي حال تعذر ذلك طالب المجتمع الدولي بتوفير الحماية للمدنيين .

ودعا مواطني محلية كرينك بضبط النفس وناشد قيادات الإدارة الأهلية  بتحكيم صوت العقل ومناشدة الأهالي بالتحلي بالصبر.

وحول الأوضاع في الجنينة، قال السلطان سعد بحر الدين سلطان دار مساليت إن المواطنين يعيشون أوضاع أمنية بالغة الصعوبة منذ مساء الأحد. فيما كشفت مصادر عن تعليق حركة الطيران في مطار الجنينة على خلفية الاشتباكات التي تشهدها المدينة اليوم الاثنين.

وأشار، السلطان سعد بحر الدين في مقابلة مع جولة السودان اليوم في راديو دبنقا، إلى اشتباكات بين مجموعتين عسكريتين مساء الأحد اتسعت دائرتها لتشمل جميع أرجاء المدينة  بما فيها محيط منزل الوالي،و معسكر ابو اذر حي الجبل الجمارك  .وأوضح إن قذائف الأسلحة الثقيلة ظلت تنهال على رؤوس المواطنين حتى ظهر الاثنين .

وقال إن الجنينة تحولت إلى مدينة أشباح حيث خلت الشوارع من المارة ولزم جميع المواطنين منازلهم داعياً الحكومة للتدخل العاجل وانقاذ المواطنين وتنفيذ الترتيبات الأمنية في اتفاق جوبا. وكشف مواطنون عن بدء عدد كبير من المواطنين في النزوح بعد سقط القذائف على الأحياء .

مقتل 9 من الجيش وقوات التحالف السوداني في الجنينة :-

من جهتها اتهمت كتلة ثوار ولاية غرب دارفور قوات الدعم السريع بقتل 9أشخاص في الجنينة يوم الأحد من بينهم 4 أفراد من الجيش و5 من قوات حركة وجيش تحرير السودان قيادة خميس أبكر.

وقالت الكتلة في بيان إن قوات الدعم السريع اغتالت القائد العام لقوات حركة وجيش تحرير السودان قيادة خميس أبكر (اليأس فلنقات) ومحمد نجول (ابو شنب) وتلاثة من أفراد حراستهم مساء الأحد أثناء زيارتهم لمستشفى الجنينة التعليمي .

وأشارت إلى أن قوات الدعم السريع المتمركزة أمام مباني جهاز الأمن دمرت عربة لاندكروزر بيضاء اللون تابعة للجيش ، وقتلت 4 أفراد من الجيش وبعد ذلك انسحبت من أمام مقر جهاز الأمن بالولاية.

وأوضحت الكتلة  إن القوات هاجمت صباح الاثنين المواطنين أثناء تشييع جثامين الشهداء في مقابر حي المدارس وواصلت إطلاق النار على المارة.

وذكر البيان إن قوات الدعم السريع والمليشيات تسيطر  ،منذ يوم الأحد ،على مستشفى الجنينة واتهمها بضرب وتوجيه إساءة لعدد من الكوادر الطبية بطريقة عنصرية ومهينة للكرامة الإنسانية وانها قتادت عدد من المواطنين إلى أماكن غير معلومة.

الوضع الصحي بولاية غرب دارفوركارثي:-

من جانبه قال المكتــب الموحـد للأطبـاء إن تبادل إطلاق النار في مستشفى الجنينة، مساء الأحد، راح ضحيته أربعة أشخاص  وأدى  لاغلاق حوادث مستشفى الجنينة المرجعي مغلقة تماماً .

وأشار المكتب في بيان إلى حصار الكادر الطبي المناوب بحوادث النساء والولادة  وإن بعض الكوادر الطبية فضلت مغادرة المستشفى بسبب الأوضاع الامنية.

وأوضح إن الوجود العسكري المكثف داخل مستشفى الجنينة  نهار الأحد أدى لانسحاب جزء كبير من الكوادر الطبية التي لم تجد الحماية اللازمة لممارسة عملها.

وقال إن حياة الكوادر الطبية معرضة للخطر،  بسبب عدم توفر حماية في الميزات وإنها قد تتعرض إلى هجوم في أي وقت.

ووصف  الوضع الصحي بولاية غرب دارفوربأنه كارثي، مطالباً المنظمات العاملة في مجال الطوارئ الصحية بالتدخل العاجل لحين إنجلاء الكارثة.

وفي الساق كشفت لجنة أطباء السودان المركزية عن توقف تام بمستشفى الجنينة والمستشفيات الخاصة نتيجة

– وقالت اللجنة في بيان إن عدد الضحايا الذين تم حصرهم حتى الآن داخل الجنينة 10 قتلى(4 منهم من مدينة كرينك و6 من مدينة الجنينة) تم تشريح عدد 6 من الضحايا و4 لم يتم تشريحهم بعد.

وأوضحت إن الضحايا والمصابين بالجنينة لا حصر لهم حتى الآن مشيرة إلى عدم حصولها على تفاصيلهم بعد. ونوهت إلى صعوبات بالغة تواجه الكوادر الطبية في القيام بدورها.