كسلا تنفجر : (8) قتلي و(31) جريحا واعلان حالة الطواري بالمدينة لثلاثة ايام

قتل 8 أشخاص وأصيب ٣١ آخرين من بينهم ٣ حالات حرجة يوم الخميس بكسلا في إطلاق نار من قبل القوات النظامية على احتجاحات رافضة لإقالة والي كسلا.
في هذه الاثناء اعلن والي كسلا المكلف حظر التجوال في المدينة من السادسة مساء وحتى السادسة صباحاً بناءً على تقديرات لجنة الأمن

دريج مجمولا للاسعاف في احداث كسلا يوم الخميس 15 اكتوبر 2020

قتل 8 أشخاص وأصيب ٣١ آخرين من بينهم ٣ حالات حرجة يوم الخميس بكسلا في إطلاق نار من قبل القوات النظامية على احتجاحات رافضة لإقالة والي كسلا.
في هذه الاثناء اعلن والي كسلا المكلف  حظر التجوال في المدينة من السادسة مساء وحتى السادسة صباحاً بناءً على تقديرات لجنة الأمن.
وقال شهود عيان لراديو دبنقا من مدينة كسلا نهار امس إن القوات النظامية أطلقت الذخيرة الحية بكثافة لساعات طويلة لتفريق المحتجين من أمام أمانة الحكومة والكبري الذي يربط شرق المدينة وغربها.
وأشاروا إلى تعقب القوات النظامية للمحتجين داخل الأحياء والطرق الفرعية.
وقالوا إن السلطات شنت حملة إعتقالات واسعة طالت العشرات.
ووصفوا الشهود ما حدث بالمجزرة.
 واشاروا إلى اطلاق القوات النظامية النار على المسعفين مما اعاق اسعاف عدد كبير من المصابين .
ونشر ناشطون  مقاطع مصورة في وسائل التواصل الإجتماعي تكشف عن اطلاق القوات النظامية النار على المحتجين في عدد من الطرق.
ووجهت لجان المقاومة في كسلا وناشطون نداءات عبر وسائط التواصل الإجتماعي للتبرع العاجل بالدم في مستشفى كسلا التعليمي، كما ناشدوا الكوادر الطبية بالاتجاه إلى المستشفى لإسعاف المصابين.
من جانبه قال والي كسلا المكلف فتح الرحمن الأمين   ان اللجنة الأمنية رفضت التصديق للمظاهرة إلا ان المتظاهرين أصروا على إقامتها ونظموا حشدهم في ميدان الجمهورية. 
وقال إن مجموعة منهم اتجهت بعد نهاية الحشد إلى أمانة الحكومة وكبري القاش، وحاولوا دخول أمانة الحكومة وتصدت لهم القوات مما ادى لسقوط 8 شهداء من بينهم أحد افراد القوات النظامية الذي قتل بطلق ناري.
وتوقع صدور قرار بإعلان حالة الطوارئ في الولاية  في الفترة المسائية. 

٧٢ ساعة  مهلة لتنفيذ المطالب 

وكان آلاف الرافضين لإقالة والي كسلا صالح عمار أمس موكبا إلى ميدان الحرية أمهلوا خلاله الحكومة ٧٢ ساعة لتنفيذ مطالب من بينها إقالة رئيس الوزراء وإعادة والي كسلا إلى موقعه وإقالة أمين عام حكومة كسلا كما طالبوا بالتمثيل العادل لمكونات شرق السودان في مؤسسات الحكومة الانتقالية. والقبض على الجناة ومن وصفوهم بمثيري خطاب الكراهية التي سبقت احداث القتل وتعويض المتضررين في الأحداث الأخيرة وتعويض ذوي القتلى وإطلاق سراح الموقوفين بدون اي تهمة. إلى المراجعة العاجلة لملف صندوق إعمار الشرق. وأعلنوا استمرار التصعيد في جميع أرجاء الإقليم.وطالبوا السلطات بحماية المظاهرات السلمية والكف عم الاعتداء على المتظاهرين السلميين 

