قلق أممي ودولي وإقليمي من هجوم وشيك على الفاشر

نزوح من قرى غرب الفاشر- تصوير محمد جمال الأسمر

امستردام: السبت 27/ أبريل/2024: راديو دبنقا

تصاعد القلق الأممي والإقليمي والدولي حيال الهجوم الوشيك المتوقع على مدينة الفاشر بشمال دارفور، وهي عاصمة الولاية الوحيدة في دارفور خارج سيطرة الدعم السريع، فيما أعلن مني اركو مناوي حاكم إقليم دارفور في تصريحات صحفية عن استعدادهم للدفاع عن الفاشر وشروعهم في الجهود العسكرية لفك الحصار عنها.

دعوات من مجلس الأمن

أعرب أعضاء مجلس الأمن، في بيان لهم يوم السبت، تحصل عليه راديو دبنقا عن قلقهم إزاء تزايد التوترات والعمليات العسكرية حول مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور. وأشاروا إلى قلقهم العميق إزاء الهجوم الوشيك الذي من المتوقع أنه تشنه قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها على مدينة الفاشر، التي تأوي مئات الآلاف من النازحين الذين فروا من العنف في أماكن أخرى.

ودعا البيان القوات المسلحة وقوات الدعم السريع إلى إنهاء حشد القوات العسكرية واتخاذ خطوات لتهدئة الوضع والامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي.

وذكّروا جميع الدول الأعضاء بالامتناع عن التدخل الخارجي الذي يسعى إلى إثارة الصراع وعدم الاستقرار، وأن يدعموا بدلا من ذلك الجهود الرامية إلى تحقيق سلام دائم، وذكّروا جميع أطراف النزاع والدول الأعضاء بالتقيد بالتزاماتها بالامتثال لتدابير حظر الأسلحة.

مخاوف من الفصل السابع

من جانبه قال السفير الصادق المقلي لـ(راديو دبنقا) معلقاً على بيان مجلس الأمن: ” هذه ليست المرة الأولى التي يحذر فيها مجلس الأمن والولايات المتحدة الأمريكية من مغبة اجتياح الدعم السريع للفاشر” ، وأضاف واضح جداً أن مجلس الأمن قصد بهذا البيان لفت الأنظار حول الحرب في السودان من خلال ما سيحدث في الفاشر في حالة سقوطها في يد قوات الدعم السريع أو استمرار حصارها لها مفاقمة الأزمة الإنسانية.
وحذر السفير من أن يكون البيان تمهيداً لاتخاذ قرار تحت الفصل السابع بالتدخل لفرض مجموعة إجراءات تفضي في النهاية إلى إجبار الطرفين لإيقاف الحرب عن طريق التفاوض.

قلق افريقي
من جانبه أعرب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي عن قلقه إزاء تدهور الوضع الأمني والإنساني في شمال دارفور. وأوضح في بيان يوم السبت تحصل عليه راديو دبنقا إنه يتابع بقلق بالغ التقارير التي تتحدث عن التدهور المقلق في الوضع الإنساني والأمني في الفاشر بولاية شمال دارفور.

ويشير رئيس المفوضية إلى أن الحشد الكبير للمقاتلين والأسلحة في محيط الفاشر يشكل تهديدا خطيرا لحياة وممتلكات وسبل عيش الملايين في شمال دارفور، ويعقد عملية صنع السلام الصعبة بالفعل.

ودعا، البيان الصادر من إيبا كالوندو المتحدث الرسمي باسم رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، الأطراف المتحاربة إلى وقف القتال فوراً، والعودة إلى الهدنة المحلية في الفاشر، والبدء في تنفيذ اتفاق جدة لوقف إطلاق النار في مايو 2023، واستئناف جولة جديدة من المحادثات دون قيد أو شرط لتحقيق وقف دائم وشامل للأعمال العدائية. تماشيا مع خارطة الطريق للاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية.

كما أدان فكي التدخل الخارجي مجدداً مطالبة الاتحاد الأفريقي للدول الأجنبية بالتوقف فورًا عن توريد الأسلحة إلى المتحاربين في انتهاك واضح لعقوبات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الملزمة قانونًا.

