مؤتمر باريس يناقش قضايا السودان الإنسانية والسياسية في غياب الجيش والدعم السريع

مؤتمر باريس للقضايا الإنسانية في السودان-مصدر الصورة :وزارة الخارجية الفرنسية على تويتر

باريس، لندن: 15-04-2024: راديو دبنقا

تقرير: الرشيد سعيد وعمر عبد العزيز

متزامنا مع الذكرى الأولى لاندلاع الحرب في السودان، جاء مؤتمر باريس برعاية فرنسية – ألمانية – أوروبية وحضور سوداني واسع ومتعدد، لكن مع غياب حاملي السلاح على الأرض.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي السوداني فائز الشيخ السليك، أن مؤتمر باريس بمثابة عودة للشأن السوداني إلى الواجهة مرة أخرى بعد غياب.

وأضاف، في مقابلة مع راديو دبنقا، أن لقاء باريس فرصة لطرح القضايا الهامة، سواء كانت أنسانية أو سياسية.

ويشير وزير العدل السابق نصر الدين عبد الباري إلى نفس النقطة، معتبرا لقاء باريس على درجة كبيرة من الأهمية بالنسبة للسودانيين.

وأضاف عبد الباري، الذي يحضر المؤتمر، لراديو دبنقا من باريس أنه “في ظل الاهتمامات الكثيرة في العالم الموجهة نحو نزاعات محددة، لا بد أن يكون للسودانيين فرصة لكي يتناقشوا ويتواصلوا مع العالم”.

أطياف متعددة

وانقسمت أعمال المؤتمر بصورة رئيسية إلى شقين، الإنساني المتعلق باستقطاب الدعم الدولي وإيصال الإغاثة، والسياسي المتعلق بوقف الحرب.

وشهد المؤتمر مشاركة واسعة للعديد من السياسيين والاكاديميين ونشطاء المجتمع المدني.

وتقول نسرين الصايم، الناشطة في مجال التغير المناخي وقضايا الحريات والديمقراطية، إنها تلقت دعوة للمشاركة في سمنار المجتمع المدني المصاحب للمؤتمر.

وأضافت، في مقابلة مع راديو دبنقا من باريس، أن اللقاء جمع أطيافا متعددة من الشعب السوداني، لكنهم اجمعوا كلهم على ضرورة إيقاف الحرب بصورة عاجلة.

بداية طيبة

وإضافة إلى السياسيين والأكاديميين ونشطاء المجتمع المدني، وجهت الدعوة كذلك إلى صحفيين وإعلاميين سودانيين.

ويقول الكاتب والصحفي السوداني خالد التيجاني إن مختلف المواقف السياسية كانت حاضرة خلال النقاشات التي شهدها مؤتمر باريس بشأن الأزمة السودانية.

وأضاف، في مقابلة مع راديو دبنقا من باريس حيث حضر المؤتمر، إن لقاء باريس تميز بأنه الأول من نوعه منذ اندلاع الحرب الذي يجمع مشاركين ذوي خلفيات مختلفة.

وتابع التيجاني قائلا إن النقاش تناول عدة قضايا شملت كيفية وقف الحرب والمساعدات الإنسانية والمستقبل السياسي للسودان.

واعتبر مؤتمر باريس بداية طيبة لمناقشة هذه القضايا، داعيا إلى استمرارها على هذا المنوال، لأنه يمكن أن يؤدي إلى المزيد من التفاهمات بين السودانيين.

تغييب السودان

لكن على الرغم من هذه الآراء المتفائلة في مجملها التي أثنت على المؤتمر، كانت هناك أصوات محدودة منتقدة للمؤتمر، على الرغم من قبول الدعوة والمشاركة فيه.

من هذه الأصوات، سلوى آدم بنية الأمين العام للحركة الشعبية، التي قالت إنه لا بد أن تكون هناك رسالة واضحة بأن هذه المجموعة المشاركة لا تمثل الشعب السوداني وغير مفوضة من قبله.

وأعربت بنية عن أسفها لما وصفته بتغييب السودان في المؤتمر، مضيفة أنه لا يمكن أن تدعوا جهة لمؤتمر يخص دولة ما، وتغيب الدولة في نفس الوقت، على حد وصفها.

وتساءلت بنية عن الكيفية التي ستنزل بها المخرجات التي سيصل إليها المؤتمر، مضيفة أنه لا مناص من تنزيلها على أرض الواقع عبر الحكومة القائمة في السودان.

حجة لإعاقة وصول المساعدات

وحول هذه النقطة، يقول السليك إنه كان من الأفضل أن يدعى الجيش والدعم السريع إلى مؤتمر باريس لأن العمل على توصيل الإغاثة “يتطلب الحديث عن فتح مسارات وحماية المدنيين” وغيرها من الإجراءات الحكومية والإدارية.

لكنه استدرك قائلا إن المجتمع الدولي إذا رغب في إيصال الإغاثة “يمكن أن يضغط على الطرفين للجلوس إلى طاولة المفاوضات”، باعتبار أن الملف الإنساني هو أحد أجندة التفاوض.

واعتبر السليك أن بمقدور الطرفين أن يتخذا هذه النقطة، أي عدم الدعوة لمؤتمر باريس، حجة لعدم التعامل مع المجتمع الدولي، مع إنهما يجب أن يكونا أكثر حرصا “لأنهما يزعمان القتال من أجل المواطن”.

وتابع قائلا إنه لو كان طرفا الحرب حريصين على المواطن السوداني، فعليهما ألا ينتظرا حتى تتخذ إجراءات “لإجبارهما على توصيل الإغاثة”.

وظلت قضية فتح المسارات وإيصال الإغاثة واحدة من أهم الملفات التي تطالب بها وكالات الأمم المتحدة والمنظمات العاملة في المجال الإنساني، لكنها لم تلق الكثير من الاستجابة من قبل طرفي الصراع في السودان، الجيش والدعم السريع.