مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يأمر بفتح تحقيق عاجل في انتهاكات الفاشر
النازحون الفارون من معسكر زمزم - فبراير 2025- وسائل التواصل
جنيف : 25 نوفمبر 2025 :2025 : راديو دبنقا
اعتمد أعضاء مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الجمعة، قرارا بتشكيل بعثة مستقلة لتقصي الحقائق، تابعة للمنظمة، للتحقيق بشكل عاجل في الفظائع التي ارتكبت في مدينة الفاشر بالسودان. وحض المجلس المحققين على السعي لـ “تحديد، متى أمكن” هويات جميع المشتبه بتورطهم في الجرائم من جميع الأطراف للمساعدة في “محاسبتهم” أمام القضاء.
وتبنى المجلس قرارا يأمر بعثة تقصي الحقائق المستقلة التابعة للأمم المتحدة المعنية بالسودان بالتحقيق بشكل عاجل في انتهاكات القانون الدولي التي ارتكبتها جميع الأطراف في المدينة، وحضها على “تحديد، متى أمكن” المشتبه بهم في ارتكابها في مسعى لضمان “محاسبتهم”.
إعدامات على أساس عرقي
وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك إن السودان “عالق في حرب بالإنابة تُخاض للسيطرة على موارده الطبيعية”، محذرا من أن الفظائع التي وقعت في مدينة الفاشر تمثل “أخطر الجرائم المتوقعة والتي كان يمكن منعها”.
وأضاف تورك في تصريحات له اليوم أن سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر أعقبها إعدامات على أساس عرقي، وعمليات اغتصاب جماعي، وخطف، فضلا عن توقيف تعسفي واعتداءات متكررة على منشآت طبية، واصفا ما يحدث بأنه “فظائع صادمة”.
ونفت قوات الدعم السريع استهداف المدنيين أو عرقلة المساعدات، قائلة إن جهات مارقة مسؤولة عن هذه الأفعال.
انتقال الحرب لكردفان
ووجه تورك تحذيرا صارخا بشأن تصاعد العنف في منطقة كردفان، حيث يتم قصف وحصار وإجبار الناس على ترك منازلهم، كما دعا أيضا إلى اتخاذ إجراءات ضد الأفراد والشركات التي “تؤجج الحرب في السودان وتتربح منها”.
وندد القرار الصادر من المجلس ، ، بشدة بما تردد عن أعمال قتل ذات دوافع عرقية واستخدام قوات الدعم السريع والقوات المتحالفة معها في الفاشر للاغتصاب كسلاح حرب.
وقدمت منى رشماوي، عضو بعثة الأمم المتحدة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق في السودان، أمثلة على الاغتصاب والقتل والتعذيب، وقالت إن هناك حاجة إلى تحقيق شامل لتحديد الصورة الكاملة. مؤكدة أن قوات الدعم السريع “حوّلت جامعة الفاشر إلى ساحة قتل” حيث كان يحتمي آلاف المدنيين. وأضافت أن شهودا قالوا أيضا إنهم رأوا جثثا مكدسة في الشوارع وفي الخنادق المحفورة في المدينة وحولها.
ولم يتضمن القرار تفويضا بإجراء تحقيق في دور أطراف خارجية قد تكون داعمة لقوات الدعم السريع، وهو ما انتقده حسن حامد حسن المندوب الدائم للسودان لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف، قائلا إن بلاده تواجه “حربا مصيرية” بعد تقاعس المجتمع الدولي عن التحرك. مردفا “كنا نحذر في كل أروقة الأمم المتحدة… ونطالب بالضغط على الميليشيا المتمردة والدولة التي تزودها بالمعدات العسكرية.. وأعني الإمارات”.
الإمارات تنفي بشدة دعمها للدعم السريع
من جهته، اتهم الجيش السوداني الإمارات بتزويد قوات الدعم السريع بالأسلحة. ونفى سفير الإمارات لدى الأمم المتحدة في جنيف جمال المشرخ تماما الاتهامات بأن بلاده تقدم أي دعم بأي شكل من الأشكال لأي من الطرفين المتحاربين.
وعبرت بريطانيا والاتحاد الأوروبي والنرويج وغانا عن دعمهم للقرار، ونددوا بشدة بأعمال العنف في السودان، وحذروا من أنها قد تهدد الاستقرار الإقليمي.
وأكد كومار آيير سفير بريطانيا لدى الأمم المتحدة في جنيف “الصمت ليس خيارا… يجب على المجلس توجيه رسالة واضحة، لن يتم التهاون مع الإفلات من العقاب”.


and then