مندوبة امريكا في الأمم المتحدة: الطرفان المتحاربان يقوضان جهود الاغاثة في السودان

ليندا توماس-غرينفيلد، المندوبة الدائمة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة – المصدر موقع الأمم المتحدة

وجهت السفيرة ليندا توماس-غرينفيلد مندوبة الولايات الامريكية في الأمم المتحدة السفير توم بيرييلو المبعوث الأمريكي الخاص للسوان رسالة للام المتحدة مساء امس الخميس جاء فيها:

نجتمع هنا في خلال شهر رمضان المبارك، شهر التأمل والتجدد بالنسبة إلى المسلمين في مختلف أنحاء العالم. شهر رمضان هذا العام مؤلم بالنسبة إلى المسلمين في مختلف أنحاء العالم، سواء في أفغانستان أو سوريا أو سنجان أو ميانمار أو غزة أو السودان الذي نجتمع اليوم للتحدث عنه.”

الأطفال يتضورون من الجوع

بدلا عن الاجتماع حول مائدة إفطار وفيرة، يواجه نحو 18 مليون سوداني اليوم انعدام الأمن الغذائي الحاد. يتضور الأطفال من الجوع وتخور قواهم ويفقدون حياتهم. يصلي ملايين اللاجئين في مخيمات مكتظة بعيدا عن منازلهم ومجتمعاتهم. باتت المياه النظيفة نادرة وانتشرت الحصبة والكوليرا وغيرها من الأمراض التي يمكن الوقاية منها. ولا ننسى من لا يزالون في السودان وسكان دارفور الذين يستيقظون على صوت الرصاص والقصف ونداءات الاستغاثة بدلا من نداءات الصلاة.

اجتمع هذا المجلس منذ بضعة أسابيع لتبني قرار يدعو إلى وقف إطلاق نار في خلال شهر رمضان، ولكن تم تجاهل هذا القرار حتى الآن.

لا يزال الوضع في السودان كارثيا وهو آخذ في التفاقم بعد حوالي عام على بدء الأزمة. لم يتم تلبية سوى خمسة بالمئة من النداء الإنساني الذي أطلقته الأمم المتحدة من أجل السودان حتى الآن، وقد اضطر برنامج الأغذية العالمي إلى قطع مساعداته لأكثر من سبعة ملايين شخص في تشاد وجنوب السودان، بمن فيهم 1,2 مليون لاجئ، مثل الذين التقيت بهم في شرق تشاد في شهر أيلول/سبتمبر وكانوا حتى آنذاك يكافحون من أجل الحصول على ما يكفي من الغذاء.

الطرفان المتحاربان يقوضان جهود الاغاثة

ولكن العاملين في المجال الإنساني لا يحتاجون إلى التمويل فحسب، بل هم بكل بساطة غير قادرين على تسليم المساعدات للمحتاجين. نراهم متواجدين في الميدان منذ نشوب الصراع ويخاطرون غالبا بحياتهم لإنقاذ الناس في السودان، إلا أن المقاتلين من الجانبين يقوضون عملهم في كل مرة. وينطبق كلامي أيضا على القوات المسلحة السودانية التي أعاقت عبور المساعدات الإنسانية الرئيسية من تشاد إلى دارفور.

المسألة مسألة حياة أو موت بكل ما للكلمة من معنى. يموت طفل كل ساعتين في مخيم زمزم في شمال دارفور، ويحذر الخبراء من إمكانية تضور 200 ألف طفل إضافي من الجوع حتى الموت في خلال الأسابيع والأشهر المقبلة.

لذا نكرر دعوة القوات المسلحة السودانية إلى إعادة فتح كافة معابرها الحدودية مع تشاد بشكل كامل وفوري لأغراض إنسانية، بما في ذلك معبر أدري الحدودي. وفي حال عدم قيامها بذلك، يتعين على مجلس الأمن اتخاذ إجراءات سريعة لضمان تسليم المساعدات المنقذة للحياة وتوزيعها، بما في ذلك من خلال آلية عابرة للحدود إذا اضطر الأمر.

