ما وراء اكمة حرب بوتين باوكرانيا على السودان

ما يشنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من حرب على اوكرانياً يسجله التاريخ كفعل شنيع يتناقض مع كل الاعراف الدولية ويفضح محتوى العقل التاريخي للسلطة الحاكمة بروسيا منذ المرحلة القيصرية الى مرحلة اشتراكية الدولة التي انهارت بعد سبعة عقود من الحكم بواسطة سيطرة الحزب الشيوعي السوفيتي .

وجدي كامل

 

بقلم : وجدي كامل 

 

ما يشنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من حرب على اوكرانياً يسجله التاريخ كفعل شنيع يتناقض مع كل الاعراف الدولية ويفضح محتوى العقل التاريخي للسلطة الحاكمة بروسيا منذ المرحلة القيصرية الى مرحلة اشتراكية الدولة التي انهارت بعد سبعة عقود من الحكم بواسطة سيطرة الحزب الشيوعي السوفيتي . 

العقل البوتيني الحاكم كعقل توليتاري لم يتبدل ولم يتفهم اسس الديمقراطية الشعبية التى تعرضت لابشع صنوف الازدراء من حكم لامراء المافيات الذين يحكمون واستحكمت قبضتهم في شخص بوريس يلتسين كحاكم اسبق حاز على ملكية أسوء سجل شخصي مطلق في خروقات السلطة في جملة ظروف مضطربة كانت وربما كادت ان تجمع على تقديمه للمحاكمة قبل ان ينجو  بتعيين مفاجئ وصادم لعقيد سابق بجهاز الامن السوفيتي كان قد رفعه ليصبح مديرا لجهاز الامن الفيدرالي الروسي.

 فلاديمير بوتين ابان حكمه سجل الاقتصاد الروسي ازدهارا اقتصاديا لعدة دورات حسب الموشرات ولكن في المقابل اعاد روسيا (الاتحاد الروسي) الى مقدمة الدول صاحبة الاداء الادنى في الحريات العامة ومنها الحريات الصحفية والاعلامية. فبالاضافة الى تضييق حريات التعبير عن الراى واغتياله لعدد من معارضيه من الاعلاميين والاقتصاديين تفاقمت في المقابل وبنحو ملحوظ نسبة الفساد حسب قراءات منظمة الشفافية الدولية في ظل اتباع سياسة دولية مساندة بشكل صريح عددا من الانظمة السياسية الشمولية الخارجة عن القانون . 

في هذا التوجه المشين لاعراف السلام والديمقراطية يجي تحالف بوتين حميدتي كتحالف شرير ينطوي على النوايا الكثيفة لاحراز الاهداف المضادة للسلم والامن الاقليمي الافريقي والوطني السوداني .

 السودان وتحت هذا التحالف المتنامي المعقد يواجه ربما اخطر لحظات تطوره منذ الاستقلال بتهديد واضح ليس فقط لامكانية خلق الشروط الديمقراطية للتطور السياسي والاقتصادي ولكن بتدمير بنية الاقتصاد والسياسة لصالح عنف الاقتصاد والسياسة معا واستقبال افظع الديكتاتوريات التي عرفها عبر التاريخ ما لم تتوحد المقاومة الشعبية في كافة اشكالها ومؤسساتها لدرء ومكافحة الخطر الماثل .

 المكافحة المطلوبة بالحاح وشدة بالسودان سوف لن تتحقق وفق حزمة الافكار السياسية والوسائل المتبعة حاليا باعتبارها افكارا ووسائل دون مستوى الاستشعار بالخطر الداهم وربما تساهم حتى بتنميته ومساعدته بنحو غير مقصود اذا لم تذهب مباشرة الى ريادة جودة جديدة للوحدة الوطنية المفقودة منذ الاستقلال.