كيف نواجه دعوات الحوار الكاذبة؟

مع تقدم الثورة والتراجع المستمر للانقلاب، ودعاوي قادته للحوار الكاذب بهدف التقاط الأنفاس لمواصلة القمع والنهب ، ونقض العهود والمواثيق ، والمزيد من التفريط في السيادة الوطنية، وتكرار اختطاف الثورة وتضحيات الشباب والجماهير الكبيرة ، بعد الصمود الاسطوري لأكثر من اربعة أشهر، وذلك بالوضوح السياسي والفكري بعد انهيار السلطة والاستعداد لتسسير الثوار دفة البلاد ، فالحركة الجماهيرية المناهضة للانقلاب تتسع قاعدتها في ريف وحضر وخارج السودان ،نتيجة لتدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والسياسية والأمنية، وماعادت الحياة تطُاق تحت سيطرة مليشيات الدعم السريع والكيزان والحركات المسلحة، مما يتطلب مواصلة الثورة حتى الانتصار وتحرير البلاد من قبضة حكم المليشيات المرتبطة بالخارج ونهب ثروات البلاد من ذهب ومحاصيل نقدية ورجال لحرب اليمن الخ وتهريبها للأمارات ، روسيا، مصر،و السعودية. الخ.فقد شلت حركة المقاومة العسكر في الريف والمدن وشتت قواه، فهي تواجه شعبا شديد المراس ، له تاريخ بطولي ممتد منذ رماة الحدق مرورا بالثورات المهدية 1885 والاستقلال 1956 واكتوبر 1964 وانتفاضة مارس- ابريل 1985 التي نحتفل بذكراها بعد أيام في وجهة قيام حراك جماهيري ضخم في 6 ابريل القادم، اضافة لثورة ديسمبر التي مازالت نارها مشتعلة حتى الآن، ورفض أي تسوية وابعاد العسكر عن الحكم ، واقامة كامل سلطة الشعب والحكم المدني الديمقراطي..

تاج السر عثمان

 

 بقلم : تاج السر عثمان

 

 

1

  مع تقدم الثورة والتراجع المستمر للانقلاب، ودعاوي قادته للحوار الكاذب بهدف التقاط الأنفاس لمواصلة القمع والنهب ، ونقض العهود والمواثيق ، والمزيد من التفريط في السيادة الوطنية، وتكرار اختطاف الثورة وتضحيات الشباب والجماهير الكبيرة ، بعد الصمود الاسطوري لأكثر من اربعة أشهر، وذلك بالوضوح السياسي والفكري بعد انهيار السلطة والاستعداد لتسسير الثوار دفة البلاد  ، فالحركة الجماهيرية المناهضة للانقلاب تتسع قاعدتها في  ريف وحضر وخارج السودان ،نتيجة لتدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والسياسية والأمنية، وماعادت الحياة تطُاق تحت سيطرة مليشيات الدعم السريع والكيزان والحركات المسلحة، مما يتطلب مواصلة الثورة حتى الانتصار وتحرير البلاد من قبضة حكم المليشيات المرتبطة بالخارج ونهب ثروات البلاد من ذهب ومحاصيل نقدية ورجال لحرب اليمن الخ وتهريبها للأمارات ، روسيا، مصر،و السعودية. الخ.فقد شلت حركة المقاومة العسكر في الريف والمدن وشتت قواه، فهي تواجه شعبا شديد المراس ، له تاريخ بطولي ممتد منذ رماة الحدق مرورا بالثورات المهدية  1885 والاستقلال 1956 واكتوبر 1964 وانتفاضة مارس- ابريل 1985 التي نحتفل بذكراها بعد أيام في وجهة قيام حراك جماهيري ضخم في 6 ابريل القادم، اضافة لثورة ديسمبر التي مازالت نارها مشتعلة حتى الآن، ورفض أي تسوية وابعاد العسكر عن الحكم ، واقامة كامل سلطة الشعب والحكم المدني الديمقراطي..

