علي كرتي الأمين العام للحركة الاسلامية السودانية - المصدر قناة طيبة

تقرير: أشرف عبد العزيز

أثار تصريح الأمين العام للحركة الإسلامية علي كرتي لصحيفة (الشرق الأوسط) برفض أي هدنة مع الدعم السريع في رمضان، أثار الجدل واسعاً، محلياً ودولياً رغم إصدار الحركة الإسلامية لبيان نفت فيه ذلك، لكن بحسب كثير من المحللين البيان نفسه تحول لإدانة وأثبت صحة ما ورد في خبر (الشرق الأوسط).

محمد لطيف يفند النفي ويؤكد الخبر:

ويقول المحلل والكاتب الصحفي محمد لطيف أنه من خلال تجربته الصحيفة دائماً ما يصرح المسؤولين للصحف وبعضهم قد ينكر ما أدلى به من تصريحات في اليوم الثاني، ورأى لطيف أن المشكلة في الغالب قد تكون في العنوان، وقد لا يدرك المسؤول أن هناك تخصصات في الصحيفة ويصب غضبه على الصحفي الذي صرح له مباشرة.. وذكر لطيف في تسجيل صحفي أن النموذج الذي ذكره ينطبق على الجدل الذي اثير نتيجة تكذيب الحركة الاسلامية السودانية لخبر نشرته صحيفة الشرق الأوسط، وقال لطيف بحسب ما ورد في بيان التكذيب الأمين العام رد على صحفية الشرق الأوسط بعدة تساؤلات منها (هدنة مع من مع لا زال يقتل الناس ويشردهم من ديارهم.. أم مع من تحالفوا مع الأجنبي لانتهاك سيادة البلاد ..الخ)، واضاف المحلل محمد لطيف بالقول: ” طبعاً هذا الحديث والأمين العام للحركة سيد العارفين يعرف بالاستفهام الاستنكاري”، (هدنة مع من فعل ..الخ) تعني أنك تستنكر الهدنة وترفضها، وهذه لن يختلف عليه عنزان، وبالتالي ماورد في بيان النفي هو ذات ما ورد في خبر الصحيفة، البيان قال إن الصحيفة لم تكن أمينة لأنها اختارت عنواناً مخالفاً للمحتوى، العنوان هو (لن نقبل هدنة مع الدعم السريع) وإذا رجعنا لحديث الأمين العام الوارد في الخبر نجد أنه يستنكر هذه الهدنة، وترجمة ذلك صحفياً أنه يرفض الهدنة، ولا أعرف (من وين اختارت الصحفية عنوان غريب).

الاعتراض الثاني هو أن توقيت نشر الخبر مقصود لأنه صادف يوم 12 مارس وهو يوم انتصار الجيش وسيطرته على الإذاعة وأن الصحيفة قصدت بذلك إفساد الاحتفالات، وطبعاً (دا كلام غريب) ويرجعنا لإعداد الصحيفة فهي تعد المواد قبل يوم من نشرها.. الصحف تطبع ليلاً إلا إذا كانت الصحيفة تعلم أن الإذاعة حررت وقصدت تنشر الخبر في لحظة الاحتفال وهذا أمر صعب التصور.. حقيقة المذهل ما ذكره بيان الأمين العام بأن هذه محاولة للفتنة بين الحركة الإسلامية والجيش، ولا أعرف ماهي الفتنة التي يعنيها وأثارها الخبر، فالإسلاميين قبل الحرب كانوا يتحدثون بهذه اللغة فهم ظلوا يختطفون لسان الجيش كما اختطفوا أدواره في كثير من المواقع، ولذلك اين الفتنة خاصة وأن الجيش نفسه رفض على لسان البرهان وياسر العطا. البيان أغفل بعض ما ورد في الخبر مثل أن الدعم السريع عرقل ايصال المساعدات للمتضررين، وبالتالي المسكوت عنه مؤكد.. وبالتالي المقصود هو الفتنة بين الحركة الاسلامية والدعم السريع، وهذا يعيدنا لما يثار بأن هناك مفاوضات بين الحركة الاسلامية والدعم السريع من اجل انهاء الحرب والعودة الى السلطة شريطة ابعاد القوى المدنية.

حديث كرتي صحيح:

 المتحدث باسم الحرية والتغيير شهاب إبراهيم قال لـ(راديو دبنقا): “التصريحات التي نفاها الأمين العام للحركة الإسلامية علي كرتي، التي حاولت نفى علاقة الحركة الإسلامية بالجيش، غير صحيحة”، وأضاف (التنظيم دا لديه أذرع في المؤسسات العسكرية والأمنية منذ مهاد الانقاذ، وظل يحرك أذرعه داخل هذه المؤسسات، وظهر ذلك جلياً في الحرب التي دارت في جنوب السودان وامتدت إلى دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان)، لا يمكن أن تتحدث الحركة الإسلامية عن عدم علاقتها بالجيش، ولمنسوبيها تصريحات موثقة في هذا الصدد.

تصريحات كرتي ليست بجديدة ولم تخرج على مواقف الحركة المؤيدة لاستمرار الحرب، وعدم القبول بأي هدنة. وأضاف رغم كل المعاناة التي يعانيها الشعب السوداني، لكن تظل رغبة الحركة الإسلامية المؤكدة هي استمرار الحرب وصولاً للسلطة المطلقة.

ويرى القيادي بالمؤتمر الشعبي مرتضى إبراهيم أن تصريحات كرتي تتسق تماماً مع مواقف حركته السابقة والحالية وأنها تمثل الجناح الرافض الوصول الى حل سلمي داخل الجيش، وكذلك توضح أن الحركة الاسلامية هي المسؤولة عن كل العراقيل التي أوقفت التفاهمات التي تم التوصل لها من قبل الطرفين سواء في جدة أو المنامة، وقال مرتضى لـ(راديو دبنقا) : مهما كانت محاولات كرتي لالتقاط زمام المبادرة إلا أن عقلية الدوران مع الطوارئ وتقديم الأمني على السياسي ستعجل بلف الطوق في عنق الحركة الاسلامية خاصة بعد التحاق اقرب حلفائها وداعميها في المعركة لمنبر المنامة.