مظاهرة بالخرطوم تندد بأحداث كسلا 

 

وفي الخرطوم خرج العشرات في موكب بشارع الجمهورية تنديدا بإطلاق النار على المتظاهرين بكسلا.وردد المشاركون في الموكب هتافات تضامنية مع قتلى وجرحى كسلا  ومن جانبه دعا والي كسلا المقال صالح عمار القوى السياسية ولجان المقاومة  والمجتمع المدني والإعلام للتحرك العاجل والضغط على السلطة لوقف عنفها.وحمل في صفحته على فيسبوك الشرطة بقيادة مديرها العام وجميع أطراف السلطة مسئولية إطلاق النار على المتظاهرين.ودعا المحتجون في البحر الأحمر وكسلا لضبط النفس والسلمية وتوحيد كفاحهم ضد السلطة.

حالة طواري لثلاثة ايام 

في السياق بدأت النيابة التحقيق في الاحداث التي وقعت في كسلا بينما تواصل الحكومة الاتصالات والحوار لامتصاص التوترات في وقت اعلنت الحكومة حالة الطوارئ بالولاية لمدة ثلاثة ايام .واكد وزير الاعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة فيصل محمد صالح ان النيابة بدأت تحقيقا حول الاحداث وحول الذين راحوا ضحية فيها لمعرفة المتسببين فيها من كل الاطراف سواء القوة المسئولة من الاجهزة الامنية اوالمجموعلت السكانية المختلفة وهي التي تحدد المخطئين و تاخذهم الى العدالة 

 

كيف بدأت الاحداث في كسلا 

و اوضح فيصل  ان الاحداث تطورت بعد اعلان اقالة الوالي وتسيير مجموعات من الرافضين للقرار مسيرة تمت مخاطبتها في ميدان الجمهورية وكان الاتفاق ان ينفض التجمع – مع الاحتفاظ والاحترام لحق الجمهور في التجمع والتظاهر السلمي- الا ان بعض المتظاهرين اتجهوا نحو رئاسة الحكومة لاحتلالها واحتلال وتتريس الكبري في مدينة كسلا .
واشار فيصل الى ان قوة مشتركة من الشرطة والجيش والدعم السريع كانت تتولى حماية هذه المنشات دخلت معها هذه المجموعات في اشتباكات و" مع الاسف الشديد راح ضحيتها حوالى 8 اشخاص في كسلا سبعة من الاشخاص مدنيين وقتل واحد من افراد القوة المشتركة .. قتل بالرصاص .. اطلق عليه الرصاص من مكان ما .. نسال الله لهم الرحمة جميعا و نعزي اسر الضحايا"
وعبر فيصل عن امله في انه بعد نهاية حالة الطوارئ التي اعلنت لمدة ثلاثة ايام ان يعم الهدوء وان تنجح المساعي في ان يظل التعايش بين مكونات شرق السودان موجودا .
واعلن عودة الهدوء لمدينة كسلا بعد الاحداث التي وقعت فيها والتي راح ضحيتها ثمانية اشخاص بمن فيهم احد افراد القوات النظامية

 

