مع الجمهور: هل يقرب التدخل الأمريكي الطريق نحو دولة مدنية في السودان؟
أمستردام/ كمبالا: الإثنين 24 نوفمبر : راديو دبنقا
أثار السؤال الذي طرحته منصات راديو دبنقا حول تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن ضرورة إنهاء الفظائع في السودان نقاشاً واسعاً بين المتابعين، وسط تباين في الآراء حول ما إذا كان التدخل الدولي قادراً على فتح الطريق نحو سلام حقيقي يفضي إلى قيام دولة مدنية.
تفاعل واسع ومشاهدات مرتفعة
السؤال الذي نشر يوم السبت عند الثالثة وسبع عشرة دقيقة مساءً، طرح أمام الجمهور رؤية الطريق إلى سلام دائم والخطوات اللازمة للوصول إليه. وحتى الساعة الثانية ظهرًا من اليوم الإثنين، بلغ عدد المشاهدات على فيسبوك 27,172 مشاهدة، فيما وصل مدى الوصول إلى 17,600 شخص وسجل المنشور 142 تفاعلاً و48 تعليقاً في مؤشر على ارتفاع حساسية الموضوع بالنسبة للمواطنين المتابعين للحرب وتداعياتها.
تعليقات الجمهور عكست حالة انقسام واضحة بين اليأس من استمرار الحرب والرهان على تغيير جذري في المشهد السياسي. عبر ادريس آدم إبراهيم عن قناعته بأن الحرب ستستمر “حتى آخر قرية في السودان”، بينما رأى البارون راش، أن ما جرى في الفاشر يجعل الحديث عن التفاوض بعيداً، متوقعاً مزيداً من الفظائع مع سقوط المدن. وذهب حساب بإسم (مون)، إلى أن الحل قد ينتهي إلى “انقسام إداري ”، رافض أي توقعات إيجابية.
دعوات لإبعاد العسكر والمليشيات
اتجاه آخر من المشاركات دعا إلى إبعاد القوى العسكرية والمليشيات عن المشهد السياسي. أشار أمجد صلاح، الى أن الطريق يبدأ بإبعاد الجيش وقوات الدعم السريع والكيزان وكل من شارك في الحرب، وفتح حوار سوداني شامل. وأكد شيخ الدين محمد أنه لا سلام في ظل وجود الإسلاميين والقيادات المسلحة مثل جبريل ومناوي، معتبرها شخصيات “مرتزقة من الدرجة الثانية”.
وطرح علي أبو، تصوراً يقوم على اتفاق جدة وخروج قوات الدعم السريع من المدن وتسليم السلاح، بينما رأت صاحبة حساب بإسم (غداً أحلى) أن البداية تكون بتصنيف “المجرمين إرهابيين” قبل الانتقال إلى دولة مدنية لا يكون لهم فيها دور إلا لمن “تاب”.
فيما شدد محمد آدم الكردفاني، على ضرورة إبعاد الجيش عن الحكم وتسليم السلطة للمدنيين وتسليم المطلوبين للعدالة، بينما طالب أبو بشير العامري، بإنهاء المليشيات وقيام جيش واحد، لكنه اعتبر أن السودان يحتاج إلى “رجل عسكري قوي مثل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قبل التفكير في الديمقراطية.
واقترح محمد عبده عبده حلاً يقوم على نظام كونفدرالي يمنح الأقاليم حكماً ذاتياً شبيهاً بالنماذج الفدرالية، محذراً من ثورات ممتدة وتدخلات أجنبية إذا لم يعد توزيع السلطة والثروة.
أما عيسى محمد أحمد خميس فاعتبر أن أي سلام قادم قد يتكرر مثل نيفاشا والدوحة إذا لم يكن نابعاً من الداخل ويضع مصلحة الوطن فوق المصالح الشخصية.
وجاء التعليق الأطول من نصر الدين فاروق الذي دعا الخبراء والمبدعين ورواد الأعمال إلى الانتقال من الاصطفاف العاطفي إلى “وضعية ما بعد الحرب”، معتبراً أن السودان يقف على عتبة سلام يرتبط بمبادرة دولية تشترك فيها السعودية والولايات المتحدة، عقب لقاء محمد بن سلمان وترامب، وأن السلام لم يعد شعاراً بل “مشروع دولي قيد التشكل” يحتاج لعقول تخطط وتشارك لا للهتاف والانفعال.
الصورة العامة التي تعكسها تعليقات الجمهور توضح أن التدخل الخارجي – بما فيه تدخل ترامب – يُنظر إليه كعامل مساعد لكنه غير كافٍ وحده لتحقيق دولة مدنية. أما الطريق الأوسع، فترسمه المداخلات على شكل رؤى تدعو إلى نزع السلاح من السياسة، وإبعاد الفاعلين العسكريين، وفتح حوار سوداني واسع، والمحاسبة على الانتهاكات، وإعادة تعريف شكل الحكم بما يعزز التوازن والاستقرار والعدالة بين المكونات.
نتائج الاستبيان
وبالتزامن مع السؤال، أطلق دبنقا استبياناً إلكترونياً لقياس توقعات الجمهور بشأن تأثير تدخل ترامب الشخصي في وقف الحرب
وتكشف مقارنة نتائج الاستبيان بين منصتي إكس وفيسبوك اختلافًا لافتًا في المزاج العام تجاه إمكانية أن يسرع تدخل ترامب في وقف الحرب.
وتشير نسب التصويت على منصة اكس، إلى حالة من التردد المشوب بالحذر تجاه دور ترامب في إنهاء الحرب، إذ أظهر المشاركين ميلاً منقسمًا بين من يعتقد بقدرة التدخل الأمريكي على تسريع السلام ومن يرى أن المشهد السوداني أكثر تعقيدًا من أن يُحسم بضغط خارجي، وصوّت المشاركون بنسبة 52% بنعم، مقابل 35% بلا، بينما اختار 13% خيار لا أدري
بينما تبدو الكفة على فيسبوك أكثر ميلاً لمنح التدخل الدولي فرصة، وهو ما تعكسه أصوات المشاركين فقد شارك 129 شخصًا في الاستبيان، جاءت أصواتهم موزعة على 97 صوتًا بنعم، أي ما يعادل حوالي 75%، و17 صوتًا بلا بما يقارب 13%، و15 صوتًا لا أدري بنسبة تقارب 12%
مزاج الجمهور بين المنصتين
مزاج الجمهور بين المنصتي
ويكشف هذا التباين بين المنصتين عن اختلاف في طبيعة جمهور كل منهما، فمستخدمو إكس يميلون إلى قراءة سياسية أشد ارتباطًا بتوازنات القوى الدولية، في حين يتعامل جمهور فيسبوك من زاوية الرغبة العاجلة في وقف القتال ورفع المعاناة. ومع ذلك تبقى نسبة “لا أدري” في المنصتين مؤشراً على غياب اليقين لدى شريحة واسعة، وهو ما يعبر عن واقع حرب لم تتضح نهايتها بعد.
رابط السؤال على الفيسبوك
https://www.facebook.com/100064395954051/posts/pfbid02fcUe94FBKktyDiQC7fhReTQr9iTywsz4XsFGuK6qY6bCNoDKaDJyMSxNtJwNe33nl/?app=fbl
رابط الاستبيان على الفيسبوك
https://www.facebook.com/groups/962671501005510/permalink/1848941632378488/?app=fbl
رابط الاستبيان على منصة اكس
https://x.com/RadioDabanga/status/1991352503548670234?t=4nBzfjNdKzx3eGcwIDKfKw&s=08


and then