كباشي : القوى الموقعة على الاتفاق الإطاري غير كافية

زيارة عضو مجلس السيادة الفريق جلال كباشي لولاية جنوب كردفان كادوقلي5فبراير2023م (المصدر:اعلام مجلس السيادة)

أكد عضو مجلس السيادة شمس الدين كباشي إن القوات المسلحة لن تمضي في الاتفاق الإطاري مالم يوقع عليه عدد كاف من القوى السياسية .

وقال في مخاطبة جماهيرية خلال زيارته كادوقلي بوم الأحد رصدها راديو دبنقا إن القوى السياسية الموقعة على الاتفاق الإطاري ليست كافية لحل المشكلة السياسية. وشدّد أن القوات المسلحة لا يمكن ان تحمي أي دستور غير متوافق عليه وأضاف (ما بنحمي دستور 10 انفار).

وأوضح إن بعض الظروف اقتضت أن تكون القوات المسلحة طرفاً في الحوار مؤكدا تمسكها  بالخروج من العملية السياسية والوقوف على مسافة واحدة من جميع المبادرات.

ودعا الموقعين على الاتفاق الإطاري لفتح صدورهم وقبول الآخرين وأضاف (نرفض  أن يحمل أي شخص القلم الأحمر ويحدد  فلان يجي وفلان ما يجي ) وأكد إن الجميع  مواطنين ومتساوين في الحق السياسي.

من جهة أخرى، دعا شمس الدين كباشي عضو مجلس السيادة الحركة الشعبية بقيادة الحلو لتوقيع اتفاق وقف عدائيات لتصبح جزءاً من آليات المراقبة من أجل المحافظة على السلم الاجتماعي .

وقال في مخاطبة جماهيرية  في كادوقلي إن الحكومة قدمت (عربون محبة) يتمثل في السماح بالحركة من والى مناطق سيطرة الحركة الشعبية، وتوصيل الاغاثات، وإنشاء أسواق التواصل الأجتماعي، مشيراً إلى التزام الحكومة بوقف اطلاق النار وتمسكها بعدم العودة إلى الحرب، ودعا الإدارة الأهلية والمواطنين لاقناع الحلو بالتوقيع على وقف العدائيات .

وبشأن الأوضاع في جنوب كردفان، أقر شمس الدين كباشي عضو مجلس السيادة بقصور الأجهزة الأمنية وحكومة ولاية جنوب كردفان مما أدى إلى الوضع الأمني المأساوي في الولاية .

وقال كباشي، في خطاب جماهيري باستاد كادوقلي،  إن الولاية مأزومة ( الأمن فالت في الولاية وكل زول شايل بندقية ويقلع التاني ). واستنكر إغلاق الطرق وقتل المواطنين بسبب اتلاف المزارع أو قتل الماشية.

واتهم الإدارة الأهلية بالتستر على المجرمين وحملها مسئولية المصالحات والسلام المجتمعي، داعياً لإشراك الشباب والمرأة وأضاف ( المصالحات لا يمكن أن تتم بالخرطوم بل هنا ( في الولاية ).في إشارة إلى مؤتمر الصلح الذي اشرف عليه حميدتي في الخرطوم .

ووجه بتفعيل قانون الطوارئ والقبض على المجرمين ومن يتستر عليهم، وضبط الأسلحة النارية والبيضاء ، وأشار إلى عدم توفر الخدمات في الولاية واعداً بإجراء المعالجات.

 وأوضح إن الوضع الأمني تسبب في توقف التنمية والخدمات مشيراً إلى توقف الطريق الدائري بسبب غياب الأمن .

سلوك معادي للتحول الديمقراطي:-

من جهته قال البروفيسور صديق تاور، عضو مجلس السيادة السابق،  إن تصريحات شمس الدين في كادوقلي مخالفة لمدلولات تصريحات البرهان المتكررة وسلوكه المعادي للتحول الديمقراطي.

وأوضح لراديو دبنقا إن تصريحات كباشي تؤكد وجود قوى أخرى خارج الاتفاق الإطاري ولكنها لا تشير إلى الفلول أو من يناصرونهم .

وأشار تاور إلى أن الاتفاق الإطاري انحصر وسط قوى بعينها في المجلس المركزي للحرية والتغيير، ونبه إلى أنه لا يضم لجان المقاومة واسر الشهداء وتجمعات المفصولين والتجمعات النسوية وقوى الثورة العريضة.

وقال في الوقت نفسه إن البرهان في تصريحاته المتكررة يهدف للحفاظ على الجيش في وضعية مستقلة بعيداً عن أي سلطة مدنية.

وأشار إلى انتهاجه سلوكاً معاد للتحول الديمقراطي والحريات، وإنه سيظل يضع العراقيل أمام اي تحول مدني ديمقراطي

وقال إن البرهان ظل يناور ويراوغ ويعلن عدم انصياعه لأي سلطة مدنية ويتعامل مع الإطاري وفق رؤيته، ويحاول فرض رؤيته السياسية على القوى السياسية .

ومن جانبه قال الدكتور صلاح الدومة أستاذ العلوم السياسية إن حديث كباشي في كادوقلي حول عدم كفاية القوى الموقعة على الاتفاق الإطاري ( زوبعة في فنجان).

