طفلة تعاني من سوء التعذية الحاد مع والدتها بمعسكر كلمة للنازحين بمدينة نيالا – راديو دبنقا

نيالا: معسكرات النازحين : الاثنين 12 فبراير 2024: راديو دبنقا

جدد النازحون بمخيمي كلمة وعطاش بمدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور نداء الاستغاثة للمجتمع الدولي وطرفي الحرب بالسماح للمساعدات الغذائية الوصول الى مخيمات النازحين بدارفور لإنقاذ حياة الأطفال وكبار السن والنساء الحوامل.

وقال المنسق العام لمنسقية العامة للنازحين واللاجئين بدارفور يعقوب محمد عبد الله “فوري” انهم توقفوا عن رصد احصائيات الوفيات بين الشرائح الضعيفة بسبب الجوع في المخيم، لجهة ان الأعداد كبيرة وليست هناك جهة يتم رفع الاحصائيات إليها، وذكر فوري في حديث لراديو دبنقا بأنه لا توجد احصائيات دقيقة، وانهم بدأوا في تسجيل الوفيات والنزوح الجديد لكن خرجت الارقام عن سيطرتهم لجهة أن الوفيات كثيرة والنازحين الجدد أكثر من القدامى، وأضاف “نحن وصلنا مرحلة اليأس الآن، اذا ذهبنا وسجلنا اعداد النازحين الذين وصلوا الى المعسكر وهم بحالة سيئة جداً، بعد يومين يأتوا إلينا نحن كمسئولين في بيوتنا، ويقولوا لنا سجلتوا اسماءنا وين الأكل، ونحن لا نملك اجابة لهذا السؤال الذي له أثر كبير انفسنا”.

وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية ( أوشا) إن 25 مليون من سكان السودان ، ما يعادل نصف السكان في حاجة إلى المساعدات الغذائية، ونزوح نحو 8 مليون شخص منذ اندلاع الحرب في ابريل الماضي.

طفل يعاني من سوء التعذية الحاد بمعسكر كلمة

 لا مساعدات غذائية أو صحية

وقال المنسق العام ان معسكرات النازحين بدارفور تفتقد الآن كل المساعدات الغذائية والصحية، وأشار الى وفيات وسط الأطفال والمسنين  وفق التحذيرات التي قدمتها المنسقية من قبل، إضافة الى ظهور الامراض في وقت لا توجد فيه جهات لتقديم العلاج، وناشد “فوري” المجتمع الدولي وطرفي الحرب أن ينظروا الى الضعفاء والمعاناة التي يعيشها النازحون جراء هذه الحرب، واضاف: نحن حذرنا من قبل من خروج البعثة الأممية “يوناميد” لأنها كانت تقوم بتأمين من المنظمات الانسانية، و كنا نتوقع ما يحدث الآن لكن السياسيين والعسكريين ولم ينتبهوا لتحذيراتنا.

صوت : يعقوب فوري المنسق العام لمنسقية النازحين واللاجئين في دارفور

وأعلنت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي أنها بحاجة إلى 4,1 مليارات دولار في 2024 لتوفير مساعدة انسانية للسكان في السودان التي تشهد حرباً أهلية، وللاجئين منهم في الدول المجاورة.

وأصدرت منظمة أطباء بلا حدود تقريراً عن وفاة 13 طفل يومياً في معسكر زمزم بالفاشر بسبب سوء التغذية فيما أشار قيادات المعسكر إلى انعدام الأدوية والرعاية الصحية المناسبة.

طفل يعاني من سوء التعذية الحاد بمعسكر كلمة للنازحين بمدينة نيالا – دبنقا

وضع كارثي

وفي ذات السياق وصف رئيس مخيم كلمة اسحق محمد عبد الله، في حديث لراديو دبنقا الوضع داخل المخيم بالكارثي، وذكر أن حالات الاصابة بأمراض سوء التغذية وسط الاطفال وكبار السن زادت بمعدلات كبيرة، وأضاف أن منظمتي “الايت، اي ام سي” الموجودتين داخل المخيم غير قادرتين على تقديم العلاج والمساعدات بسبب عدم توفر امكانيات لديها.

