نازحون بمراكز الايواء في الفاشر ينتظرون العودة لمنازلهم بالمدينة !
وصول نازحين من الفاشر إلى طويلة بشمال دارفور-5 نوفمبر 2025=منسقية النازحين واللاجئين
الفاشر: 19 نوفمبر 2025: راديو دبنقا
يواصل مئات النازحين في مدينة الفاشر، شمال دارفور، الإقامة في مراكز الإيواء داخل المدينة، في وقت يأمل فيه كثيرون بالعودة إلى منازلهم بعد أشهر من المعاناة والاشتباكات التي فرّقت الأسر وخلّفت أوضاعًا إنسانية بالغة الصعوبة.
وقال أبو القاسم إبراهيم موسى، من حي امتداد التجانية والمقيم حاليًا في مركز إيواء مدرسة الشرقية بنات، إنهم مرّوا بفترات قاسية خلال الأشهر الماضية، حتى إن الحصول على وجبة الأمباز كان صعبًا للغاية. وأضاف: الآن الحمد لله الأكل متوفر… نحن في انتظار العودة إلى منازلنا”.
اطمئن اولادي انا بخير
وأوضح موسى لراديو دبنقا أنه أُصيب بـ”رايش” وتلقى العلاج مؤخراً وحالته في تحسن، بينما تشتت أفراد أسرته بين مليط، ولا يعرف معظمهم حتى الآن أنه على قيد الحياة. وقال اطمئن اولادي في مليط واخواني واخواتي في وأم بادر وطويلة والقضارف انني بخير وأضاف أن قوات الدعم السريع جمعت المدنيين في مكان واحد يوم سيطرتها على الفاشر، ومنذ ذلك الحين ظلوا في مراكز الإيواء، مشيرًا إلى صيانة عدد من الآبار مؤخرًا.
ساحة جريمة
وكان وكيل العام للأمم المتحدة توم فليتشر وصف دارفور في ختام زيارته للإقليم بانها (مسرح مرعب للغاية ومركز المعاناة الإنسانية في العالم ) بينما وصف مدينة الفاشر بانها (ساحة جريمة) بحسب شهادات الناجين . وأوضح في مؤتمر صحفي يوم الاثنين أن الأزمة في دارفور تلحق الضرر بالأطفال أكثر من غيرهم، حيث إنهم يمثلون واحدا من كل خمسة أشخاص قُتلوا في الفاشر. واضاف وهو يشرح معاناة الاطفال الفارين من الفاشر : (التقيت بالعديد من الأطفال الذين حملوا إخوتهم الصغار إلى بر الأمان، وغرباء التقطوا رضعا من الطرق بعد مقتل آبائهم وأمهاتهم).
ما عندي غير الجلابية اللابسها
وفي مركز إيواء آخر بجامعة أم درمان الإسلامية بمدينة الفاشر ، قال أحد المقيمين لراديو دبنقا إن الوضع الآن أفضل بكثير مقارنة بالفترة الماضية، وإنهم ينتظرون السماح لهم بالعودة إلى الأحياء بعد اكتمال عمليات تنظيف المخلفات التي قالت قوات الدعم السريع إنها تعمل عليها. وأضاف: الجماعة ديل ما قصروا معانا… الأكل والشراب اتوفر، لكن أنا الآن ما عندي غير الجلابية اللابسها. فقدت كل شيء. وأطمن أسرتي إني بخير”.
من جهته، أكد مسؤول في إحدى المبادرات المجتمعية التي سارعت إلى تقديم المساعدات الإنسانية لسكان المدينة، لراديو دبنقا أن عدة مبادرات محلية تعمل حاليًا على توزيع المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية داخل الفاشر، في محاولة لسد الفجوة الإنسانية التي خلفتها الحرب.
العودة للمنازل بالفاشر كيف ؟؟
وتأتي هذه الشهادات في وقت يزال آلاف السكان يقيمون في مراكز الإيواء داخل المدينة بعد أن تعذّر عليهم العودة إلى منازلهم او الخروج منها بسبب ما يقول الدعم السريع مخلفات القتال والدمار الواسع في الأحياء السكنية.
وقال المدير الإقليمي للجنة الدولية للصليب الأحمر في أفريقيا باتريك يوسف،في مؤتمر صحفي في جنيف يوم الثلاثاء إن كل يوم يمر دون الوصول إلى الفاشر هو “يوم ضائع”، مؤكدا أن منظمته لا تحتاج فقط إلى تقديم المساعدة ومغادرة الفاشر ، بل إلى تقييم الوضع على الأرض “والاستماع إلى السكان هناك” مباشرة حول المعاناة التي مروا بها.
وقال يوسف إن اللجنة كانت تدق ناقوس الخطر منذ أشهر لإيلاء الاهتمام بالفاشر، وإن الوضع في المدينة وما حولها أصبح الآن “مأساويا للغاية”.
المحادثات دخول الفاشر حساسة جدا
وكان توم فليتشر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية قال بخصوص الوضع في الفاشر إن المنظمة الدولية تسعى جاهدة لدخول مدينة الفاشر المنكوبة بالمجاعة في دارفور، والتعامل معها على أنها “مسرح جريمة” للتحقيق في عمليات إعدام واحتجاز واغتصاب ممنهجة.
وقال فليتشر إن المحادثات مع قوات الدعم السريع، التي تسيطر على الفاشر، “حساسة جدا” لكنه يأمل في أن تتمكن الأمم المتحدة من دخول الفاشر في غضون أيام أو أسابيع لا أشهر، وقال “سنبذل جهدا شاقا للدخول”.
وأضاف أن تقديم المساعدات مهمة ضخمة أمام الأمم المتحدة في المدينة التي سيتم التعامل معها على أنها “مسرح جريمة” للتحقيق في أعقاب تقارير عن عمليات إعدام واحتجاز واغتصاب ممنهجة.


and then