وقال، في مقابلة مع راديو دبنقا، إنه ليس هناك نصاب محدد يجب توافره حتى نقول ان التوقيعات على الاتفاق الإطاري كافية ام لا . واعتبر تصريحات كباشي محاولة لرفع سقف المطالب لنيل بعض التعهدات من الوفود الدولية الأوروبية والأمريكية التي ستزور السودان قريباً .

وأوضح إن هذه ليست المرة الأولى التي يتراجع فيها المكون العسكري عن تعهداته مشيراً إلى أن حميدتي هذه المرة يدعم الاتفاق ويصر علي المضي فيه.

وأكد إن القوى الموقعة على الاتفاق الإطاري والمؤيدة له أكبر من رافضيه، و إن الاتفاق الإطاري يحظى بدعم الثلاثية و الرباعية و الاتحاد الأوربي، بينما تقف مصر وربما اسرائيل في صف الرافضين له.

وأشار إلى تراجع قوة البرهان العسكرية بسبب الخلافات الحادة مع حميدتي وقال إن الكتلة الانقلابية تريد كعادتها ان تجري تجربة جديدة بنفس المعطيات القديمة و تتوقع نتيجة مختلفة.

وعلى ذات الصعيد قلّل الصحفى والمحلل السياسي، أشرف عبدالعزيز، من أهمية تصريحات البرهان فى نهر النيل حول الاتفاق الاطارى، ووصفها بعديمة الفائدة خاصة فى الظرف الدقيق مع قرب الوصول إلى الاتفاق النهائي.

وقال اشرف عبدالعزيز لراديو دبنقا ان  البرهان ظل يدلي بتصريحات مماثلة منذ بداية الثورة بغرض البقاء فى منصبه وضمان تاثيره فى الساحة.

وأوضح ان التصريحات تدل أن البرهان ربما وافق على الاتفاق الاطارى نتيجة لضغوط، ونتيجة لذلك بدا فى كثير من الاحيان يكرر تصريحات مفادها أنه لن يوقع على اتفاق مع جهة واحدة، مع علمه ذلك ليس ممكننا الآن خاصة وأن الاتفاق تم التوقيع عليه بشكل فردى وليس مع جهة واحدة.

وأوضح إن البرهان يريد ان يرسل رسالة تفيد باستمرار الخلافات بين القوى السياسية الرافضة والموافقة  لكى يضمن دخول الكتلة الديمقراطية كتحالف وهذا ما يرفضه التحالف المركزى الذي قال إن الاتفاق مضى خطوات كثيرة نحو التنفيذ  منوهاً إلى توقيع الالية الثلاثية والوساطة الرباعية ،ومضى فى حديثه لراديو دبنقا مهما حاول البرهان فان تصريحاته تحصيل حاصل ولا علاقة لها بالواقع خاصة وأن القوى الرافضة هي التى تتمسك بتفاصيل وصفها بانها تعجيزية، وقال إن ورشة القاهرة محاورة للذات وستقود لنتيجة صفرية.

وحول تباين تصريحات رئيس مجلس السيادة البرهان بنهر النيل ونائبه حميدتى بشان الإتفاق الإطاري قال اشرف عبدالعزيز لراديو دبنقا ان التباينات تشير الى ان المكون العسكرى ليس على قلب رجل واحد. وأوضح ان الخلاف نشأ بين الرجلين نتيجة الموقف من الاتفاق الاطارى وقبله فى مواقف اخرى .

وأشار الى أن مساندة حميدتى للاتفاق الاطارى ليس حبا فيه ولكنه يرى أن الاصلاح الأمنى والعسكرى المضمن فى الاتفاق يمكن ان يوفر له فرصة لالتقاط الانفاس حتى يستطيع ان يكسب الرهان مجددا حال انتهاء الفترة الانتقالية.

 وفيما يخص طرف الجيش قال اشرف “واضح ان هناك تململ وسط القادة الكبار”حيث يرون ان البرهان قدم تنازلات كبيرة، أكثر مما يجب، وأن تصريحات البرهان المتكررة القصد منها بث تطمينات بأن ذلك لن يحدث .

وحول تصريحات عضو مجلس السيادى شمس الدين كباشى،فى ولاية جنوب كردفان الاحد،ق ال اشرف عبدالعزيز لراديو دبنقا ان هناك حديث عن وجود خلافات بين كباشى والبرهان. واوضح إن كباشى اختار الآن، فى ظل الاشكاليات التى تواجه ولاية جنوب كردفان، أن يقول إنه من منطقته سيسجل هدفاً فى مرمى القوى السياسية .

اعتبر اشرف عبدالعزيز التوقيت غير مناسب خاصة فى ظل تاكيدات الدول على ضرورة الوصول إلى اتفاق سياسى وفقا للاتفاق الاطارى .

وأكد صعوبة اي محاولات للمناورة بشكل جديد يمكن ان توقف تنفيذ هذا الاتفاق ،خاصة وان الولايات المتحدة الامريكية تريد إعادة ترتيب هذه المنطقة بعد ان تمدد النفوذ الروسى فى أجزاء من دارفور وافريقيا الوسطى.

 وأشار الى أن تصريحات الى كوهين عقب زيارته الى الخرطوم أكدت على ضرورة التوقيع على الاتفاق مع حكومة مدنية مما يشير الى قرب تنفيذ الاتفاق الإطارى والذى يستوجب انضمام قوى ورشة القاهرة اليه.