اجتماعات مكثفة للحكومة 

واكد  وزير الاعلام  ان الدولة في شقيها التنفيذي والسيادي كانت في حالة اجتماعات مستمرة ولقاءات مع اطراف مختلفة يقوم بها مجلس السيادة ومجلس الوزراء مع المكونات المختلفة ومع قوى الحرية والتغيير لامتصاص التوترات والاثار السلبية التي بدأت تدب في كسلا بعد انتشار خطاب النعرات القبلية واستغلال البعض للوضع المتوتر في شرق السودان.
وقال فيصل ان الحكومة حريصة جدا على احترام حق التظاهر والتجمع السلمي، وهو حق اصيل انتزعته الجماهير بحركتها و ثورتها و لا احد يستطيع ان ينزع هذا الحق من الجماهير، ولكن في نفس الوقت الحكومة والاجهزة الامنية المختلفة تعمل على حراسة المنشات الاستراتيجية حتى لا تتضرر حياة المواطنين و لا يتاذى مواطنون "
واشار فيصل الى ان التحريض العنصري والقبلي المتكرر ادى الى وقوع هذه الاشتباكات
واكد فيصل "الحكومة ستوالي متابعة الاحداث في شرق السودان بشكل عام وتوالي الاتصالات والحوارات، وهي تعلي من شان الحوار والتفاوض كوسيلة افضل لحل هذه الاشكالات وامتصاص هذه التوترات والحفاظ على الاوضاع الامنية هادئة"

 

تقارير امنية لحمدوك حول أخر التطورات 

 

الى ذلك تلقى رئيس مجلس الوزراء د. عبد الله حمدوك خلال اجتماع مع مدير جهاز المخابرات العامة ومدير الاستخبارات العسكرية تنويراً ضافياً ظهر الخميس حول الأحداث المؤسفة في شرق البلاد التي جرت منذ يوم الأربعاء وعمليات العنف التي صاحبتها.
 وأكد التنوير أن اجتماعات لجان الأمن متواصلة بولايتي كسلا والبحر الأحمر مع انتشار القوات المشتركة بكافة المرافق الحيوية والتي تضم القوات المسلحة والشرطة والدعم السريع.
وأوصى الاجتماع بضرورة التعامل بحزم مع أي تفلت أو اتجاهات لاستخدام العنف من أي جهة كانت، وذلك منعاً لاستغلال التجمعات السلمية والعفوية من قبل ضعاف النفوس والمجرمين والمتفلتين، وذلك حفاظاً على الأرواح وصيانة للاستقرار الاجتماعي.
و ترحّم رئيس الوزراء على الضحايا ووجه بمتابعة أحوال المصابين .
وشدّد حمدوك على ضرورة حماية المسيرات والتجمعات السلمية بوصفها حقاً أصيلاً مع أهمية احترام قرارات مؤسسات الدولة وسيادة حكم القانون وترسيخ قيم الثورة التي قامت على شعار السلميّة.

احزاب الشرق تدين احداث كسلا 

وفي اطار ردود الفعل أدان  مؤتمر البجا المعارض والجبهة الشعبية للتحرير والعدالة في بيانات منفصلة إطلاق النار على المتظاهرين بكسلا.
وقال اسامة سعيد رئيس مؤتمر البجا المعارض في بيان إن القوات الحكومية تصدت للمتظاهرين السلميين بالعنف المفرط. 
ووصف قرار إقالة الوالي بغير المناسب من حيث التوقيت.
من جهته طالب رئيس الجبهة الشعبية للتحرير والعدالة خالد محمد إدريس  بإقالة مدير شرطة ولاية كسلا والتحقيق العاجل مع اللجنة الأمنية بالولاية على خلفية قيام السلطات باطلاق الرصاص الحي على المحتجين على اقالة والي كسلا.
 وأكد أن ما يحدث في الشرق الان وكسلا تحديدا عمل ممنهج لا يمكن السكوت عليه وتساءل كيف لحكومة الثورة التي شعارها الحرية والسلام والعدالة أن تطلق الرصاص الحي على محتجين سلميين.
من جانبها ناشدت الدكتورة زينب كباشي عيسي رئيس مؤتمر البجا التصحيحي كافة الاطراف  تحكيم صوت العقل وتفويت الفرصة علي أصحاب الفتن وبقايا الدولة العميقة، وأصحاب الأجندة الذاتية ، سواء في الداخل أو الخارج او من هم بينكم أو الذين لا يهمهم غير السلطة وبريقها ولا أمل فيهم للاصلاح وحقوق المقهوريين والبسطاء  لنعود كما كنا في الشرق جسدا و جسما واحدا