قيادات حركات الكفاح المسلح الموقعة على اتفاق السلام تحذر من بطء تنفيذ الترتيبات الأمنية

حذرت قيادات حركات الكفاح المسلح الموقعة على السلام من العواقب الوخيمة لبطء تنفيذ الترتيبات الأمنية وأرجعت ذلك لغياب الإرادة السياسية وليس للعامل المادي، بينما بررت القوات المسلحة بطء تنفيذ الترتيبات لعدم توفر الميزانيات.

حذرت قيادات حركات الكفاح المسلح الموقعة على السلام من العواقب الوخيمة لبطء تنفيذ الترتيبات الأمنية وأرجعت ذلك لغياب الإرادة السياسية وليس للعامل المادي، بينما بررت القوات المسلحة بطء تنفيذ الترتيبات لعدم توفر الميزانيات.

وانتقد الفريق جابر حسب الله القيادي في حركة تحرير السودان خلال حديثه في ندوة نظمها مركز "ارتكل" في الخرطوم حول بطء الترتيبات الأمنية الحكومة لعدم تنفيذ اتفاق السلام وخاصة الترتيبات الأمنية على الرغم من مرور ثمانية أشهر على التوقيع.

وقال إن بطء الترتيبات أدى إلى التفلت الأمني في مناطق النزاعات السابقة إلى جانب الخرطوم، وأشار إلى مقتل أحد قيادات الحركة على يد مجموعات متفلتة وذلك بسبب عدم تكوين القوات المشتركة رغم أن الاتفاق نص على تكوينها خلال 45 يوماً.

وحمّل العناصر السياسية في الحكومة مسئولية تأخير الترتيبات الأمنية نافياً مسئولية الجيش أو الحركات. ورحب بقرار وزير الدفاع الصادر يوم السبت بتعيين اللجان المنفذة للترتيبات الأمنية، ودعا لتسريع الخطى لإنفاذ الترتيبات من أجل إنهاء الفوضى.

من جانبه قال الفريق سليمان صندل، الأمين السياسي لحركة العدل والمساواة سليمان إ إن بطء تنفيذ الترتيبات الأمنية أمر مقصود مشيراً إلى إدارة العملية بنفس العقلية السابقة وصناعة حركات جديدة.

وقال إن اتفاقية السلام نصت على إصلاح قيادة القوات المسلحة بالتزامن مع الترتيبات الأمنية عبر تعيين قيادات على مستوى القيادة العليا والوسطى موضحاً إن القيادة العامة الحالية للجيش لا تعبر عن التنوع، واشار إلى عدم اتخاذ أي خطوة إيجابية خلال السبعة أشهر الماضية في مجال الترتيبات.

 وقال إن بطء تنفيذ الاتفاق هو السبب في انهيار الاتفاقيات السابقة. وقال إن المجلس الأعلى المشترك برئاسة البرهان هو المسئول عن تنفيذ الترتيبات الأمنية وليس مجلس الأمن والدفاع. واعتبر الحديث عن عدم توفر التمويل ذراً للرماد على العيون.

ودعا صندل لإجراء إصلاح حقيقي في القوات المسلحة، وقال كل من يقف ضد الترتيبات الأمنية هو ضد الثورة ويجب أن يسقط، وأوضح إن الترتيبات الأمنية قضية سياسية تهم كل الشعب السوداني مؤكداً قدرة الشعب السوداني على حماية السلام.

من جهته قال ياسر عرمان نائب رئيس الحركة الشعبية إن البلاد لا تتحمل وجود جيشين محذراً من الانهيار الشامل في حال عدم تشكيل جيش واحد، واتهم قيادات القوات المسلحة بأنها لا ترغب في إصلاحات هيكلية تؤدي لجيش مهني بعقيدة عسكرية جديدة.

 وأشار إلى أن بطء تنفيذ الترتيبات الأمنية ليس بسبب الجانب المادي بل لغياب الإدارة السياسية، وقال إن الجيش مسيس ويضم عدد كبير من منسوبي الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني داعياً إلى ضرورة بناء الجيش بعيداً عن السياسة وان يكون ولاءه للوطن والدفاع عنه مع الحفاظ على التنوع.

وأشار إلى ظاهرتين هما الحفاظ على الجيش بشكله القديم او بناء تحالفات جهوية داعياً لبناء جيش لجميع السودانيين بعيداً عن العقيدة القديمة والتحالفات الجهوية.  وقال لا مستقبل للسودان إلا بترتيبات أمنية صحيحة.

 وجدد اتهامه للاستخبارات العسكرية بصناعة حركات جديدة والتجنيد باسم حركات الكفاح المسلح. ونوه إلى وجود مشكلة بين الجيش والدعم السريع، داعياً لعدم السماح بالوقيعة بين الطرفين، مطالباً بتشكيل جيش واحد بدون أي استفزاز لأي طرف. وقال إن مجموعات النظام البائد تسعى لاندلاع حرب بين الطرفين وأكد ضرورة احتكار العنف بواسطة الدولة، وقال إن من يرفضون الترتيبات الأمنية لديهم مخططات واعتبر الترتيبات فرصة لبناء قوات مسلحة واحدة.

من جانبه رفض الفريق خالد عابدين الشامي نائب رئيس أركان العمليات في القوات المسلحة التشكيك في قومية القوات المسلحة، وأرجع بطء تنفيذ الترتيبات الأمنية للعامل المادي وقال إن الحركات تأخرت في تسليم الكشوفات والسجلات.

وأقر بالتأثير المعنوي لتأخير الترتيبات الأمنية على الجهات الموقعة مشيراً إلى أهميتها لتحويل الحركات لأحزاب سياسية وانفصال الجانب العسكري عن السياسي مؤكداً حرصهم على الديمقراطية وتنفيذ الترتيبات الأمنية.