محطة كهرباء سنجة تم استهدافها بمسيرة ما ادي الى انقطاع كلي للهكرباء في المدينة : الجمعة 24 اكتوبر 2025 : راديو دبنقا

كمبالا : أمستردام / 24 أكتوبر 2025: راديو دبنقا

في قلب الحرب المستمرة في السودان، منذ منتصف أبريل 2023، تحولت الطائرات المسيرة إلى عنصر مؤثر في النزاع، ليس فقط كسلاح متطور يغير قواعد المعركة، بل كأداة تزيد من المخاطر على المدنيين والبنية التحتية.

هذا التحول دفع راديو دبنقا إلى طرح سؤال يوم الأربعاء 22 أكتوبر الساعة الخامسة والنصف مساء، على صفحته في فيسبوك واكس حول انتقال الحرب في السودان من القتال على الأرض إلى الجو، وجاء السؤال على النحو التالي:

ما رأيك في انتقال الحرب من القتال على الأرض بالدوشكات واللاندكروزر إلى الجو بالمسيرات الانتحارية واستهدافها لمواقع ومناطق مختلفة من ولايات السودان؟

ارقام

ووفق إحصاءات الصفحة، حتى الحادية عشرة والنصف صباح الجمعة، تجاوزت مشاهدات المنشور 42 ألف مشاهدة، ووصل إلى أكثر من 26 ألف مستخدم، مسجلاً نحو 270 تفاعلاً و95 تعليقاً، ليكون من أكثر الأسئلة تداولاً خلال الأسبوع. أما على منصة إكس فقد بلغت المشاهدات 281 و8 مشاركات.

عبر معظم المعلقين على صفحة دبنقا بالفيسبوك عن خوفهم من تطور الحرب إلى مرحلة جديدة، معتبرين أن استخدام المسيرات سيضاعف الخسائر ويمتد أثره إلى المدنيين والبنية التحتية. وقال فرح محمد إن الحرب تطورت واستخدام تقنيات وآليات حديثة من الأسلحة أمر طبيعي مع تطاول الحرب، وأدى إلى تحالفات من كلا الطرفين مع دول يملكون أسلحة حديثة، مما ساعد على استيراد هذه الأسلحة، واكد أن الشعب السوداني يحتاج إلى السلام.

مخاوف المدنيين


فيما رأى محمد عبده أن التصعيد سيدفع الناس إلى القبول بأي تسوية تنهي المعاناة بعد أن استحال الحسم العسكري، لأن تدمير البنية التحتية يعني ضائقة اقتصادية، شلالات دماء، خراب بيوت وضحايا. واعتبر أن الشعب المنكوب سوف يرضى بالحلول المطروحة، فلا خيار، لأن الحسم العسكري مستحيل حسب وصفه.

واتجه آخرون إلى التحذير من التدخلات الخارجية، إذ أوضح أحمد عوض أن دخول سلاح الجو مرحلة المسيرات يعكس “طموحات أطراف خارجية تستغل الصراع لنهب ثروات السودان”، وذهب معتز وادي في نفس الاتجاه، ورأي ان أيدي الإمبريالية قادت أبناء السودان الى تدمير وطنهم بانفسهم وتساءل ماذا سيكون حال مواردنا الطبيعية والبشرية، ومصانعنا، ومعدات الزراعة، ووسائل الإنتاج ؟ واضاف: بعيداً عن السياسة والطموحات الشخصية… “أيقظوا ضمائركم يا عالم.”

العودة للتفاوض

في المقابل، طالبت مجموعة من المتابعين بوقف القتال والعودة إلى المفاوضات. وكتب صاحب حساب باسم “لست منهم أنا” أن التصعيد خطر لا طائل منه، داعياً إلى استئناف الحوار بين الأطراف. وأكد آدم محمد آل حرن، أن الحرب هي الحرب بأي وسيلة كانت، فإذا كانت برية يكون غالبية الضحايا من الجنود المتقاتلين، وإذا كانت جوية يكون غالبية الضحايا من المدنيين العزل والمنشآت الحيوية للدولة، وفي كل الأحوال فهي “شر مستطير” . بينما قال محمد محمود محمد العجيل إن “كل عاقل يجب أن يقول لا للحرب”، و اعتبر أن الحرب الآن اتخذت بعداً جديداً وتنذر بخطر أكبر.

مع وضد

لكن النقاش لم يخل من مواقف حادة، إذ شدد عمر إبراهيم بانقا على أن «لا مكان للجنجويد ولا للقحاتة في السودان»، رافضاً أي حديث عن هدنة أو سلام. وذهب في ذات الاتجاه أكـرام عوض قائلاً: «والله يا الجنجويد والمرتزقة، لا مكان لكم لا على الأرض ولا في الجو، الأمر لن يطول، ودارفور ستتحرر منكم قريباً”.

أما إبراهيم فصل الله ود النمير فقال: « الحل القوات المسلحة تبلكم بس؟” فيما قلل مسلم يوسف، من جدوى الحرب الجوية إن لم تسندها قوات برية، واصفاً المسيرات بأنها “سلاح محدود الأثر”.


وفي الاتجاه المقابل، رأى الفاضل العاقب أن لا جدوى من الحرب “لا بالمسيرات ولا بالدوشكات”، بينما شددت هاجر الإمام على ضرورة محاسبة الجميع، معتبرة أن “برهان وحميدتي سواء في المسؤولية”. وذهب إدريس آدم إدريس إلى أن المواطن والبنية التحتية هما الأكثر تضرراً، واتفق معه جيلاني عبد الله حسين قائلاً إن الخاسر الوحيد هو الشعب السوداني، وكتب أحمد إبراهيم أن “السودان خاسر في النهاية والطامعون وحدهم الرابحون”.


فيما أبدى عبد الله أديك وجهة نظر مختلفة، معتبرًا أن هناك تفاوضًا قادمًا لا محالة، وأن تصاعد استخدام المسيرات جاء لرغبة قوات الدعم السريع في التفاوض من موقع قوة .

وتمثلت مجمل التعليقات في الدعوة المتكررة للسلام ووقف الحرب فوراً، والخوف من التصعيد الجوي وتزايد الخسائر، ورفض الطرفين المتحاربين وتحميلهما معاً مسؤولية الانهيار، والميل المحدود نحو التشدد العسكري، وأخيراً الاتهامات بتورط قوى خارجية في تغذية الصراع. وتشير هذه الآراء إلى أن الغالبية ترى أن الحرب، مهما تغيّرت أدواتها، لا يمكن أن تثمر سوى الخراب، وأن السلام وحده هو السبيل لإنقاذ البلاد.

Welcome

Install
×