2

   تصاعدت المقاومة للانقلاب خلال الايام الماضية ، كما في مليونية 14 مارس” مليونية المعتقلين” التي جاءت هادرة في العاصمة والولايات، والتي دعت لها لجان المقاومة بهدف اسقاط الانقلاب واقامة الحكم المدني ، والقصاص للشهداء، وتصفية المعتقلات واستمرار المواكب حتى اسقاط الانقلاب، وتم تحديد الوجهة للقصر، استمرت المواكب رغم  اغلاق الكبارى والقمع المفرط باستخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والحي ورصاص بنادق الخراطيش المتشظي، والدهس بالمدرعات ، والاعتقال والقمع الوحشي والتعذيب للمعتقلين، واقتحام المدارس الثانوية وقمع واذلال المعلمين والمعلمات بسبب اضرابهم  الذي هو حق كفلته المواثيق الدولية ،كما حدث في نيالا الثانوية ، واطلاق البمبان في مدارس البنات في عطبرة ، أدي القمع الوحشي لاصابة أكثر من (85 ) ثائر( اصابات في : الرأس ، الوجه، الفم، والخصية. الخ) ، ومازال الحصر مستمرا، اضافة لاعتقال المئات.
 الي جانب الخرطوم شاركت في المليونية مدن علي سبيل المثال لا الحصر: عطبرة، الدمازين ، كوستي، نيالا، الأبيض ، المناقل، سنار، القضارف، كسلا، بورتسودان، دنقلا،. الخ.

3

  جاءت مليونية 14 مارس متزامنة مع انتفاضة مدن( عطبرة، الدمازين نيالا) لتعيد أحداث ثورة ديسمبر2019  وشعارها ( مدن السودان تنتفض) ، والنهوض الجماهيري والمطلبي اللافت نتيجة للزيادات في أسعار الوقود والدقيق والخبز والسكر ، واستمرار ارتفاع الدولار، وتكلفة المواصلات وتدهور الجنية السوداني، ومواد البناء، وتآكل الأجور وتاخر صرف المرتبات علي ضألتها، كما في اضراب عمال السكة الحديد في عطبرة، والمعلمين، والعاملين في التخطيط العمراني ،والوقفة الاحتجاجية بسوق السجانة لارتفاع مواد العمل (الالمنيوم.الخ)، وخروج حقل بليلة للنفط عن السيطرة بعد تعرضه للقصف ، مما هدد بتوقف الإنتاج ، وتراجع إنتاجية محاصيل : القطن ، السمسم ، الفول ، القمح، ورفض المزارعون في الجزيرة والشمالية للسعر التركيزي لجوال القمح ( 43 ألف جنية) للجوال، بسبب ارتفاع تكلفة الإنتاج، فالموسم الزراعي يوتجه مشاكل : عدم توفر الجازولين، مدخلات الإنتاج، السماد ،التمويل. الخ.

 هذا فضلا عن مخاوف العاملين في الموانئ البحرية من خصخصة ميناء بورتسودان بعد اتفاق البرهان الأخير وولي العهد الإماراتي الخاص بالشراكة في مجال الموانئ البحرية، وإعادة مخطط الاستيلاء علي الميناء من الإمارات، والذي وجد مقاومة كبيرة في عهد المخلوع البشير حتى اوقفته ثورة ديسمبر.هذا اضافة للوقفة الاحتجاجية للجان المقاومة في الجنينة أمام مقر أمانة حكومة الولاية تنديدا بمجزرة جبل مون التي راح ضحيتها (35) شخصا في نهاية الاسبوع الماضي وتهجير المواطنين، بهدف نهب الذهب والاستيلاء علي أراضي السكان المحليين. ومحاصرة الجماهير في الأبيض لمحكمة جنايات الأبيض التي حكمت بالاعدام شتقا حتى الموت قصاصا للمتهم بقتل الشهيد أحمد صافي الدين.
  كما أغلق أهالي أم كدادة شمال دارفور طريق الانقاذ الغربي لاستخدام مادة السياتيد في التعدين الضارة بالبيئة والانسان والحيوان والنبات، اضافة لاستمرار مخاطر التعدين الأهلي كما في انهيار جبل ترابي أدي لوفاة (3) اشخاص  واصابات في محلية غرب جبل مرة بنرتتي بولاية وسط دارفور، واستمرار النهب المسلح كما حدث لنهب المواشي للنازحين في معسكر زمزم بواسطة مليشيات مسلحة.
 كما سبق المليونية ايضا وقفة “كلنا معكم” في المؤسسة بحري السبت 12 مارس ، والوقفة الاحتجاجية بشرق النيل ضد الغلاء ، والمخاطبة الجماهيرية بنادي الربيع بأمدرمان، المواكب والوقفات الاحتجاجية في الولايات مثل: سنجة، القضارف، كسلا،. الخ.