حوار سياسي شامل

وجدد فكي دعوته جميع الجهات الفاعلة السودانية لدعم جهود فريق الاتحاد الأفريقي الرفيع المستوى المعني بالسودان لعقد عملية تحضيرية لحوار سياسي شامل في السودان قريبًا.
ودعا رئيس المفوضية المجتمع الدولي إلى مواءمة جهوده مع المبادرات المشتركة للاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، لإنهاء القتال المستمر غير المبرر، والتعاون من أجل إنشاء حكومة شاملة وتوافقية ومدنية. قيادة عملية انتقالية سياسية تلبي تطلعات الشعب السوداني إلى السلام والاستقرار الدائمين من خلال استعادة النظام الدستوري والحكم الديمقراطي.
ولكن ياسر عرمان القيادي في تقدم قال إنه “إذا صحت الأخبار عن ان الاتحاد الأفريقي سيدعو (٥٠ ) شخصية سودانية لبدء العملية السياسية! فإن ذلك أمر سابق لأوانه ويحتاج لتشاور عميق مع الأطراف سيما تقدم وقوى الثورة الأخرى وأبعاد الإسلاميين المؤيدين للحرب”. ودعا الاتحاد الأفريقي لبداية جيدة وناجحة.

مخاوف أمريكية
قالت سمانثا باور رئيس الوكالة الأمريكية للتنمية إن هجوم قوات الدعم السريع على الفاشر سيؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني الكارثي بالفعل في السودان، وإنه من المرجح أن يؤدي إلى ارتكاب فظائع ضد المدنيين في دارفور.
وأوضحت في تدوينة إلى منصة إكس يوم السبت إن الولايات المتحدة حثت البرهان وحميدتي على وقف التصعيد فورًا، ودعت الدول ذات النفوذ بالضغط على كلا الجانبين إلى الضغط على قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية لوقف القتال والاستعداد للمفاوضات لإنهاء هذا الصراع. وكان وزارة الخارجية الأمريكية أصدرت الأسبوع الماضي بياناً خذرت فيه من الهجوم على الفاشر.
فيما أشارت منظمة الهجرة الدولية، في تقرير لها الأسبوع الماضي، إلى نزوح أكثر من 40 الف شخص بمحلية الفاشر وماجاورها في الفترة من 1 إلى 16 ابريل جراء الهجمات التي تشنها قوات الدعم السريع بجانب الاشتباكات ذات الطابع القبلي.

موقف إماراتي

من جهتها أعربت الإمارات العربية المتحدة عن قلقها العميق إزاء تصاعد التوترات في منطقة الفاشر في شمال دارفور والتهديد الذي تشكله على المدنيين السودانيين.
وظلت وزارة الخارجية السودانية توجه اتهامات للإمارات بمساندة الدعم السريع وطالبت مؤخراً بعقد جلسة لمجلس الأمن لمناقشة الدور الإماراتي.

ودعت الإمارات في بيان لوزارة خارجيتها تحصل عليه راديو دبنقا جميع الأطراف المسلحة، بما في ذلك قوات الدعم السريع، والقوات المسلحة السودانية، على إنهاء القتال، والعودة إلى الحوار. وجددت دعوتها جميع الأطراف المتحاربة إلى الامتثال لالتزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي واتخاذ إجراءات فورية حاسمة لتخفيف حدة التوترات وتجنّب انزلاق السودان الى مستويات جديدة من عدم الاستقرار.

وأعربت عن بالغ قلقها حيال تقارير بشأن العنف الجنسي ضد النساء والفتيات، وارتفاع خطر المجاعة والقصف الجوي العشوائي، واستمرار معاناة وتشريد الآلاف من المدنيين، وخاصة الأطفال والنساء وكبار السن.

وناشدت مجلس الأمن باتخاذ ما يلزم من اجراءات لضمان إنهاء النزاع ووصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق إلى جميع أنحاء السودان. وطالبت بوقف فوري لإطلاق النار وحل سياسي للأزمة، ودعمها للعملية السياسية وجهود تحقيق التوافق الوطني نحو حكومة يقودها مدنيون، كما أشارت الوزارة في بيانها.