صوت:اسحق محمد عبدالله رئيس معسكر كلمه

وشكت مسئولة المرأة في مخيم كلمة، حنان خاطر، من سوء الوضع المعيشي في المخيم في ظل عدم توفر فرص عمل، وقالت لراديو دبنقا: كل الأعمال التي كنا نقوم بها لتوفير احتياجاتنا المعيشية الآن توقفت تماما بسبب هذه الحرب وسوء الوضع الأمني، واضافت “حتى فرص العمل التي كانت توفرها لنا الجناين والكمائن توقفت”.

صوت:حنان خاطر مسئولة المرأة في معسكر كلمه

ارتفاع أسعار السلع

وأشار رئيس سنتر3 بمعسكر كلمة، إبراهيم أحمد عبد الله، إلى ارتفاع اسعار المواد الغذائية في المخيم بصورة كبيرة في ظل توقف مصادر الدخل لدى النازحين، وذكر إن سعر جوال الدخن ارتفع من 51 ألف في الاسبوع الماضي الى 90 ألف جنيه، وزادت تكاليف طحن الملوة من 200 جنيه الى 500 جنيه، ووصل سعر جوال العدس من 53 ألف الى 120 ألف جنيه، وكيلو اللحمة من 3 ألف الى 4 آلاف، بينما انخفض سعر ملوة البصل من 7 ألف الى 5 الاف جنيه.

صوت: ابراهيم أحمد رئيس سنتر 3 بمعسكر كلمة

من جانبه قال رئيس الغرفة التجارية بالمعسكر عيسى ارباب قوقو إن سعر جوال السكر ارتفع من 70 إلى 100 ألف جنيه، وجوال الدقيق زنة 25 كيلو ارتفع من 20 إلى 35 الف جنيه، و كرتونة الصابون من 15إلى 25 الف، وجركانة الزيت من18إلى30 ألف  بينما ارتفع سعر كيلو اللحم  من2500إلى أربعة آلاف جنيه ،وكيلو لحم ماعزمن3إلى 5 آلاف جنيه، و قفز جوال الذرة  من 51 الف جنيه إلى  90 الف جنيه، وجوال الدخن  من53 الف جنيه إلى 96 الف وطالب بتدخل  المنظمات فورا .

مركز صحي للاطفال المصابين بسوء التعذية الحاد بمعسكر كلمة – دبنقا

انعدام الخدمات في عطاش

بينما قالت نازحة من مخيم عطاش شمالي مدينة نيالا ان النازحين بالمخيم يعانون من انعدام كل الخدمات الاساسية، في وقت شهد فيه المخيم وصول اعداد كبيرة من النازحين الجدد، واوضحت لراديو دبنقا انه بسبب انعدام السيولة النقدية لدى النازحين تشهد الاسواق ضعفاً في القوة الشرائية، وارتفاع في اسعار السلع الاستهلاكية، ونبهت الى ان هناك سلع منتهية الصلاحية يتم بيعها للنازحين ولا توجد اي جهات تمنع ذلك، واشارت الى ان سعر كيلو الدقيق بلغ 1800 جنيه، ورطل السكر 2000 جنيه، وكيلو الأرز 2000 جنيه، وكيلو العدس 2500 جنيه، زجاجة الزيت 1200 جنيه، وصابون الغسيل 500 جنيه، جركانة الماء 100 جنيه، وقطعة الرغيف  100 جنيه.

وحذر عاملون في المجال الإنساني بالأمم المتحدة الأسبوع الماضي من أن المواد الغذائية في السودان ستصبح أكثر شحا خلال أشهر العجاف المقبلة، ما يهدد حياة المزيد من الأشخاص.

وحسب منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) التابعة للأمم المتحدة، فإن أكثر من 20.3 مليون شخص، يمثلون أكثر من 42% من سكان السوداني، يعانون من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي، من بينهم 13.6 مليون طفل، وصل منهم 4.6 مليون لمرحلة سوء التغذية الحاد.

ووفقاً للتقارير فإنه لضمان الأمن الغذائي السوداني، فإنه السودان يحتاج إلى حوالي ٤-٥ مليون طن من الذرة، وما يفوق 3 طن من القمح، وحوالي مليون طن من الدخن.