4

 كل ما سبق ، يؤكد عمق اتساع الحراك الجماهيري كل يوم ، مما يتطلب اقصي درجات التنظيم للتحضير الجيد للاضراب السياسي والعصيان المدني في مواقع العمل والسكن الدراسة، ومواصلة التراكم النضالي الجاري حتى اسقاط الانقلاب وانتزاع الحكم المدني الديمقراطي ،وقطع الطريق أمام التسوية أو “الهبوط الناعم” الذي يعيد إنتاج الأزمة بالشراكة مع العسكر الدعم السريع ، كما في دعاوي فولكر المبعوث الأممي والاتحاد الفريقي ( ودلبات) ، ومخططات بعض منظمات المجتمع المدني الممولة خارجيا لاختراق لجان المقاومة ، وتعطيل قيام المركز الموحد للمعارضة، وقيام ورش للعمل بهدف تسريغ التسوية والشراكة مع العسكر، وتحت ستار تدريب الشباب ولجان المقاومة والتي اصبحت مكشوفة لشعبنا، وبهدف تصفية الثورة وقطع الطريق أمامها مقابل ثمن بخس، واشاعة اليأس من الحراك الجماهيري الجاري باعتباره لن يحقق ثورة و نصرا حاسما علي الانقلاب..

  الهدف ، كما اشرنا سابقا من  دعاوي الحوار الكاذبة اجهاض الثورة، وقطع الطريق أمام انجاز مهام الفترة الانتقالية، ولمواجهة ذلك يجب أن يكون الهدف المباشر للانتصار الجماهيري بعد سقوط الانقلاب العسكري واضحا كما في  الآتي:

– اسقاط الانقلاب العسكري و وثيقة دستورية جديدة تؤكد الحكم المدني الديمقراطي والغاء كل القوانين المقيدة للحريات، وحل جهاز الأمن ليكون لجمع المعلومات وتحليلها ورفعها.

– الغاء اتفاق جوبا والحل الشامل العادل والمؤتمرالجامع يشترك فيه النازحون في المعسكرات والتنظيمات السياسية والمدنية الذي يضمن وقف الحرب وعودة اللاجئين لحواكيرهم ورجوع المستوطنين لبلدانهم ، والتعويض العادل وإعمار مناطقهم ، وحل المليشيات، ومحاسبة مرتكبي جرائم الحرب،وقيام المؤتمر الدستوري في نهاية الفنرة الانتقالية الذي يقرر في شكل الحكم

– قيام المجلس التشريعي الذي يختار رئيس الوزراء، والحكومة، يجيز القوانين المطلوبة.

– القصاص للشهداء في مجازر دارفور بتسليم البشير ومن معه للمحكمة الجنائية ، والمحاكم للمجازر والانتهاكات الأخيرة في دارفور والمنطقتين، ومجزرة فض الاعتصام ، ومجازر مابعد انقلاب 25 أكتوبر.

– حل وتسريح مليشيات الدعم السريع ، ومليشيات الكيزان،وجيوش الحركات المسلحة ، وجمع السلاح في يد الجيش، وقيام الجيش القومي المهني الموحد.

– ضم كل شركات الجيش والدعم السريع والشرطة والأمن لولاية وزارة المالية.

– تمكين المرأة  وتحقيق مطالبها وتمثيلها بنسبة لانقل عن 50% في المؤسسات التنفيذية والتشريعية ، وتوفير فرص التعليم والتدريب و العمل للشباب.

–  تحسين مستوي المعيشة  ومجانية التعليم والعلاج ، ودعم السلع الأساسية ،وتركيز الأسعار ، وسيطرة بنك السودان علي النقد الأجنبي، وقيام بورصات الذهب والصمغ ومؤسسات الأقطان والماشية، وانسياب عائدها بالعملة الصعبة لبنك السودان.

– التفكيك الكامل لنظام انقلاب 30 يونيو 1989 واستعادة أموال وممتلكات الشعب المنهوبة.

 – السيادة الوطنية وعدم الارتباط بالمحازر الخارجية والرفض الحازم للتدخل في الشؤون الداخلية لبلاد، واستعادة أراضي السودان المحتلة( حلايب، شلانين ، ابورماد، ناوؤ حلفا، الفشقة. الخ)، ووقف قيام القاعدة العسكرية لروسيا وأمريكا علي البحر الأحمر، وإعادة النظر في كل الاتفاقات حول الأراضي والتعدين المجحفة بشعب السودان ومستقبل أجياله، وغير ذلك من مهام الفترة الانتقالية.