كأس الوفاء في طرابلس… الهلال يكرّم رموزاً رحلت وبقي أثرها

الجالية السودانية في ليبيا تقدم كأس الوفاء في طرابلس و الهلال يكرّم رموزاً راحلة
ليبيا – ٢٣ أغسطس ٢٠٢٥م
راديو دبنقا
أطلقت رابطة مشجعي الهلال في ليبيا النسخة الثانية من كأس الوفاء، بعد عام من النسخة الأولى التي خُصصت لتكريم الراحل حسن الصافي. وجاءت نسخة هذا العام لتسلط الضوء على ثلاثة أسماء بارزة خدمت الوطن والجالية السودانية في ليبيا وخلّدت بصماتها في قلوب الناس.
السنجك… السائق الذي صار دبلوماسياً
قال رئيس الرابطة أزهري عبد الحفيظ إن أول المحتفى بهم هو الراحل أحمد السنجك، الذي عمل أكثر من 35 عاماً في السفارة السودانية بطرابلس. ورغم أنه بدأ سائقاً، إلا أن ظرفاً دبلوماسياً استثنائياً كشف عن قدراته، فكان يقوم بمهام قنصل وقائم بالأعمال، يسافر إلى تونس وسوريا لتنسيق معاملات الجوازات وخدمة السودانيين، كما لعب دوراً فاعلاً في العمل الاجتماعي والإنساني.
ويضيف أزهري: “السنجك كان شخصية سودانية أصيلة، عفوية وبسيطة، قريبة من السلطات الليبية، ومحبوبة من الجميع. رحل عنا، لكن الوفاء يفرض علينا تخليد ذكراه.”
عصام الوكيل… الإعلامي الظريف
أما ثاني المكرمين فهو الإعلامي عصام الوكيل، الذي انتقل من تلفزيون الجزيرة إلى العمل في السفارة السودانية. برع في التصوير وصناعة المحتوى، وتميّز بخطه الجميل في كتابة بيانات الجوازات قبل عصر الرقمنة. كان حاضر البديهة، صاحب نكتة، وابتسامته لا تفارق محيّاه. “كان من ظرفاء المدينة، ولهذا استحق أن نكرمه عبر كأس الوفاء”، يقول أزهري.
أمير الصديق… الطبيب الشاب
الشخصية الثالثة التي خُصص لها التكريم هو الطبيب أمير الصديق، الذي وصفه أزهري بـ “الحالة النادرة”. منذ صغره حمل همّ أسرته وبلده، وعُرف بين زملائه بطموحه وشغفه بالطب. وبعد تخرجه مارس المهنة بروح إنسانية عالية، لكن الموت اختطفه في ريعان شبابه.
فلسفة التكريم
وأوضح رئيس الرابطة أن فكرة دوري الوفاء اعتمدت على تمثيل أجيال مختلفة:
السنجك عن جيل الكبار،
عصام الوكيل عن جيل الوسط،
أمير الصديق عن الشباب.
وذلك انسجاماً مع فلسفة الهلال العريق في احتضان جميع الفئات.
البطولة ورؤية الرابطة
من جانبه، قال حسن السلاوي الأمين العام للرابطة، إن البطولة يشارك فيها 12 فريقاً سودانياً من أندية الجالية القديمة بطرابلس، مشيراً إلى أن النسخة الأولى كانت على شرف روح المرحوم أحمد الصافي، الذي كان “هلالابياً على السكين” وصاحب فكرة إنشاء الرابطة. وأضاف أن النسخة الثانية جاءت لتخلّد أسماء الرموز الثلاثة الذين تحدث عنهم رئيس الرابطة.
وأكد السلاوي أن هذه الأنشطة تعكس أن الهلال ليس مجرد نادٍ كروي، بل مؤسسة اجتماعية وثقافية لها أدوار ممتدة، مشيراً إلى أن الرابطة لعبت أدواراً كبيرة في استقبال الهلال في طرابلس وبنغازي، وأن صداها وصل إلى داخل السودان.
المرأة في الصدارة
من جانبها، قالت عايدة محمد محمد خير، الناشطة في الرابطة: “ليس غريباً على الهلال أن يفاجئنا بمثل هذه اللفتة، فالمكرمون رحلوا بأجسادهم، لكن أرواحهم باقية بيننا.”
وأضافت أن الرابطة تضم الشباب والنساء والأشبال والمخضرمين، مشيرة إلى أن الهلال “كسر الحاجز أمام المرأة السودانية، ومنحها موقعاً متقدماً رغم القيود المجتمعية.”
حضور رسمي ورياضي
شهدت افتتاحية الدوري مشاركة واسعة، تقدّمها القنصل العام صديق عبد الباقي ممثلاً لسفارة السودان بطرابلس، إلى جانب طاقم السفارة والجالية، ومكتب تلفزيون السودان والإذاعة السودانية، فضلاً عن حضور رياضي وإعلامي ليبي لافت، شمل حكاماً ومعلقين من طرابلس العرب، في تأكيد على متانة العلاقة بين الشعبين.
كلمة وفاء وشكر
وفي ختام حديثه، شدد أزهري عبد الحفيظ على أن هذا التكريم ليس سوى “قليل من كثير” يقدمه الهلال لمجتمعه وجاليته، وأن كأس الوفاء سيظل جسراً للعرفان ورد الجميل. كما وجّه شكره الخاص إلى د. ياسر الخضري رئيس مكتب الشباب على التنظيم الرائع، وإلى حسن السلاوي الأمين العام للرابطة، بجانب تقديره لجهود القنصل صديق عبد الباقي، ومساعد الملحق أسعد بشير، ونائب مدير الجوازات أحمد وراق، لما قدموه من دعم ومساندة لإنجاح هذا الحدث.