حصار محكم
من جهته أعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، عن قلقه البالغ إزاء تصاعد العنف في مدينة الفاشر وما حولها في شمال دارفور، حيث أشارت التقارير إلى أن كلاً من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع “شنت هجمات عشوائية باستخدام أسلحة متفجرة ذات آثار واسعة النطاق، مثل قذائف الهاون والصواريخ التي تطلقها الطائرات المقاتلة، في المناطق السكنية”.

هذا ما جاء على لسان المتحدث باسم مفوضية حقوق الإنسان، سيف ماجانجو، خلال مؤتمر صحفي بجنيف، الجمعة. أشار المتحدث إلى أن 43 شخصاً على الأقل، بينهم نساء وأطفال، قتلوا مع استمرار القتال بين الجانبين والميليشيات المتحالفة معهم في ظل توغل لقوات الدعم السريع في الفاشر.

وقال ماجانجو إن المدنيين محاصرين في المدينة، وهي “الوحيدة في دارفور التي لا تزال في أيدي القوات المسلحة السودانية، ويخافون من القتل إذا حاولوا الفرار”. وشدد المتحدث على أن الوضع المزري يتفاقم بسبب النقص الحاد في الإمدادات الأساسية حيث إن عمليات تسليم السلع التجارية والمساعدات الإنسانية مقيدة بشدة بسبب القتال، وعدم قدرة الشاحنات على العبور بحرية عبر الأراضي التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.

مخاوف من عواقب مدمرة
وفي نيويورك ذكر المتحدث باسم الأمم المتحدة أن المنظمة تتلقى تقارير مقلقة بشأن تصاعد التوترات بشكل كبير بين الأطراف المسلحة في الفاشر، شمال دارفور وما أفيد عن أن قوات الدعم السريع تطوق المدينة بما يشير إلى أن التحرك المنسق لمهاجمة الفاشر قد يكون وشيكا.
وقال المتحدث في بيان أرسله للصحفيين إن القوات المسلحة السودانية، بالتزامن مع ذلك، يبدو أنها تتخذ مواضعها. وذكر أن الهجوم على المدينة سيؤدي إلى عواقب مدمرة على السكان المدنيين.
وأشار إلى أن تصعيد التوترات ذلك يأتي في منطقة على شفا المجاعة. وكرر الأمين العام دعوته لجميع الأطراف إلى الامتناع عن القتال في منطقة الفاشر. وقال المتحدث إن المبعوث الشخصي للأمين العام رمطان لعمامرة يتواصل مع الأطراف لتهدئة التوترات في الفاشر.

تقدم بعيد المنال
وكان الرئيس الإرتري أسياس أفورقي التقى يوم الخميس في العاصمة الإرترية أسمرا، رمضان لعمامرة، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان. وأشار افورقي خلال اللقاء إلى أن التقدم في حل النزاع في السودان أصبح بعيد المنال حتى الآن أيضًا بسبب انتشار المبادرات والمنصات.

وأعرب افورقي بحسب تدوينة لوزير الإعلام الإرتري على منصة إكس عن دعم إريتريا لمبادرة الأمين العام للأمم المتحدة باعتبارها آلية قابلة للتطبيق لتوحيد جميع الجهود الأخرى. وذكر أفورفي أن إريتريا قدمت إلى مجلس السيادة السوداني في عام 2022 مقترحا يرتكز على إنشاء مؤسسات انتقالية.

وذكر افورقي أنه على الرغم من قبول المجلس السيادي للاقتراح في البداية، فقد تم إعاقة التقدم لاحقًا بسبب التدخل والتنافس بين مختلف القوى. وحث الأمين العام للأمم المتحدة على بذل الجهود لوقف تدفق شحنات الأموال والأسلحة عبر الدول المجاورة.

من جانبه، تحدث مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان، السيد لعمامرة، عن التدابير التي شرعت الأمم المتحدة ومؤسساتها في اتخاذها لتعزيز السلام الدائم في السودان، وكذلك لتقديم الدعم للشعب السوداني الذي أجبر على النزوح الداخلي واللجوء للخارج بسبب الصراع.