يجب وقف القتال فورا

ويتعين علينا حث الطرفين المتحاربين على وقف القتال وإعادة السودان إلى مسار السلام، إذ لا يمكن أن نأمل بإنهاء الأزمة الإنسانية في السودان وحوله إذا لم نعالج أسبابها الكامنة.

ونحن محظوظون بقيادة المبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيرييلو لكل هذا العمل، وهو متواجد معي اليوم. ويقوم المبعوث الخاص بيرييلو من خلال منصبه بتعزيز جهودنا الرامية إلى وقف الاعتداءات وضمان الوصول الإنساني بدون عوائق ودعم الشعب السوداني في سعيه إلى السلام والعدالة والديمقراطية.

يضيف المبعوث الخاص إلى هذا المنصب عقودا من الخبرة قضاها في العمل بين الذراعين التنفيذية والتشريعية للحكومة الأمريكية وفي مؤسسات متعددة الأطراف ومنظمات غير حكومية، ورؤية واضحة منذ أن كان مبعوثا خاصا إلى منطقة البحيرات الكبرى وجمهورية الكونغو الديمقراطية ومساعدا لوزير الخارجية للشؤون الأفريقية.

أنا ممتنة لتخصيص المبعوث الخاص بيرييلو بعض الوقت للانضمام إلينا في الأمم المتحدة بين زياراته إلى المنطقة، وأتطلع إلى مشاركته لأفكاره معكم، لذا سأترك الكلام له قبل الإجابة على بعض الأسئلة. الكلام لك يا توم.

المبعوث الخاص توم بيرييلو:

 شكرا جزيلا يا سعادة السفيرة على قيادتك لشؤون السودان وقضايا أخرى من مختلف أنحاء العالم. لقد سمعت مرارا وتكرارا المدنيين السودانيين يرددون أنهم كانوا يعانون من فظائع مروعة في داخل البلاد ويشعر من فروا منهم أنهم يختبرون ذلك مرة أخرى عندما يرون العالم صامتا ولا يبدي أي أهمية للوضع المروع ولا يأخذه بعين الاعتبار.

إذا نحن نرحب بقرار مجلس الأمن وبالجهود التي بذلتها السفيرة توماس-غرينفيلد لدق ناقوس الخطر بشأن هذه القضية. وأعتقد أن هذه هي رسالتنا الأساسية اليوم.

نحن في أزمة. نحن نواجه أزمة قاتلة للعديد من الفئات الأكثر ضعفا وقد تتفاقم الأمور بشكل كبير في الأسابيع المقبلة. حان وقت إحلال السلام. حان وقت الاجتماع وإعادة الشعب السوداني إلى المسار الذي بدأه في العام 2019 بطرق إبداعية وبشجاعة دفعته إلى الإيمان بقدرته على بناء هذا المستقبل الديمقراطي الجميل لنفسه. هذا هو المستقبل الذي يريده السودانيون ويستحقونه.

بينت كافة اجتماعاتي أن الشعب السوداني متحد جدا ويريد إنهاء هذه الحرب. يريد وصول كامل المساعدات عبر الحدود وعبر الخطوط. يريد بناء المؤسسات الأساسية للسودان الديمقراطي. ونعتقد أنه من المهم بمكان أن يدرك مجلس الأمن والأمم المتحدة والناس في مختلف أنحاء العالم هذه الضرورة الملحة ويتنبهوا إلى الأزمة الدائرة في بلد يبلغ عدد سكانه 50 مليون نسمة، بالإضافة إلى أكثر من 20 مليون نازح.

ومع اقترابنا من موسم الأمطار الذي يمكن أن تتفاقم في خلاله الظروف، ليس الوقت مناسبا لنتوقف عن العمل ولا للتصعيد. لقد حان الوقت لكي نجمع بين الجهات الفاعلة القادرة على المساعدة في تمهيد الطريق نحو السلام والحماية الإنسانية وإمكانية الوصول. ونحن نقدر قيادة المنخرطين في هذه المسألة ونأمل أن يولي العالم المزيد من الاهتمام لهذه الأزمة ويضع حدا لها.